السيرة العطره

بقلم علاء مراد
نبتٌ طيب يزرعه الإنسان في قلوب الآخرين، عطر يبقى ويدوم على مدار السنين، كلمة طيبة تبقى إلى يوم الدين، نبع خير لا يجف مهما جفت كل الينابيع، ثمار حق ونفعها كنز ثمين لا يضيع، إنها السيرة الطيبة التي تبقى للإنسان في حياته وبعد مماته. إن السيرة الطيبة هي أجمل ما يمكن للإنسان أن يجنيه من بستان حياته، فهي الثمار الباقية، وهي المعاني السامية، لا يحققها أو يقترب منها إلا أصحاب النفوس العالية، والقلوب الصافية، والعقول الراقية، من صلُحت قلوبهم قبل صلاح ألسنتهم، من فاضت قلوبهم بالخير قبل أعمالهم، من صدقوا القول والعمل، من أحبوا الناس بصادق الإحساس، مَن أزالوا الكبر من النفوس. هم من تعاملوا مع الناس بكل تواضع وحسن خلق مدروس، حركاتهم وسكناتهم ليس فيها شيء من الاصطناع فلا غش لديهم ولا خداع، لا نفاق ولا شقاق إنما محبة ووفاق. فلتعلم أيها الإنسان أنك مهما امتلكت من أسباب الدنيا من مال وبنين، من عقارات وأملاك، لن يبقى لك من عملك إلا السيرة الطيبة والصدقة الجارية والولد الصالح يدعو لك بنية صافية، فأحسنوا التعامل مع الناس حتى لو تعايشتم معهم فترة بسيطة، فما أجمل أن يقال رحم اللـه فلاناً أو ذكره اللـه بخير، فقد كان كذا وكذا ويسرد صفاته الطيبة وأخلاقه الحسنة. فما أجمل الدعاء وأصدقه عندما يأتي لك خالصاً لوجه اللـه من مكان غير المكان ومن زمان غير الزمان. فلا الأملاك تبقى ولا الأموال تدوم، ولن يبقى لك عند الحي القيوم إلا ذكرك الطيب وسيرتك التي لن تزول عنك وتبقى عالقة بك وباسمك، بعد ما يأتي اليوم المحتوم. فلتحرصوا عليها رحمنا ورحمكم اللـه. ولتزرعوا محبتكم وذكراكم العطرة في قلوب الآخرين بالمعاملة الحسنة واللسان الطيب والأخلاق الفاضلة بلا تكلف أو تصنع، بلا رياء أو نفاق، بلا منفعة أو مصالح، ولتجعلوا نيّاتكم خالصة صافية للـه تعالى لا لإرضاء شخص مهما كان، وعاملوا الجميع معاملة واحدة ملؤها المودة والتسامح والكلم الطيب.

زر الذهاب إلى الأعلى