كروان الإنشاد شروق إبراهيم … البعد الثقافى الإنشاد الدينى

يتوجب على المغني في المرحلة الأولى أن يتلقى بعض التكوين في أحكام التجويد لإتقان نطق الحروف العربية نطقا فصيحا سليما، كما ينبغي على المقرئ والمنشد أيضا أن يتلقى تكوينا موسيقيا حتى تكون له القدرة على حسن الأداء والتمكن من توظيف المقامات والانتقال بينها وكيفية التصرف في الطبقة الصوتية.

يُعرف الإنشاد الديني بأسلوبه الغنائي، وتوجد عدّة صيغ للإنشاد الديني في العالم العربي الإسلامي يتميّز بها كل قطر من أقطارها.

وقد يعود ذلك حسب الاختلافات الحاصلة على مستوى اللهجات والمقامات والايقاعات وأيضا العادات والتقاليد الدينية.

ويمكن تصنيف الإنشاد الديني حسب رأينا تصنيفا عاما من خلال طريقة الإنشاد وتركيبة أفراده:

الابتهال: جاء في معجم لسان العرب لابن منظور أن «الابتهال يفيد التضرّع، وهو الاجتهاد في الدعاء وإخلاصه لله عز وجلّ.» (ابن منظور، 1998، ص. 375.) ويكون الدعاء والتضرّع لله بشكل منفرد، حيث يُناجي المبتهل ربّه بأدائه لكلمات تحمل معاني الخوف والرجاء، مثال «ابتهال العفو منك إليك والإحسان» لمحمد عمران و«النفس تشكو ومن يدري بما فيها» للسيد النقشبندي. كما يمكن أيضا أن يكون الابتهال متضمنا معاني الشوق وأوصاف الرسول صلى الله عليه وسلّم، مثال «عمري عليك تشوقا قضيته» لعلي البراق و«صلى عليك الله يا نور الهدى» لمحمد عمران. و«يكون الابتهال عادة إنشادا حرّا مرتجلا خال من كل إيقاع» (المذيوب، محمد، 2017، ص. 71.)، ويعتمد على قدرات المبتهل الذي يقوم بانتقاء الكلمات بنفسه ويُدخل عليها ألحانا مرتجلة ويُؤدّيها بتصرّف ودون مصاحبة موسيقية أو مجموعة مردّدين وهو يشبه قالب الموّال في الموسيقى العربية يُبرز من خلاله المبتهل قدراته الصوتية والارتجالية والمقامية.

post
زر الذهاب إلى الأعلى