د. فاطمة خوجة العنف ضد المرأة

أيمن بحر

يعرّف العنف ضد المرأة على أنّه أي سلوك عنيف يمارس ضدّها ويؤدّي إلى إلحاق الأذى بها على الجوانب الجسديّة والنفسيّة والجنسيّة ويُعدّ تهديد المرأة بأيّ شكل من الأشكال وحرمانها والحدّ من حريتها في حياتها الخاصّة أو العامة من ممارسات العنف، ويشكّل العنف ضدّ المرأة انتهاكاً واضحاً وصريحاً لحقوق الإنسان. فهو يمنعها من التمتّع بحقوقها الكاملة ويجدر بالذكر أنّ عواقب العنف ليس على المرأة فقط، بل تؤثّر أيضاً على الأسرة والمجتمع بأكمله وذلك لما يترتّب عليه من آثار سلبية اجتماعيّة واقتصاديّة وصحية وغيرها، والعنف ضدّ المرأة لا يرتبط بثقافة، أو عرف، أو طبقة اجتماعيّة بعَينِها بل هو ظاهرة عامة.

لا ينحصر العنف ضدّ المرأة في شكل واحد، بل يتّخذ عدّة أشكال منها:
– العنف الجسدي
–العنف النفسي
–العنف اللفظي
–العنف الاقتصادي

تعود أسباب العنف ضد المرأة إلى دوافع اجتماعية، ونفسيّة، واقتصاديّة موضّحة كما يأتي:
–الدوافع الاجتماعيّة: تتمثّل في الأعراف الاجتماعية التي تستثني وتقلّل من فرص المرأة في الحصول على التعليم والعمل بالإضافة إلى المعايير الثقافية المجتمعية التي تشمل تقبّل العنف ضد المرأة كوسيلة لحلّ وتسوية الخلافات بين الأشخاص.

–الدوافع النفسية: تشمل تعرّض الشخص أثناء طفولته للإيذاء ومشاهدته العنف بين والديه، بالإضافة إلى غياب الأب عن الأسرة.
–الدوافع الاقتصادية: تُعدّ من أهمّ دوافع وأسباب العنف ضدّ المرأة، ويعود السبب في ذلك إلى ضغوطات الحياة، والظروف الاقتصادية الصعبة وإسراف المرأة في الاستهلاك أحياناً.

post

من الآثار المترتبة:
الآثار الصحية والنفسية: يمكن أن ينجم عن العنف ضدّ المرأة العديد من الإصابات بالإضافة إلى الصداع وآلام في الظهر والبطن واضطرابات في الألياف العضلية والجهاز الهضمي ومحدودية الحركة واعتلال الصحة بشكل عام ويمكن أن تشمل الآثار النفسية للعنف ضد المرأة الإصابة بالاكتئاب والشعور بالإجهاد ومشاكل في النوم واضطرابات في الأكل كما يمكن أن يقود المرأة أحياناً إلى محاولات الانتحار.

الآثار الاجتماعية والاقتصادية: يُشكّل العنف ضد المرأة عائقاً أمام مشاركتها في الأنشطة المنتظمة، فقد تعاني النساء نتيجة العنف من العزلة وعدم القدرة على العمل وبالتالي فقدان الأجر كما يمكن أن ينتج عن العنف عدم تمكّن المرأة من الاعتناء بنفسها وأطفالها بالشكل الصحيح.

الوقاية من العنف ضد المرأة
يجب تعزيز جانب التصدّي للعنف الممارَس ضد المرأة إذ تبدأ الوقاية منه عبر المناهج الدراسية التي يجب أن تضمّ برامج للتعريف بالعنف والاستجابة له بالإضافة إلى اتّباع عدّة وسائل، منها؛ الخطط الاقتصادية التي تُمكّن المرأة من تعزيز دورها في المجتمع والاستراتيجيات التي تعزّز المساواة بين الرجل والمرأة ومهارات التواصل فيما بينهم بالإضافة إلى البرامج التي توضّح ضرورة قيام العلاقة بين الأزواج وداخل المجتمعات على مبادئ الاحترام كما يجب أيضاً التصدّي للعنف ضد المرأة من خلال تنمية استجابة القطاع الصحي لحالات العنف ونشر الوعي حول هذا الموضوع.

زر الذهاب إلى الأعلى