الخواجة ماكس

مصطفى السبع

أقامت دولة أجنبية من ضمن الدول التي تهتم بالمسابقات الرياضية الصعبة والخطيرة على حياة الإنسان مسابقة تسلق الجبال، كان من ضمن المتسابقين في تلك المسابقة الخواجة ماكس، كان يتمتع بحكمه وصبر وتفكير عميق ودراسة قوية قبل ان يتخذ أي قرار فوضع أمامه هذه المسابقة وكأنها مسؤولية كبيرة ولابد أن يكون على قدر كبير من الاستعداد لتحملها كي يصل لهدفه الرئيسي وهو النجاح والفوز بالمسابقة ،
فوضع خطة كي يسير علي منهجها فكان من ضمن شروط المسابقة هو أن المتسابق لابد أن يتسلق الجبل في وقت معين تحدده اللجنة المنظمة للمسابقة وقد حددت اللجنة وقتا قصيرا جدا لدرجة انه اغضب كل المتسابقين وعندما طلبوا من اللجنة زيادة الوقت فقامت اللجنة بالرفض.

اقترب موعد بدء المسابقة. والمتسابقين في حيرة! وماكس بطل قصتنا يجلس بمفرده و يفكر ويخطط قبل ان يتخذ القرار بالاشتراك في تلك المسابقة الصعبة أم لا والتي وصفها بأنها مسؤولية كبيرة يجب ان يتحلى فيها الصبر قبل أن يتخذ قراره ..
بدأ ماكس الترتيب والتجهيز لتلك المسابقة وبعد دراسة خطته بتأني استقر على أول قرار، وهو الاستعانة بأقرب الاشخاص الذين يثق فيهم ثقة كبيرة ليساندوه في تحمل هذه المسؤولية واجتياز المسابقة بنجاح في الوقت الذى حددته اللجنة .
وعندما اجتمع ماكس بمعاونيه وأكدوا له بأنهم سيقفون بجواره ويساندوه على ان يصل الى الهدف الذى يجتهد من أجله،
أخذ قراره بخوض المسابقة بالرغم من انسحاب بعض المتسابقين من هذه المسابقة !
لشعورهم بأنهم ليسوا على قد هذه المسؤولية، المقصود منها تسلق هذا الجبل الكبير الذى يصعب الوصول الى قمته في هذا الوقت القصير ولكن ماكس كان له رأى آخر وقام بالاشتراك بتلك المسابقة مهما كانت صعوبتها،
لان وجود اعوانه بجواره زرع بداخله الثقة والعمود والإصرار والعزيمة.

بدء ماكس بدعوة معاونيه الذين اختارهم ليبدأ معهم الحديث عن التخطيط المثالي الذى سيكون من خلاله نقطة الانطلاقة نحو الفوز بالمسابقة حتى يثبت أمام الجميع بأنه بالفعل قادر على تحمل المسؤولية .

قام ماكس بوضع خطة لمعاونيه بانه عند بداية التسلق لابد أن يتواجد منكم شخصين خلفي لمتابعتي حتى نقطة الوصول ثم اختار ماكس شخصين من ضمن الاشخاص الذين وثق بهم واستدعاهم ليبدأ معهم مشوار المسابقة فما كان على ماكس ان يختار افضل عنصرين منهم لكى يتبعوه عندما يبدأ التسلق فقام باختيار “مارك ، وديفيد” فقالو له ماهي الوسيلة التي ستوفرها لنا حتى نتبعك الى أن تصل الى نقطة الوصول.
ماكس عشان هو في الاساس صاحب حكمه وتخطيط سليم فكان عامل حسابه وموفر الامكانيات اللازمة من كل النواحي قبل البدء في المسابقة فقام ماكس بعمل سلم كهربائي مدرج حتى يكون معاونيه قريبين له ومتابعين له أثناء تسلق الجبل.
بدأت المسابقة وماكس على اتم استعداد وامسك بحبل التسلق ثم بدأ تسلق الجبل ومن وراءه معاونيه لمراقبته ومساندته وتشجيعه ليصل للهدف،
ماكس يصعد ويتسلق الجبل وعندما تواجهه صعوبة في الصعود يجد معاونيه من خلفه يقولون له بعلو اصواتهم انهض يا ماكس لقد حان وقت الانتهاء لقد اقتربت من الهدف، ماكس عندما يسمع هذا التشجيع من معاونيه يستمر بحماسه شديدة ويسرع في التسلق وهو لا يعلم كم يتبقى من الوقت او كم يتبقى من المسافة الباقية للوصول للهدف وعندما تبطأ حركته يصرخون معاونيه من خلفه انهض يا ماكس انهض لقد اقترب الوقت على الانتهاء وانت قريبا جدا من الهدف واستمروا على هذا الصراخ الى ان وصل ماكس لنقطة الهدف ونجح ماكس في اثبات وجوده امام العالم كله بأنه على ثقة كبيرة بقدراته في تحمل المسؤولية ..وعندما سألوه عن هذا النجاح ذكر ان النجاح بدون معاونه واعية وشريفه لا يأتي لان النجاح يأتي بالمعاونة والحب بين جميع الاطراف فنجاحي ليس بمفردي ولكن نجاحي بمعاونة اشخاص ثقتي بهم كبيرة لانهم على قد تحمل المسؤولية كما ان التعاون المشترك كرجل واحد هو النجاح والنجاح هو نجاحنا جميعا وليس نجاحي بمفردي هذا ما قاله ماكس بعد الفوز والوصول لهدفه الذى تحدى فيه الزمن وتحدى كل الصعاب حتى وصل إليه.

الدروس المستفادة من هذه القصة
أي انسان مقبل على امتحان صعب في حياته العملية لابد ان يكون حكيما وصابرا قبل اتخاذ قراره
لابد ان يختار معاونيه على مسؤوليته ويكون مقتنع بانهم على قد المسؤولية وعلى ثقة بهم بأنهم سوف يقفون بجواره ويساعدونه حتى يصل الى تحقيق النجاح المطلوب منه في وقت قصير….وايضا لابد قبل اتخاذ القرار والخوض في تحمل المسؤولية والدخول في المسابقة هو توفير كافة الامكانيات اللازمة حتى يتحقق حلم النجاح .

لابد أيضا من كل انسان ان يتعلم من بطل هذه القصة الخواجة ماكس الذى دخل مسابقة صعبه للغاية وقبل ان يأخذ قرار بدخولها خطط اولا وفكر كيف يختار معاونيه الذين يثق فيهم ثقة عمياء حتى يساعدونه للوصول الى القمة وأيضا قبل كل هذا لابد من التأكد من توفير الامكانيات اللازمة لتحقيق كل الامنيات.
ولا تنسوا أن ماكس برغم ظروف وصعوبة المسابقة ونجاحه بها الا أنه لم يتجاهل دور معاونيه له ودورهم المؤثر في نجاحه،