تذكرة عودة

بقلم وفاء أنور

رائع جدًا لقد نجحت ياسيدى بكل جدارة . أتقنت الدورالذى أسند إليك ببراعة . أديت أداءً يفوق كل التوقعات . ألم ترانى وأنا أصفق لك .
ألم تر دموعى تسيل إعجابًا بك ؛ وبصدق أدائك . لقد جعلتنى أخلط الجد بالهزل ! أقسم لك أنى تعلمت الدرس  جيدًا .
أدركت تمامًا أن أنقياء القلوب قد ذهبوا ، وودعوا تلك الحياة منذ زمنٍ بعيد ، غادروا ونسوا أن يخبرونى بموعد الرحيل . أنا الآن أحمل تذكرتى وأتشبث بها كطوق نجاة ؛ لأرحل عنكم . فلا أنتم أشباهى ، ولاعالمى يشبه عالمكم .
ارفعوا أيديكم عنا كفاكم تمزيقًا فى قلوبنا لقد جعلتموها كالدمى بين أيديكم . تتنازعونها فيما بينكم . لم تكن قلوبنا يومًا حقل تجارب ، ولن تكون . سنلملم جراحنا ونحمل قلوبنا الطاهرة لنحيا بها فى عالم آخر يقدرها يساندها عالم لاخداع فيه ليس هناك مسرحًا ، وليس لديهم ممثلين بارعين مثلكم .
هناك فقط نقاء دون شائبة . هناك فقط عطاءً بلا منّة . هناك فقط رحمة لاتتبعها قسوة . هناك فقط صدق لايصاحبه كذب أبيض كان أوأسود ؛ فكل شىء واضح لاخداعٌ سمعىٌ أو بصرى . اذهبوا إلى غيرنا وافترشوا ساحتهم أقيموا مسرحكم ، ولاتنسوا أقنعتكم ؛ فأنتم مازلتم فى حاجة للكثيرمنها وإن سقطت كل أقنعتكم لا تخشوا شيئًا فلديكم من الجرأة رصيدًا يجعلكم تتمكنون من زراعة الوهم فى عيون مشاهديكم ، فعندما تقومون بأدوار الطغاةً ستقولوا لسنا كذلك إنما سُحرت أعينكم ، وإن أديتم دور شياطين الإنس ستبررون هذا بأنه دور أسند إليكم ستعودون بعده لأصولكم ! لقد احترفتم الكذب بشهادة ألسنتكم ، وادعيتم الطهر ثم آثرتم الرحيل حين تمسكنا بكم . لقد منحناكم قلوبنا الطاهرة فوضعتموها تحت أرجلكم .
أسكناكم قصورًا فزهدتموها فهى أكبر من حجمكم . أمازلتم واقفين بيننا ! ماذا تنتظرون ؟! لو كنتم تنتظرون السماح فيؤسفنا أن نبلغكم بأن انتظاركم عبثًا ، ومضيعة لأوقاتكم . عجبًا لقد نجحتم وتفوقتم ! شاهدناكم وخُدعنا فيكم ، وصفقنا لبراعتكم ، وانتهى العرض ؛ فماذا تنتظرون ؟ أتنتظرون البشرى ؟
نبشركم بأنه مازال هناك أشباهٌ لنا سُيخدعون كما خُدعنا ويدفعون الثمن كما دفعنا ، وسيعجبون بعرضكم . ولأن ساحتكم لم تكن يومًا جنة ؛ فسنرحل ، ونتركها لكم .

زر الذهاب إلى الأعلى