عثمان محمد يكتب … فضائل أسماء الله الحسنى
قال تعالى: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) الأعراف آية (١٨٠).
جاء في تفسير الآية
ما ذكره ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ” : أي يشركون بها.
والملحد : هو المائل عن الحق الذي صدف عنه وأعرض عنه.
فيدخل فيه الكفار جميعهم فإنهم بذلك ملحدون وهكذا أهل البدع من نفاة الصفات والأسماء فيدخلون فيها ما ليس منها.
“فعل على سبيل المثال :نجد اسم اللات أصله من الإله.
والعزى أصله من العزيز”.
فبشرهم الله بقوله : (سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) الأعراف من الآية (١٨٠).
عدد أسماء الله الحسنى:
إن عدد أسماء الله الحسني لا يحصي ولا يعد فقد استأثر الله به في علم الغيب عنده ، وما استأثر الله به في علم الغيب لا يمكن لأحد الاطلاع عليه.
روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم : “قال إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة” رواه الترمذي.
وليكن معلوم لنا جميعاً أن هذه الأسماء من أسماء الله ليست كل أسماء الله.
ولكنها أغلب الأسماء وأشهرها.
والدليل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك” رواه أحمد ، وابن حبان ، والحاكم وصححه.
فما استأثر الله به في علم الغيب عنده لا يمكن لأحد الاطلاع عليه والله أعلم.
فضل أسماء الله الحسنى :
أوصانا رسول الله صلى الله عليه سلم بالدعاء حيث شرع لنا الدعاء بأسماء الله الحسنى ، وصفاته العلا.
وعن فضل إحصاء أسماء الله الحسنى وحفظها
جاء في الحديث الصحيح : “إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة”متفق عليه ، وفي رواية “من حفظها دخل الجنة”.
وهذا يعني أن من تدبرها حفظها وعرف معانيها وعمل بمقتضاها دخل الجنة ولكن الأهم من عامل الحفظ هو عامل الاقتداء بها.
من عجائب الدعاء بأسماء الله الحسنى :
خير الدعاء هو ما احتوى على صفات الله العلا وأسمائه الحسنى.
يقول الإمام ابن القيم : “أفضل الدعاء وأجوبه ما توسل فيه الداعي إليه بأسمائه وصفاته” ففيه قدرة هائلة علي الإستجابة لسر لا يعلمه إلا الله. قال تعالى : (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) الأعراف آية (١٨٠).
هذا وهناك بعض الأدعية من السنة النبوية المشتملة علي الدعاء بأسماء الله الحسنى منها :
قوله صلى الله عليه وسلم : “يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين”.
ومنها قوله صلى الله عليه وسلم : “اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد”.
ومنها قوله صلى الله عليه وسلم : “اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ، ماض في حكمك عدل في قضاؤك اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحداً من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي”.
هذا والله ولي التوفيق.
