محمد ريحان ..يكتب/فى همس الكلمات.

احاديث فى الحياة والموت (1)

……………………………………………………………….

اليوم وبعد صلاة الجمعة استقلت الأتوبيس من منزلى وحتى منطقة المقابر والجبانات فى زيارة للأهل والأقارب ،والأصدقاء الذي غيبهم الموت عنا لقراءة الفاتحة على أرواحهم الطاهرة والدعاء لهم بالرحمات والبركةوهم الذين كانوا فى حياتى نعم الونس والسند والبركة والحلم.

جلست على الكرسى الأمامى -خلف السائق بصحبة من اخوة واخوات وأصدقاء جاءوا ليشاركونى فى هذه الرحلة،والأتوبيس يطوى الطريق طيا للوصول إلى منطقة المقابر.

كانت التساؤلات تتقافز فى ذهنى ،ويتردد صداها بين جنبات نفسى عن الحياة والموت،واللقاء والفراق ،والاجتماع والإفتراق ،واخذنى شلال التساؤلات الحزينة عبر أروقة الزمان المنقضى من حياتى وصرت أتأمل هؤلاء الأشخاص الذين كانوا يسكنون حياتى ويعششون فى أيامى أين هم الآن ؟!!بل أين أنا الآن منهم ؟هم ذهبوا إلى بارئهم أما أنا فلا ازال أهيم على وجهى فى الحياة الدنياواملى فى وجهه الكربم كبير. ،ووفجأة ودون سابق انذار أخذهم الموت منى ليتركونى وحيدا مع ذكرياتهم والتى صارت بدونهم مثل السياط الذى يكتوى ظهرى بلهيبه .

اخيرا وصلت لمنطقة المقابر والجبانات وكان الصمت والسكون هما السيدان المسيطران على المشهد فى هذه المقابر والتى بدت أمام عينى وكأنها مدينة كبيرةيسكنها الموتى والمسافرون إلى الله فى العالم الآخر.المقابر تتناثر هنا وهناك والأحواش والأضرحة تمتد بلا نهايةتفصل بينها شوارع ومنعطفات،وتتوسطها طلمبات مياه وحنفيات مياه ضخمة تروى اشجار الصبار التى تقف امام القبور تحرثها وتلهم اصحابها بعض من الصبروالثبات فى هذا العالم الموحش عالم القبور.

نزلت من الأتوبيس الذى استأجرناه فى هذه الرحلة ودلفنا إلى احد الشوارع المؤدية إلى المدفن والدموع تملأ عيونى وأنفاس حارة تتصاعد من صدرى وكأنها أبخرة من اللهب.

استوقفتنى وأنا امضى اللافتات الرخامية والتى وضعت فوق القبور للدلالة على اصحابها مكتوب فوقها اسماء عائلات كانت كبيرة وثرية أخرى كانت بسيطة وفقيرة ولا تكاد تجد قوت يومهابالإضافة إلى أسماء مدرسين ومهندسين ودكاترة وفلاحين وصناع (الكل هنا سواء يرقد نائما تحت التراب)البقية غدا خالص تحياتى محمد ريحان كاتب وسينارست.

زر الذهاب إلى الأعلى