العروس قديمًا وحاليًا.. «الأميرة و الراقصة»

 

شهد شريف

في أواخر القرن الماضي، تغيرت ملامح حفلات الزفاف، لتتحول العروس من ملكة متوجة إلى راقصة تستعرض نفسها و موهبتها في الرقص أمام المعازيم.

حيثُ كان قديماً تطرق أبوابنا نغمات أغاني عفيفة في حفل بسيط داخل البيت من ثم أمام البيت، حيث كانت له ترتيبات مختلفة تقوم الأم و الأخوات و الصديقات بتغير أماكن الكراسي و يضعون الكراسي الخاصة بالعروس و العريس و يقومون بتزينها و تزين ما حولها لتسمى ” كوشه” لكي تكون مناسبةً لزفاف الإبنة، كان زفاف بسيط بدأ بالقيام به جيل الخمسينات بالكامل فلم يكن يتم حفل الزفاف بالفنادق أو القاعات المخصصة كما حدث في نهاية القرن الماضي و ما زال.

كانت العروس تتجهز ليوم زفافها بمنزلها، إما بنفسها أو بمساعدة شقيقاتها وأقاربها الفتيات، يشاركن في لمسات تجميلية بسيطة للعروس لتظهر بشكل بسيط و انيق و لم تكن مُتكلفه في إختيار المكياج أو الفستان التي تظهر به، كانت تختار تسريحة شعر بسيطة يُزينها تاج وطرحة زفاف، وفستاناً يجعلها أميرة في ليلة زفافها.

لم تخل أفلام الأبيض والأسود في خمسينيات وستينيات القرن الماضي من تلك المشاهد ، حين شاهدنا نجمات الزمن الجميل في لقطات زفاف في أفلامهن، حيثُ كانوا اميرات.

كان الزفاف بسيطًا للغاية غير متكلف سواء في التجهيزات أو في شكل العروس، فكل مشاهد الزفاف في أفلام زمان شاهدة على إتيكيت الأفراح قديمًا حينما كانت العروس تجلس في الكوشة بجانب عريسها توزع نظرات وابتسامات على الحضور في خجل وفرح في نفس الوقت كانت أميره.

لم تترك العروس قديمًا الكوشة وتنظم فقرة خاصة للرقص سواء وحدها أو مع صديقاتها كما نشاهد الآن في الأفراح، فكانت العروس “الهانم” في ليلتها، وبعض العائلات كانوا يدعون إحدى الراقصات لتقوم بهذا الدور في الحفل، فقط تجلس العروس وعريسها في الكوشة يشاهدان الراقصة مثل المعازيم.

في نهاية القرن الماضي، بدأ يتغير إتيكيت حفلات الزفاف، فخرجت من نطاق زفاف المنزل إلى القاعات المجهزة والفنادق الفاخرة، ليصبح واجبًا على العروس أن تقدم فقرة فنية ترقص فيها لمعازيمها مثل الراقصه، حتى إذا كانت لا تجيد الرقص، فعليها الوقوف وسط صديقاتها وأقاربها لتثبت مهارتها في ليلة العمر.

أصبحت الآن العروس واجباً عليها أن تقوم بدور الراقصه ليست العروس، و أن صديقاتها يقومون بعمل فقرات فنيه برقصه مجهزه، و العروس بالمنتصف يشاهدها المعازيم.

و ذلك بسبب تقليد الغرب، و حب الأستطلاع علي حفلات الزفاف لديهم، و إنحراف السلوك.