أضواء ليبية

 

مفتاح الشاعري                                                                 

ليبيا / البيضاء

 

الأديب الروائي د. عبد الجواد عباس .. شمولية الاهتمام ورسالة تثقيف . ولد بمدينة البيضاء عام 1947 تحصلّ على ليسانس الآداب , ومارس التعليم بمرحلتي الإعدادي والثانوي, كلفّ مفتشاً للغة العربية نال درجة الماجستير عن رسالته” اتجاهات القصة الليبية القصيرة ما بين عامي 1957 – 1987″.. أنضم إلى هيئة التدريس بجامعتي عمر المختار وقار يونس عقب نيله درجة الدكتوراه في الأدب الحديث من خلال رسالته” القصة الليبية من التقليد إلى التجريب ”

 

• ثقافياً كان د. عبد الجواد الأديب والناقد المتفاعل مع النتاج الإبداعي , فشكّل ذخراً للثقافة , بل و عدّ قطباً وعلامة دالة في الأدب الليبي المعاصر ..

post

 

• كما تفردّ د. عبد الجواد بخصوصية للاهتمام لجانب التصوير لطبيعة النص ومعالجته ،في القصة والرواية كما وأنه لم يهمل جانب الدراسة والتحقيق في كلا الجانبين لهذه القامة الادبية الليبة عدة مؤلفات يذكر منها:-

 

• مجموعة قصصية بعنوان ” وحدي في عرض البحر ” كان قد تناول جزئياتها الأديب الليبي المعروف ” الناجي الحربي ” وأشار إلى أن :- (القاص عرض أفكاره من خلال إحساس قوي بالاعتزاز بجهاد الأجداد ورسم صورة بواقعية حسية تجذب أحزان النفس وتثير الإعجاب ببطولة أسلافنا و استهانتهم بأرواحهم فداء لتراب الوطن ) .. موضحاً بأن هذه المجموعة كان قد غلب عليها.. ( طابع الحكمة التي استمدها الكاتب من خبرته وتجاربه في الحياة إذ يلاحظ قلة الصور الخيالية يقابلها بساطة النص وسيطرة الأسلوب التقريري الذي يؤكد على أن أحداث القصص حدثت بالفعل في مكان ما وفي زمن معين وليست من حبك نسج الخيال فهو يستمد قصصه من الواقع ثم يجعل منها واقعاً جديداً )

• نص قصصي بعنوان ” “سائق الشاحنة ” التى تم تحوبلها الى شريط سينمائي بعنوان ( حدث ذلك غدا) وقام بأخراجه المرحوم محمد أسويسي وتحصل العمل على الجائزة البرونزيه فى مهرجان القاهرة لأفلام التلفزيون سنة 1994 . “رواية ” بعنوان لقاء في غابة السرو ” وجارى العمل على تقديمها سينمائيا سيناريو الفنان المسرحي / عبد الرحمن عباس ومن اخراج/ فرج أمعيوف . كتاب تراثي بعنوان ” رعي الأغنام في التراث ” .

 

شرح وتقديم ديوان الشاعر الشعبي الراحل ” جبريل الرعيدي ” و الذى قام بتأليفه إسرافيل الرعيدي ” ومن المعلوم ان هذا الديوان كان غنيا بقصائد الحرب والحنين والشكوى ” وكان فى تتابع قصائده تسجيل لمراحل تاريخيه لا يستهان بها • مجموعة قصصية بعنوان ” ثروة أمي ” . سيرة ذاتية بعنوان ” البيضاء وتذكرات صبيّ الخمسينات ” ,و فيها كانت الكتابة التى اهتمت جيدا بالنص الأدبي الذاتي وتأرخة مرحلة عمر ومكان وبيئة محيطة .. ان د. عبد الجواد لم يكن ببعيدٍ عن الهمّ الصحفي حيث ومن خلال رحلته كان قد تناول العديد من الموضوعات والدراسات والآراء ووجهات النظر ومفاهيم وقضايا الحداثة والدعوة إلى احترام الرسالة الثقافية حيث رأي فيها ضرورة وجود مبادئ التركيز والتكثيف والمضمون والإثراء , هذه المبادئ التي قال بها كان من شأنها مد أواصر المهنية الفكرية لدائرة المعرفة .. أن مدرسة عبد الجواد عباس كانت الداعية وبشكل متأني ومدروس الى رسم الخط الفاصل بين الإبداع وألا إبداع , بقاعدة مؤدية الى حقيقة أن وجود هذا الخط الفاصل سيكون من شأنه خلق التناظر أو التنافر لدى الآخر في المواجهة ولكن بشكل صحي ومفيدا للثقافة كما فى مقالته ” على رسلكم رواد قصيدة النثر وما يلفت الانتباه انه ظل فى مسائل الرؤى فى الجانب الشعرى المطروح يرى ما يخدم هذا الفاعل الهام من خلال التشديد على المواقف قائلا :- ( أنا ست شاعراً ولكنى أتشهى الشعر قراءة وسماعاً كما اشتهى الطعام اللذيذ .. وعندما احتاج إلى شعر فمعنى ذلك اننى احتاج إلى فن وإلا لكفاني النثر .. النفس تستجيب للإيقاع ولا إيقاع من دون موسيقى , والإنسان جبل على الإيقاع منذ الخليقة , فدقات القلب إيقاع .. وحركات اليدين إيقاع .. وحركات الرجلين إيقاع .. الإنسان تشّرب الموسيقى منذ الأزل فكيف يخرج الآن عن طبيعته فالشعر الجيد هو الذي يجذبنا ويدخلنا في فضائه رغم أنوفنا .. ) !!

 

ولعل من المفيد ان نضيف ان مسألة تسجيل المواقف وأن اختلفت كانت في تناغم خفى ومذهب أنطوان مقدسي وهو بالمناسبة أحد كبار المنظرين العرب في مسألة الحداثة وما يتعلق بنزاعاتها الفلسفية حين قال :- ( إن حركة التجديد في الأدب ما توقفت فليس صحيحاً ما ذهبوا إليه من إنكار للأدب العربي ومعانية ومكانه من الوجود , إن الدعوة إلى التجديد كانت بيننا ولم تغادرنا وربما نقول ربما أن هذه الدعوات المشبوه ما كانت لتتواجد بيننا لولا قيامنا بجلب قوالب نقدية تحت مسمى التنظير للأدب لنقوم بتطبيقها على آدابنا , فنحن أصحاب المدرسة الحديثة التي ترى بان لا سبيل إلى بعث الشعر إلا بخلق الشعر الحي الذي يعبر عن روح العصر ويصّور الحياة وهو في ذلك يجب أن يكون مشدوداً إلى الشعر العربي القديم بالرباط الذي تقضى به طبيعة الحياة المتطورة وليس حتماً أن يكون صورة منه ولكنه يجب أن يكون متصلاً بعصره اقوي مما يكون الاتصال أوضحه ومصّوراً للحياة الحديثة ولما يجري في آفاقها من معان جديدة ) .

 

أن د. عبد الجواد فى رؤاه بشأن قضايا الأدب المختلفة كان ” حريصاً على تسجيل واقعية في الشعر قديمه وحديثه والقصة والرواية كونها مجتمعة من الأداب التى ظّلت معلماً حين كانت فى محاكاة الواقع ومجاورة له دون تصنع انطلاقا من غنى المحتوى بقضايا مجسّدة الحسن أو السيئ وصور الحياة بسعادتها وبؤسها ومعالجة القضايا الاجتماعية والهم القومي والإنساني فكانت امتداد لما يُعرف بالمقاصة والتكاملية ” اللذين كانا رافدين أساسيين تاسبسا على الجمع المؤدي إلى حالة من الالتزام بكامل التفاصيل فى سعة العوالم والمعطيات الغنية والتصّورات الفنية والأدبية والفلسفية وطبيعة التفاصيل الوليدة من مراحل زمنية ومكانية بطابع الأشخاص ودرجة تفاعلهم مع المحيط والزمن , إلى جانب النزعة الفطرية المشبّعة بالانتماء إلى الطبيعة والفلسفة والمؤمنة بأثر الظواهر البشرية النابعة من عاملي الوراثة والأطر الاجتماعية ايضا يشار الى رابط قوى ين

زر الذهاب إلى الأعلى