محمد ريحان /يكتب فى ((همس الكلمات))
((تأملات فى الحياة والموت))

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::
اليوم وبعد صلاة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المعظم وهى التى اصطلح على تسميتها ب((الجمعة اليتيمة )) فى الموروث الشعبى المصرى-استقلت السيارة الذاهبة إلى المقابر فى زيارة سريعة للأهل والأقارب والأصدقاء الذين رحلوا عن عالمنا ،وذهبوا للقاء الله،وذلك لقراءة الفاتحة على أرواحهم الطاهرة ،والدعاء لهم بالرحمات ،والمفغرة،وهم الذين كانو فى حياتى نعم الونس ،والسند ،والخير والبركة.
جلست فى مقعد خلف السائق فى السيارةبصحبة أخوة وأصدقاء جاءوا ليشاركوننى فى هذه الرحلة ،والسيارة منطلقة تطوى الطريق طيا للوصول إلى منطقة الجبانات.
كانت التساؤلات والتأملات الحزينة تتقافز إلى ذهنى،وتتردد صداها بين جنبات نفسى تساؤلات وتأملات عن الحياة والموت،واللقاء والفراق،والاجتماع والإفتراق ،وأخذتنى شلالات هذه التساؤلات عبر أروقة زمانى المنقضى ،وجلست أتأمل هؤلاء الأشخاص الذين كانوا يسكنون حياتى ويعششون فى أشجار أيامى أين هم الآن ،بل أين أنا الآن منهم؟!!!!!!!!!
هم ذهبوا إلى بارئهم ليقابلوا وجه كريم ،وتركونى وحيدا مع ذكرياتهم والتى صارت بدونهم وكأنها ضربات سياط قاسية اكتوت بها روحى المشتاقة للقائهم.
أخيرا وصلنا لمنطقة المقابر ،وكان الصمت والسكون هما المسيطران على المشهد فى هذه المقابر والجبانات والتى بدت أمام عينى وكأنها مدينة كبيرة يسكنها الموتى والمسافرون إلى الله بلا متاع فى العالم الآخر.
نزلنا من السيارة ودلفنا إلى أحد الشوارع المؤدية إلى المدافن والدموع تملأ عيونى وأنفاس حارة تتصاعد من صدرى المختنق وكأنها أبخرة من اللهب.
استوقفتنى وأنا أمضى لافتات رخامية وضعت فوق القبور للدلالة على أسماء أصحابها منحوت فيها أسماء عائلات وشخصيات بعضها غنى والآخر كان فقيرا أناس كانوا ملىء السمع والبصر ،وآخرون كانوا رقيقى الحال
الكل هنا اجتمع(ويرقد تحت التراب سواء)
البقية غدا تحياتى محمد ريحان /كاتب وسينارست





