الغاز الحضارة المصرية القديمه ( 3) رحله الروح (الجزء الثانى )

محمد الشويخ
رأينا فى الجزء الأول من المقالة كيف وصف كتاب الموتى الذى تعتبر بردية آنى أكثر البرديات شرحا وتفصيلا لمحتوياته , راينا كيف وصفت البردية رحلة الروح ابتداء من مفارقة الجسد وانتهينا الى مرحلة الولوج الى قاعة الأعداد او التحضير برفقة الاثنى عشر عضوا أعضاء العائلة المقدسة
بعد الولوج للقاعة يتلو آنى تلاوة مقدسة ويقوم بالدعاء ويتعرف خلال ذلك على مهام اعضاء العائلة المقدسة عضوا عضوا ووظيفة كلا منهم ويعلن انه قائم على احترامهم وطاعتهم والالتزام بالميثاق الاخلاقى حيا وميتا
يقوم اثر ذلك انوبيس بنزع قلب الميت ويضعة فى ميزان الحق والعدالة ويعبر عن القلب بالضمير لذلك تسمى تلك المرحلة “مراسم وزن الضمير ” فاذا كان ضميره نقيا سمحت له المحكمة بمزوالة الرحلة واستكمالها
وتصف بعض الشروحات للبردية ان اعضاء العائلة المقدسة الاثنى عشر يقابلوا الأبراج السماوية الاثنى عشر ويتعرف عليهم آنى خلال رحتله عبر السماء
يتم نجاح انى فى الاختبار وينتقل عبر السموات السبع حيث يصف كتاب الموتى كل سماء وصفا تفصيليا وطبيعة كل منها وما تحويه من مخلوقات وما يرتبط بها من اساطير وما يجب ان يتلى فيها من تعاويذ ورقى حيث ان لكل سماء حارس له اسم مميز ولا يقوم بفتح بوابه السماء الخاصه به الا بعد منادته بهذا الاسم المميز من قبل آنى
وقد حاول اكثر من عالم من علماء الروح الحديث تفسير السماوات السبع التى وردت فى كتاب الموتى وما ارتبط بها من رموز وطلاسم فذكر فى بعض الكتب انها ترمز الى التقسيم المادى لطبقات السماء وهى الطبقات الصلبة والسائلة والغازية والاثيرية وفوق الاثيرية ودون الذرية والذرية وفسرها البعض الآخر انها مراحل تطور الروح حول انتقالها من العالم الارضى الفيزيقى الى العالم الالهى او السماوى مرورا بكل من العوالم الكوكبى والعقلى والالهام وانعدام الوزن والجوهر
والسموات السبع التى وردت فى كتاب الموتى هى التى ورد ذكرها وعددها فى جميع الشرائع والكتب السماوية والديانات
نأتى بعد ذلك الى المرحلة الثالثة من رحلة المتوفى وهى الدخول الى قاعة “المحاكمة ” حيث يجلس فيها اوزيريس يشع النور من جسده فيضىء القاعة باكملها ويقف على شمال ويمين اوزيريس الالهتان ايزيس ونفتيس وامامه ميزان ضخم وخلف الميزان يجلس 42 قاضيا يمثلون مقاطعات مصر كلها
يتقدم انوبيس لينزع قلب آنى مره اخرى ويضعه فى احد كفتى الميزان ويضع فى الكفة الاخرى ريشة الماعت “رمز الحق والعدالة ” واثناء عملية الوزن يجلس جحوتى اله المعرفة والعلم يراقب سهم الميزان ويقف على جانبى الميزان رمزا المهد والمصير .اما آنى فيرتجف رعبا فى انتظار النتيجة حيث يقف خلفة الوحش الملتهم “امنتى ” على شكل حيوان له راس تمساح وصدر وخالب اسد وظهر فرس النهر بانيابه الطويله مستعدا لافتراس آنى اذا ما ثبت انه مذنب !
ثم تبدأ المحاكمة وهى اهم مرحلة فى رحله الروح تستلزم مقاله تالية لشرحها تفصيليا !

زر الذهاب إلى الأعلى