مأساة الانسان

بقلم/السيد عبد اللطيف حموده

كلنا سمعنا ” دوام الحال من المحال ” لكن جوانا لا نصدّق هذه الحكمة أو نتعظ بها . فالنفس البشريّة في تعودها على النِعم لا تُصدِّق زوالها . لا غنياً يتوقّع إفلاسه ، لا شاباً يرى نفسه ذات يومٍ شيخاً . لاحاكماً ولا صاحب منصب يضع في حسبانه زوال الكرسي وجاه السلطة، لا السليم المتمتّع بنعمة الصحة يضع المرض في حسبانه، ولا المحب يتوقّع فقدان الحبيب ، ولا الحى يرى امامّ عينيه روحه ساعة سكرات الموت .
إن مأساة الإنسان تكمن في عدم تصديقه لزوال النِعم ، لذلك قليلون يستعدّون لخسارتها . كلّ ما يصنع زهو الإنسان وسعادته زائل
وحده المؤمن أو من بلغ الحكمة ، يتعامل مع الشباب والحبّ والصحة والجاه والمنصب والثراء والحياة ، كهدايا يمكن لله متى شاء استردادها . لأنها نِعم يختبرنا بها كي نكون أهلاً للنعمة الأبديّة : الجـــــّنة .

زر الذهاب إلى الأعلى