إنسان مع العالم الآخر(٧)

عبدالحميد احمد حمودة

في الصباح يستيقظ كالمعتاد ويتوضأ ويصلي ويقرأ قدر استطاعته من القرآن
وخرج من منزله والتقى ببعض الأصدقاء وبعد ذهب إلى الروحاني الذي التقى به من قبل والذي اكتشف وجود الأمير وأخته معه والتقى به وتحدث معه كثيرًا
وسأله:
ما سر القوة التي شعرت بها وكيف حققت ما أردت؟
قال الروحاني:
-لا أعلم ، لكني أشعر بوجود قوة كبيرة جدًا ، لكني لا أعرف مصدرها
لكن كل ما أعرفه أنها قوة خارقة.
ذهبوا معًا إلى منزل صديق الروحاني ، وعندما وصلوا هناك ، رحب بهم الصديق ، وقال الروحاني:
-أريدك أن تكشف لي ما بداخل الأرض في هذا المنزل.
قال:
-لا أشعر بأي شيء ولكني سأحاول.
وبعد قليل قال:
-لا أرى أي شيء سوى السواد الذي يملأ المكان كله وأشعر بعدم الارتياح هنا.
فجلسوا لفترة ثم ذهبوا واتفقوا على المقابلة مرة أخرى في هذا المنزل
عندما عاد إلى المنزل وقبل أن ينام، فكر في المنزل الذي كان فيه فرأي أمامه
معبد فرعوني كبير جدا به أعمدة كبيرة من الحجر مطرزة بالذهب ومحفورة برسومات فرعونية والعديد من الأبواب والغرف وتماثيل ذهبية فرعونية لامعة وصناديق ذهبية، ومواقد نيران في كل مكان
تأثر كثيرا بما يراه من جمال المكان والنقوش على الجدران وكأنه يتجول داخل المعبد وعينيه في كل مكان فيه.
-سأل لماذا لم أر أي شيء أثناء وجودي هناك؟
لم يري أو يسمع أحدا إلا ما رآه إمامة داخل المعبد
نام واستيقظ في الصباح كالمعتاد وقضي يومه حتى جاء موعد لقاء الروحاني في المنزل المتفق عليه.
عند وصوله إلى المنزل وفي طريقه إلى الدور العلوي من المنزل ، شعر أن شخصًا ما كان يحاول إبعاده عن الدرج
لكنه واصل طريقه حتى وصل إلى الشقة، وقبل أن يحاول طرق بابها، فتح له صديق الروحاني وهو في حالة غريبة جدا.
قال:
-كيف عرفت أنني أقف عند الباب؟
كان يرتجف بشدة، فأجاب:
-رأيتك تتقدم نحو الدرج، وحاول الجان منعك، وعندما تقدمت، تقدم ثعبان كبير حول قدميك، وفجأة ظهرت سلسلة مضيئة تنزل من كتفيك، عندما رآها الثعبان خاف منها وحاول الهرب لكنها قطعته إلى نصفين فسفك دمه على الأرض.
فجأة ارتجف بشدة ، وكأن الدموع تسيل من تحت جلده وهو يبكي من الألم ، وتحولت عيناه إلى لون الدم.
نظر إليه صديق الروحاني قائلا:
يقولون إنك قتلت الملك ولن يتركوك أبدًا حتى تقتل
غادروا المنزل بسرعة ، ولا يعرف ما الذي يحدث.
فجأة ، بدا صديق الروحاني متفاجئًا قائلاً:
أرى من حولك أضواء ساطعة بقوة تلتف حولك مثل الدائرة
قال:
أخبرني في المرة الأولى التي حدث فيها هذا لك؟
نظر إليه وهو متعب جدا قائلا:
أشعر بألم شديد في جسدي
قال:
ستكون بخير ان شاء الله
قال له:
إنها المرة الأولى لي ولم أر أو أسمع أي شيء من قبل
قال:
لنذهب إلى الداخل ، نتوضأ ، نصلي ، وسنرى ما سيحدث
بعد أن انتهى من الصلاة ، بدأ يشعر بالتحسن وبدأ في النوم
تركه وتوجه إلى منزله ودخل غرفته يفكر بما حدث
فجأة سمع أحدهم يقول:
ستعرف كل شيء في الوقت المناسب
وفي اليوم الثاني ذهب للاطمئنان على صديق الروحاني
ولما دخل وجلس معه وجده يتغير ويغمض عينيه قائلا:
-أنا ملكة المعبد وأردت التحدث معك بعيدًا عن أي شخص
قالت:
-لم أكن أبدًا أي عداء تجاهك
لكن صديقك الروحاني أرسل إلينا يقول إنك ستأتي إلى هنا كعدو وستقاتلنا
لهذا السبب هاجمنا، ولم نكن نعلم أن لديك قوة عظيمة
لقد فوجئنا عندما بدأنا القتال مع ملكتك
وهذه القوة هي التي قتلت زوجي الملك ودمرت جيوشنا، ولو لم أهرب لقتلت أو أُسرت.
قال:
-ما هي القوة التي رايتيها؟
قالت:
-لا أعرف، لكن كل ما أعرفه هو أنها قوة رهيبة دمرت تقريبًا كل شيء أمامها
إنها تفوق قدراتنا وقوتنا
قال:
-لماذا فعل هذا الروحاني؟
قالت:
-حتى يقضي عليك، ويأخذ الملكة التي معك لأنها قوية جدا
الآن أريد أن أخدمك، اذهب إليه، أتلبس به، وألقي به تحت سيارة، فيُقتل
قال:
-لا، الله سينتقم منه
وانتي شريرة تريدينني أن أشاركك هذه الجريمة وأن أصبح مثلك
قالت:
-أنا لم أكذب عليك أبدا بشأن أي شيء
قال:
-أعلم أنك صادقة في كلامك ، لكن ليس إخلاصًا من جانبك ، بل خوفًا مما سيحدث لك بعد ذلك.
قال:
الآن اتركي الجسد ولا تقتربي منة مرة أخرى
قالت:
أريد أن أبقى معه ويريدني أيضًا
قال:
سوف نرى
فلما أفاق سأله إن كان يريدها معه أجاب أنه يريدها ويحبها فتركهم وخرج من المنزل متجهًا إلى بيته.
ذهب إلى غرفته ليستريح من التعب والإرهاق
وفجأة ظهرت له الأميرة لؤلؤة أمامة قائلة:
-لماذا تفكر كثيرًا، اترك كل شيء لوقته
قال:
-لماذا لم أرك منذ أن رأيتك آخر مرة؟
قالت:
-أنا معك دائمًا وأتابعك عن كثب
قال:
-من هي الملكة التي يتحدثون عنها، لأنني لا أعرفها ولم أسمع بها من قبل
قالت:
-يتحدثون عني، أن قوتي أكبر من قوة مملكة بأكملها، ولهذا السبب يعتقدون أنني ملكة
قال:
-كيف لا يعرفون من أنت وكيف أراد الروحاني أن يمتلكك
قالت:
-قدرات تفوق قدرات، ولهذا السبب لا يعرفون، إنه موهوم ولا يعرف ما هي قوتي، ظنوا أنه من السهل الوصول إلى، وكنت سأحصل عليهم جميعًا، لولا أحبائك الذين سبقوني، خوفًا عليك، وأحرقوا الجان في المعبد.
قال:
-من هم أحبائي
قالت:
-ستعرف البعض منهم قريبا، إذا بقيت على الطريق الصحيح
الآن سأرحل ، أعلم أنني دائمًا معك ، وسأراك قريبًا مرة أخرى.
اختفت من أمامه ولم يرها.

زر الذهاب إلى الأعلى