مصر. تحقيق الاكتفاء الذاتي لعدد من السلع الزراعية وزيادة إنتاج الثروة الحيوانية.

أيمن بحر

وفق تقرير النشرة الشهرية للأرقام القياسية لأسعار المستهلكين الصادر نهاية الأسبوع فإن شهر نوفمبر شهد معدل تضخم نسبته بالمدن 5.6 بالمئة وهو أقل معدل للتضخم منذ يوليو الماضي.

ويرجع ذلك إلى أن ارتفاع أسعار بعض السلع قابله انخفاض في أسعار أخرى بحسب حجم العرض والطلب لكل منها وما إن كان إنتاجا محليا أم يعتمد على الاستيراد ووفق التقرير، ارتفعت أسعار الزيوت والدهون بنسبة (13.7 بالمئة)، والحبوب والخبز بنسبة (3.2 بالمئة) والألبان والجبن والبيض (1 بالمئة) والملابس الجاهزة (2.7 بالمئة).

وفي المقابل انخفضت أسعار الخضراوات بنسبة (11 بالمئة) والفاكهة بنسبة (5.1 بالمئة) واللحوم والدواجن بنسبة (3.4 بالمئة).ووفق وسائل إعلام محلية فقد ساعد تحقيق الاكتفاء الذاتي في 9 محاصيل زراعية خلال عام 2020 في استقرار الأسواق كذلك يرجع انخفاض أسعار اللحوم والدواجن إلى اهتمام الدولة بتنمية الثروة الحيوانية.

إلا أنه مع عدم استقرار الأسواق العالمية التي يشهد بعضها ارتفاعا كبيرا في معدلات التضخم خاصة مع أزمة الطاقة، فإن السلع التي تعتمد في إنتاجها وتوفيرها على مدخلات أجنبية بدأت تشهد في ديسمبر ارتفاعا بالسعر، مثل البقوليات والجبن وفق ما رصده في جولة بأسواق محافظة الجيزة جنوب القاهرة.

post

وارتفعت أسعار العدس مثلا من 16 إلى 24 جنيها حيث تستورد مصر 95 بالمئة من إجمالي استهلاكها من هذه السلعة، كما ارتفع سعر بعض أنواع الزيت إلى 35 جنيها للكيلو تحسبا لانعكاس أزمة التضخم في الخارج على الأسواق المصرية والسلع التي تعتمد على الاستيراد، أكدت عالية المهدي عميدة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية سابقا بجامعة القاهرة على أهمية استمرار الحكومة في دعم وزيادة الإنتاج المحلي من السلع.

وقالت المهدي إن زيادة الإنتاج ستساعد في السيطرة على الأسعار من خلال زيادة المعروض والبدائل أمام المستهلك بأسعار تنافسية.

وتتفق أستاذة الاقتصاد بجامعة عين شمس يمنى الحماقي مع ذات الرأي قائلة إن ارتفاع تكاليف الشحن البحري للسلع المستوردة يؤثر على أسعارها المحلية مشيرة إلى حل آخر كذلك هو أسعار الفائدة باعتبارها إحدى الأدوات التي تحد من التضخم نسبيا.وتشرف الحكومة المصرية حاليا على عدة مشروعات كبرى لزيادة إنتاج السلع الحيوية كالأغذية والأدوية احتياطا من تقلبات الأسواق العالمية.

ومن أكبر المشاريع في هذا المجال المزارع السمكية ومشروع مجمع الإنتاج الحيواني في محافظة الفيوم جنوب القاهرة، ومشروع “الدلتا الجديدة الذي يجمع بين هدف تحقيق الأمن الغذائي في إنتاج المحاصيل والتصنيع الزراعي.

ويركز مشروع الدلتا الجديدة على المحاصيل الاستراتيجية مثل الذرة والقمح وقصب السكر، إضافة للفاكهة والخضراوات والنباتات الطبية وكذلك المستخدمة في إنتاج الزيوت للحد من ارتفاع أسعاره مثل فول الصويا وعباد الشمس والكتان.

زر الذهاب إلى الأعلى