سلوى النجار.. تكتب ..من كنوز الإسلام ،إرادة الخير للآخرين

إنَّ تعاليم دينا الاسلامي الحنيف درر وكنوز ، عطاء ونماء ،خير ورخاء ،في السراء والضراء ،لايمس المؤمن خير إلا حمد ربه وشكره ،وأعطى منه وزكى ،ولايعرف المؤمن الحق طريقًاللخير إلا دل عليه غيره ويسره له،
فلقد ربي النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه على الإيثار وحب الخير للآخرين ،لأن المؤمنين وحدة واحدة ،وكيان واحد ،لايهتز ولايختل
يقول الله عز وجل :
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ َ) (الحجرات:10) ، ويقول الله تعالى: ( إن هذه أمتكم أمة واحدة) ( الأنبياء:92). فترى المؤمنين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم:اذا نزلت آيه بلغها بعضهم لبعض ،حرصًا منهم على تبليغ دين الله،وحرصًا منهم على ان يسابق المؤمن أخاه إلى الجنة ،فإرادة الخير للأخرين سمة من سمات المؤمن في كل نواحي الحياة في أمور الدنيا وفي أمور الآخرة ،بل كانوا للآخرة أسبق ؛إما الدنيا فكل واحد يتركها لأخيه يؤثره على نفسه وخير مثال في ذلك الأنصار رضي الله تعالى عنهم أجمعين.

وقد مدح الله أنصار نبيه صلى الله عليه وسلم، ورضي الله عنهم: (وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (الحشر:9).إنَّ هؤلاء المفلحون قسموا أموالهم وبيوتهم وزوجاتهم ،من أجل المهاجرين الذين تركوا أموالهم وبيوتهم وديارهم ، هجرة لله ورسوله ،فلم يكن هناك مكافأة لهم وتسلية إلا مشاطرة كل مايملكون ، ولم لا وهم حملوا على أكتافهم نصرة نبيهم في السراء والضراء ،اذا كان حب الخير وإرادته للآخرين قاعدة من قواعد المعاملات في ديننا الحنيف، فترى قول النبي صلى الله عليه وسلم يقول :من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: “أحب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمنا”.
وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم : “المسلم أخو المسلم”، “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا”، “مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر”. فتعاليم ديننا الحنيف نجوم تتللأ في سماء الهدى يستضيء بها المسلم في حياته كلها فكونك تحب لأخيك ماتحبه لنفسك هدف عظيم من إهداف ديننا العظيم .
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنّ رسول الله ﷺ قال: لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفسه”
وهنايبين النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في هذا الحديثِ الجليلِ -الذي قِيلَ فيه: إنَّه رُبُعُ الإسلامِ، ومِن أحاديثَ أربعةٍ تَتفرَّعَ عنها جِماعُ آدابِ الخيرِ- أنَّه لا يَتحقَّقُ الإيمانُ الكامِل لأحدٍ مِن المُسلِمينَ -والنفيُ هنا لا يُقصَدُ به نفْيُ أصلِ الإيمانِ، وإنَّما نفْيُ الكَمالِ- حتَّى يُحِبَّ لأخيهِ ما يُحِبُّ لنفْسِه مِن الطَّاعاتِ وأنواعِ الخَيراتِ في الدِّينِ والدُّنيا، ويَكرَهَ له ما يَكرَهُ لنفْسِه، فإنْ رَأى في أخيه المسلِمِ نَقْصًا في دِينِه، اجتهَدَ في إصلاحِه، وإنْ رأَى فيه خيرًا سدَّدَه وأعانَه على الثباتِ عليه والزِّيادةِ منه؛ فلا يكونُ المؤمنُ مُؤمنًا حقًّا حتَّى يَرضَى للنَّاسِ ما يَرضاهُ لنفْسِه، وهذا إنَّما يَأتي مِن كَمالِ سَلامةِ الصَّدرِ مِن الغِلِّ والغِشِّ والحسَدِ؛ فإنَّ الحسَدَ يَقتضي أنْ يَكرَهَ الحاسدُ أن يَفُوقَه أحدٌ في خَيرٍ، أو يُساويَه فيه؛ لأنَّه يُحِبُّ أنْ يَمتازَ على النَّاسِ بفَضائلِه، ويَنفرِدَ بها عنْهم، والإيمانُ يَقْتضي خِلافَ ذلك، وهو أنْ يَشرَكَه المؤمنون كلُّهم فيما أعطاهُ اللهُ مِن الخَيرِ.
إنٍّالمؤمن كله خير ،وفي كل خير تجده،وإلى كل خير يسير،فهذه صفة تُعْلي من قدره وشأنه،
،ثم إن هذه الصفة من أعظم أسباب دخول الجنة، روى الإمام أحمد عن يزيد القشيري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “أتحب الجنة؟ قال: نعم. قال: فأحب لأخيك ما تحب لنفسك”. رزقنا الله حبه وحب من ينفعنا حبه عنده ، ورزقنا حب الخير للآخرين ومد يد العون في كل خير اهم ،حتى ندخل الجنة زمرًا زمرًا .
وكتبته سلوى النجار
اليوم :الاحد /٢٠٠٢٢/٨/٧م

زر الذهاب إلى الأعلى