الإحتفال بمولد سبط رسول الله، الإمام الحسين

 

                                                     د. سهام عبد الباقى محمد

الباحثة الأنثروبولوجية – بكلية الدراسات الأفريقية العليا

تحتفل مصر بمولد سبط رسول الله، وسيد شباب أهل الجنه الإمام الحسين عليه وعلى والدية السلام وعلى جده المصطفى أفضل الصلاة وأتم التسليم، بشكل سنوى بمقام الحسين بحى الأزهر الشريف بالإسبوع الأخير من شهر ديسمبر كل عام وهو يمثل الإحتفال بوصول الرأس الشريف من عسقلان إلى مصر بعد استشهادة فى موقعه كربلاء بالعراق عن عمر 57 عاماً لتستقر فى المقام الذى شٌيد لها إلى الأن، ومن يومها يتم الإحتفال بيوم وصول الرأس واتخذه المصريين احتفالاً بذكرى مولده أما الإحتفال الفعلى فيكون فى يوم مولده في 3/ شعبان/4هـ حيث ولٌد بالمدينة المنورة ولذا يتم الإحتفال بمولده مرتان بالعام .

ويٌعد الإحتفال بمولد الإمام الحسين أحد أهم المناسبات بعد الإحتفال بالمولد النبوى الشريف بالمجتمع المصرى حيث وقرت محبة آل البيت بقلوب المصريين وبلغت مكانتهم الروحيه حد التقديس. وقد وردت الكثير من الآساطير حول رأس الحسين فقيل أن الرأس قد طار فى السماء ثم هبط واستقر فى مكان الضريح الحالى بمصر، ومنذ ذلك الحين شٌيد الضريح الحالى ودٌفنت به ولهذا إرتبط التقديس برأسه كما قيل إن تقديس الرأس كان بسبب تقبيل رسول الله صلى الله علية وسلم لرأس حفيده والتى فٌصلت عن جسده الشريف تشفياً منه وتمثيلاً به وإرهاباً للناس بعد أحداث وظروف حربية عصيبة أحاطت به وبآل البيت وبأخته السيدة زينب التى وقعت أسيرة وحٌملت مٌقيدة إلى قصر اليزيد بن معاوية، حتى استحق اللعن فى المقولة الشهيرة (العن اليزيد،ولا تزيد) والتى عكست غضب المسلمين وبغضهم له لتنكيله بالحسين وبآل البيت، كما بلغ العداء لشخصية اليزيد رفض الكثيرين من مٌحبى مولانا الإمام الحسين تسميه أبنائهم بأسمه لأنه بمثابة قاتل ومعتد آشر.وقد استقر الرأس الشريف فى ثلاثة أضرحة تٌزار:أحدها بدمشق دٌفن به الرأس أولًا، ثمَّ ضريح بعسقلان نٌقل إليه الرأس من دمشق، ثمَّ ضريح القاهرة. ويقول المقريزى:إنَّ رأس الحسين رضى الله عنه نٌقلت من عسقلان إلى القاهرة في 8/ جمادى الآخرة/ 548هـ، وبقيت مدفونة لمدة عام في قصر الزمٌرد حتى أٌنشئت له خصيصاً القبة الحالية عام 549هـ.

post

وقد حٌملت الرأس فى موكب مهيب مر بشوار القاهرة وسط حشود شعبية كبيرة اصطفت على جانبى الطريق لتشاهد الموكب الطاهر غير منتعلين حاملين الورود والعطور ومن الكرامات التى ذٌكرت حول وصول الرأس الشريف انتشار رائحة المسك منها في كافة الأرجاء التي مرت بها حتى أن الحارة المجاورة لمسجد الصالح طلائع والتي مرت بها الرأس لتدخل المسجد سٌميت حارة المسك لهذا السبب.وقد لٌقب الإمام الحسين بألقاب عدة منها:الرشيد، الوفى، الطيب، الزكى، والسبط، وسيد الشهداء.

ومن أكثر المهتمين بمولد الحسين الطٌرق الصوفية والتى تستعد لهذا اليوم بإنارة المقام والمسجد وإطعام الطعام والذى يٌشارك فى إعداده والجود به محبى الحسين وأصحاب النذور، كما يتم الإحتفال بتلاوة القرآن الكريم وحلقات الذكر والمدائح النبوية.وأياً ما كانت حقيقة وجود الرأس الشريف من عدمه يظل ضريح الإمام الحسين أهم أضرحة آل البيت وأكثرها شعبية يقصده ذوى الحاجات لقضاء حوائجهم وستظل قصة إستشهادة وما ارتبط بها من كرامات تعكس حب المجتمع المصرى العميق لآل البيت وفى طليعتهم سيد الشهداء ،وحبيب طه وسبطه الإمام الحسين بن على بن أبى طالب.   

 

 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى