اللواء أشرف فوزى يكتب..هل الانقلابات العسكرية عادةفي القارة الأفريقية ؟

 

وتعد الأحداث الأخيرة في غينيا، التي أسفرت عن الإطاحة بالرئيس ألفا كوندي، أحدث مثال على تدخل الجيش في السياسة.
كما شهدت جارتها مالي تدخل الجيش في السياسة مرتين في أقل من عام، وكانت الأخيرة في مايو/ أيار الماضي.
أما في النيجر، فقد أُحبطت عملية انقلاب في مارس/ آذار قبل أيام قليلة من تنصيب الرئيس.
وهذا ما يدفع للتساؤل: هل تحدث الانقلابات والتدخلات العسكرية في القارة الأفريقية بكثرة؟
متى يكون الانقلاب انقلابا؟
أحد التعريفات المستخدمة للانقلاب هو أنه محاولة غير قانونية وعلنية من قبل الجيش – أو غيره من المسؤولين المدنيين – لعزل قادة بلد من مناصبهم.
أن أكثر من ٢٠٠ محاولة من هذا القبيل نفذت في إفريقيا منذ أواخر خمسينيات القرن الماضي.
كيف نعرف أن ما يحدث انقلاب؟
وأشارت الدراسات إلى أن حوالي نصف هذه الحالات كانت ناجحة، أي أنها استمرت لأكثر من سبعة أيام.
وكانت بوركينا فاسو، الواقعة في غرب أفريقيا، هي الدولة التي شهدت أكبر عدد من الانقلابات الناجحة، حيث فشل انقلاب واحد فقط من بين سبعة محاولات.
وفي بعض الأحيان، ينكر المشاركون في مثل هذا التدخل أن ما يقومون به هو انقلاب.
ففي عام ٢٠١٧، أدى الانقلاب العسكري في زيمبابوي إلى إنهاء حكم الرئيس، روبرت موغابي، الذي استمر ٣٧ عاما.
وقد ظهر القائد العسكري، سيبوسيسو مويو، أحد قادة العملية، على شاشة التلفاز في ذلك الوقت، نافيا بشكل قاطع استيلاء الجيش على السلطة.
فى أبريل/ نيسان من هذا العام، وبعد وفاة الزعيم التشادي، إدريس ديبي، نصب الجيش ابنه رئيسا مؤقتا للبلاد يقود مجلسا عسكريا انتقاليا. وقد أطلق خصومهم اسم “انقلاب الأسرة الحاكمة” على ما حدث. “ينكر قادة الانقلاب بشكل شبه دائم أن عملهم كان انقلابا في محاولة لجعله شرعيا”.
هل هناك عدد أقل من الانقلابات الآن في أفريقيا؟
في العقود الأربعة بين عامي ١٩٦٠ و ٢٠٠٠، ظل العدد الإجمالي لمحاولات الانقلاب في إفريقيا ثابتا بشكل ملحوظ بمتوسط بلغ حوالي أربع محاولات سنويا.
ومنذ ذلك الحين، أي في العقدين منذ٢٠٠٠ وحتى ٢٠١٩، انخفض ذلك إلى حوالي محاولتين كل عام.
ويقول اللواء اشرف فوزى إن هذا ليس مفاجئا بالنظر إلى عدم الاستقرار الذي شهدته البلدان الإفريقية في السنوات التي أعقبت الاستقلال.
ويضيف “البلدان الإفريقية لديها ظروف مشتركة للانقلابات، مثل الفقر وسوء الأداء الاقتصادي. وعندما يشهد بلد ما انقلابا، فإن هذا غالبا ما يكون نذيرا لمزيد من الانقلابات”.
يقول اللواء اشرف فوزى الانتفاضات الشعبية ضد الحكام المستبدين الذين خدموا لفترة طويلة وفرت فرصة لعودة الانقلابات في إفريقيا.
ويضيف “في حين أن الانتفاضات الشعبية شرعية ويقودها الناس، إلا أن نجاحها غالبا ما يتحدد بقرار الجيش”.
ما هي الدول الأفريقية التي شهدت أكبر عدد من الانقلابات؟
شهد السودان أكثر من ١٥ انقلابا، نجح خمسة منهم فقط. وكان آخرها عام ٣٠١٩، عندما أطيح بعمر البشير بعد أشهر من الاحتجاجات الشعبية.وكان البشير نفسه قد تولى السلطة بانقلاب عسكري عام ١٩٨٩.
السودانيون يتحدون حظر التجول بعد عزل البشير
واشتهرت نيجيريا بالانقلابات العسكرية في السنوات التي أعقبت الاستقلال بثمانية انقلابات بين يناير/ كانون الثاني ١٩٦٦ واستيلاء الجنرال ساني أباتشا على السلطة عام ١٩٩٣.ومع ذلك، فمنذ عام ١٩٩٩، تنتقل السلطة في نيجيريا، أكبر دولة أفريقية من حيث عدد السكان، عن طريق انتخابات ديمقراطية.
وتميز تاريخ بوروندي بأحد عشر انقلابا منفصلا، مدفوعا في الغالب بالتوترات بين مجتمعات الهوتو والتوتسي.
وشهدت سيراليون ثلاثة انقلابات بين عامي ١٩٦٧ و ١٩٦٨، وانقلابات أخرى في عام ١٩٧٢. أما بين عامي ١٩٩٢و ١٩٩٧، فشهدت البلاد خمس محاولات انقلاب أخرى.
وحصلت غانا أيضا على نصيبها من الانقلابات العسكرية، حيث شهدت ثمانية انقلابات في عقدين من الزمن. كان الأول عام ١٩٦٦، عندما أُزيح كوامي نكروما من السلطة، تلى ذلك محاولة فاشلة من قبل صغار ضباط الجيش في العام التالي.
وبشكل عام، شهدت أفريقيا انقلابات أكثر من أي قارة أخرى.

زر الذهاب إلى الأعلى