الحلقة المفقودة

بقلم  د/شمس الأصيل

أسعد الله أوقاتكم بكل خير يتجدد لقاؤنا اليوم بموضوع الحلقة المفقودة علاقتها بالرشاد ويمكن تفسير معنى الرشاد في معجم لسان العرب لابن منظور: الرُّشْد والرَّشَد

والرَّشاد: نقيض الغيّ. رَشَد الإِنسان، بالفتح، يَرْشُد رُشْداً، بالضم، ورَشِد، بالكسر، يَرْشَد رَشَداً ورَشاداً، فهو راشِد ورَشيد، وهو نقيض الضلال، إِذا أَصاب وجه الأَمر والطريق.

وفي الحديث: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي؛ الراشدُ اسم فاعل من رَشَد يَرُشُد رُشْداً، وأَرْشَد قال شيخ الإسلام ابن تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام النميري الحراني المشهور باسم ابن تيميَّة.

هو فقيه ومحدث ومفسر وعالم مسلم مجتهد من علماء أهل السنة والجماعة. وهو أحد أبرز العلماء المسلمين خلال النصف الثاني من القرن السابع والثلث الأول من القرن الثامن الهجري. (1263-1328)م بدمشق، ، سوريا . و ” الرشد ” العمل الذي ينفع صاحبه والغي العمل الذي يضر صاحبه فعمل الخير رشد وعمل الشر غي.

post

ولو حاولنا نظم الخيط الرابط بين مفهوم الرشاد كقيمة أزلية لا تخضع للزوال ولا للتبدل لأنها متجذرة في المعيار الأخلاقي لهذا الوجود بالواقع الراهن.

لو تأملنا في ما آلت إليه ثورات الربيع العربي وما أنتجته من هزات في البلدان العربية ، كان لابدمن البحث عن الحلقة المفقودة التي بها يتحقق التوازن والرصانة في بلدان الربيع .

والكشف عن البلسم الروحي لإعادة : الثقة بين الشعب والاحزاب السياسية. وخروج تلك الاحزاب عن بوصلة الاهداف والمبادئ التي رسمتها لنفسها وانتهاجها لشعارات زائعة.

ولا بد أن يتحقق بتغيير الحبال المهترئة التي لا تشد وثائقها والتي تاهت بفعلها الروابط والتواصل الفعال بين المواطنين كمجتمع مدني حداثي حلم بالتشاركية والتغيير نحو أفق الديمقراطية فظلت كل ذات تصارع ذاتها بحثا عن التوازن المفقود .

وكان لزاما على قوى سياسة جديدة ان تبرز الى العلن وتغيرتلك الصورة التائهة للواقع المزري الذي فرضته تلك الاحزاب .

وعلى ضوء ماتقدم ، يتبادر إلى العقل سؤال ملح،قد يكون في الإجابة عنه انطفاء لضمئ الجماهيرالمتعطشة للمصداقية واجراء التغييرالمناسب الذي تنشده طيلة السنوات الماضية.

أين الرشاد في العمل السياسي؟ الذي به تتوحدالرؤى والأفكارلصياغة اهداف ومبادئ تتطلبها المرحلة وواقع الحال المنهك. ولو تساءلنا لماذا يقول الله تعالى وهداه سبل الرشاد ولم يقل سبل العقل ؟

لأن الرشاد هو انصهار العقل في القلب وبهما بتوازن الفكر ويتمخض عنهما الحكمة والتبصر والعلاقة السيكولوجية مع الوطن والمواطنين وتقوم على رابطة الود والتفاعل الإيجابي والتكاتف والبناء المشترك لصرح متين للدولة دون خبث اومراوغة أو انزياح الآخر المعارض له ونبذه ولو تطلب الأمر استعمال العنف اللفظي والجسدي وهو ما يحير الفضاء العمومي المتفكك إذ كيف يثق في قرارات مجالس نيابية مشحونة بالصراعات وتفتقر إلى سبل الرشاد؟

ومن هذا المنطلق ،لابد من توحيد الانظار والعقول والقلوب،و إلى ضرورة الوعي بمفهوم الرشاد واعتماده منهجا كي نعيد التوازن الفكري والسياسي والاجتماعي وننجو من براثن الغي باعتبار أن الرشاد ضرورة حتمية على الساحة الوطنية والمشهد السياسي برمته… للخرج من ظل الظروف العصيبة والتعقيدات المتداخلة على كل الاصعدة.

و التغلب على تلك الصعوبات والمطبات والاشواك التى وضعت امامه من الداخل والخارج بفضل انعدام حكمة قيادته وعدم تماسك اعضائه .فكفانا زيف الشعارات البراقة والجذابة و كثرة اللغو دون الاحتكام إلى برامج واضحة تنبني وفق مشاريع محددة ومظبوطة بالزمان والمجالات و الرهانات والكشف عن ميزانية كل مشروع والاجال المحددة لاتمامه . .

وهنا يتشكل السؤال المشنوق على خشبة المآسي و يطرح نفسه .هل سارت الاحزاب حقا على نهج المبادئ والاهداف التي رسمتها لنفسها !وهل ساهمت في تحسين وضع الواقع تغييره؟وهل اصلحت المجتمع!!

ولئلا يفهم مانحاول تسليط الضوء عليه على غير وجهته الحقيقية نسارع الى التوضيح أننا لسنا ضد الأحزاب ولكن ندعوهم إلى مراجعة جداول أعمالهم التي لم بخطوا فيها ولو سطرا لانهماكهم في التجاذبات التي ارقت المواطن ولم تسد رمق جوعه اليومي في واقع كوروني.وندعوهم إلى تأليف العقول والقلوب ليرتوي الوطن من فيض الرشاد وذلك بتحليل الأوضاع بشكل موضوعي ونقترب من المصداقية….

فقد امتعض المواطن المسكين من كلامكم الانشائي وسردكم لخصوماتكم وكشفكم لحقائق لا علاقة لها بالحقيقةو تبعثر في ثناياها مبدأ “اصلاح المجتمع” ووجهت قدراتها وطاقاتها للبحث عن المكاسب السياسية والمبالغة في الخصومات وكما تجدر الاشارة الى ان العقلية الرشيدة بإمكانها ان تجيد القيادة كما أنه بإمكانها أن تنقذ شعبها من “شفا جرف هاري” وتخلصه من “حافة الهاوية. ..

عبر القيام بواجباتهافي اصلاح المجتمع وتنويره وعلى ضوء ماسبق فإن فعل الرشاد” يغذي الفكر بالمبادئ باطروحاته الفكرية على منبر الواقع .

فهذه القيم والمعايير الأخلاقية تسمو بالعلاقات وتضمن الهيبة للدولة أمام الدول الأجنبية فلا تتجرأ أن تصدر لنا نفاياتها المنزلية مقابل توريد عقول كفاءاتنا واجساد شبابنا .

واختم قولي هذا بقول الله تعالى في – سورة غافر – الآية 29 … مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ (29) صدق الله العظيم بقلمي شمس الاصيل العابد تونس الخضراء

زر الذهاب إلى الأعلى