كنت ادعو الله

بقلم / محموددرويش
كنت أدعو الله جَبرًا أن يمنحني نورًا بنهاية الطريق، أن يُعوِّض سقوطين مُتتاليين، والقلب لا يـحتمل لطمةً ثالثةً وأمام غريم مُتسلِّط لو هزمته ألف مرةٍ وسقطت أمامه مرة واحدة لملأ الأرض صخبًا واحتفالًا.
اللعنة على كُرَة الجِلد اللعينة تلك، تصعد بك نحو القِـمم ثم تهوي بك في بؤَر اليأس، تضحك تـارة بملء فيكَ، ثم تبكي كمَـن استعاضَ عن قنواته الدَمعيّة بأنهارٍ وبحـار!
كوابيس لعينة تطاردني ، جنش يُخرِج لسانه ويستعرض حـركاته البهلوانيّة، بن شرقي يحتفل بابتسامته الباردة، قوس مُصطفى محمّد يضرب شباك الشـناوي، عبدالله جمعة والفقيد يستفزان جماهيرنا مُجددًا !
آه، اللعنة على لحظات التشفّي، اللعنة على السقوط أمام خـصم لو هزمك شهرًا لعايركَ دهرًا !
أدركت أن من لا يملكون اهتمامات ويعيشون بلا شغف لا يوجد أي احتمال لاصابتهم بضَغطٍ في الدم أو صدمة تودي بهم، ربما يموت أحدهم من فرط المَلل أو تكرار الروتين.
لكنه قدرك ، توَد منه فرارًا ولا تستطيع منه فـكاكًا، كأس تُكنى بالأميرة طافَت أيما طواف، تستكين الآن في أحضان الجزيرة، حيثُ الملك الذي يُضاهي مُلكه أحَد .. وكأن الله يعوِّض الخذلان أفضل تعويض مُمكن.
لن أشغل بالي بأي جُملة تضعني معَ الغريم مُجددًا، لو فازوا حتى تجِف الحلوق وتشرئب الأعناق، لا لذة كهذه ولا مجـد كهذا.
قذيفة أفشة خرجت من قلبه قبل قدمه، لتثور على كل الأوضاع الغير مألوفة، وتضَع كُلًا في مكانه وتعيد توزيع أسقُف العظمة والوصافة، وتذهَب بأبناء التتش إلى كوكب السعادة الأزليّة وتعود ببني ميت عقبة إلى أدراجهم المعتادة خلفَ الستائر لمُطالعة البطَل في آخر فصول الرواية.
الأهلي بطل أفريقيا، بطل القرن الحالي والسابق، مُمثِل القارة بكأس العالم للأنديّة، وصاحب برونزيه ثالث العالم، سيّد كل من يحظى بما يوجِب السيادة، يُحلق نسره عاليًا، ليعلو بي إلى حيث يتسِع ببراح الكون والأجرام السماوية.

زر الذهاب إلى الأعلى