احمد محمد يكتب … خجل الأطفال كيف يمكن أن يكون مفيداً؟

تقف فتاة عمرها ست سنوات على العشب في الخارج، مُتشبِّثة بخوف بساق أمها في أول يوم لها في المدرسة؛ إذ تحاول معلمتها وأهلها إقناعها بالدخول إلى المدرسة؛ ولكنَّ الطفلة تبدأ بالبكاء بمجرد معرفتها أنَّها ما إن تدخل، فسوف تنفصل عن والديها وتبدأ رحلتها في مبنى جديد مليء بالأشخاص الجُدد، والوقت الوحيد الذي تتوقف فيه الفتاة عن البكاء هو عندما تلاحظ أنَّ الآخرين ينظرون إليها.
وخلال الأسابيع الأولى التي تمضيها في صفها الجديد، لا تبادر الطفلة بالمشاركة حينما تطرح المعلمة سؤالاً ما، وفي أثناء الاستراحة تقف بمفردها بجانب الحائط وهي تراقب الأطفال الآخرين يركضون حول الملعب؛ ولكنَّ سلوكها يختلف حين تعود إلى المنزل؛ إذ تضحك وتثرثر بصوت عالٍ وبجرأة أكثر بكثير مما هي عليه في المدرسة؛ إذ حينما تعتاد المدرسة أكثر وتصبح هذه البيئة مألوفة بالنسبة إليها، ستبدأ سلوكاتها بالتبدل لتصبح أقرب إلى ما هي عليه في المنزل، فهذه الطفلة التي في الصف الأول هي فتاة خجولة.
في حال كنت والداً/ والدة أو مقدم رعاية أو معلماً/ معلمة، فإنَّك بالتأكيد قد تعاملت مع حالة كهذه من قبل؛ فالأطفال يتفاعلون مع الأشخاص والمواقف الاجتماعية غير المألوفة إليهم بطريقة مشابهة، وعلى الرغم من اختلاف التعريفات، إلَّا أنَّ الخجل غالباً يترافق مع الحذر والخوف والتمهل في أثناء التعامل مع حالات اجتماعية مختلفة وجديدة.
في الحقيقة عنصر التجدد هذا له دور هام جداً كما ذكرنا في المثال السابق؛ ولكنَّنا نعتقد أنَّ سلوك الأطفال الخجولين في المواقف الجديدة سيتحول مع مرور الوقت ليصبح أقرب إلى سلوكهم المعتاد في المواقف المألوفة، ويُنظَر إلى القدرة على التواصل الاجتماعي والحيوية بشكلٍ إيجابيٍ جداً في أماكن مختلفة حول العالم؛ إذ يُشجَّع الأطفال على التحدث بمختلف الموضوعات وعلى التواصل مع زملائهم والثقة بمعلميهم؛ كنتيجة لذلك ينظر الأهل والمعلمون للخجل عند الأطفال على أنَّه مرض وسمة سلبية يجب التغلب عليها.





