البطل يموت واقفاً .. المختار فى ذكرى استشهاده

مفتاح الشاعري /ليبيا

عندما وقف الشهيد عمر المختار مكبلاً بأغلاله أمام جلاديه كان يحمل شيخوخته وسجل المعارك وقسوة السنوات وذكرى لدروب صعبة سلكها بطلاً و مقاوماً لا يهادن وفى تلك الوقفة طلب المختار من آسريه ألا يذكر عنه انه نازل عن شىء .. اى شيء ..

وكان فى معتقد ان المقاتل الصابر المحتسب لايهادن , والفارس الحق لا يستطع أن يجادل من حاربهم ..

هكذا كانت القاعدة لديه ان من اصطحبه فى رحلته القصيرة إلى حيث يحاكم اعترفوا بوجل وجدوه فى نفوسهم نظرات الوجل وارتعت فرائضهم مما رأوه من شموخ الشيخ الأسد الذي لم تضع مهابته وهو مقيداً الى سلاسل الأسر الكريه ..

وفى المحكمة الصورية كان الدرس الأعظم للغزاة .. فها هو الشيخ الأسد في وقفته التى ضجت بشجاعة الرجل الصادق المؤمن بالله والوطن فكانت الرسالة الأولى لأعدائه .. وكانت الرسالة الثانية حين وقف كجبل راسخ وقد ارسل بصره بكبرياء المجاهد إلى شخوص من امة استعمارية هزمها رغم وقفته تلك عمر المختار الأسد الشيخ لم يتلق علماً في أكاديمية عسكرية لكنه عبر المقاومة أكدّ معنى شموخ المسلم الحق المؤمن بأجر الجهاد في سبيل الله والوطن …

post

وكأنى به هذا الرائع في تاريخا قد رأى ارتعاشات نفوس الفاشيست الواهنة أمام جبروت شخصه لقد كانت المسافات اكبر من إن يتصورها العقل تلك التي تقع مابين مكان وقوفه ..

وجلوسهم المرتعش حوله وكأننا نرى الشموخ منتصراً فى صورة كبرياء محارب قرر ان يموت واقفاً . لم يكن حبل الجلاد فى استطاعة لأن يعترض سبيل خلود البطل في نفوس شعبه فكان حين صعدن روحه الى بارئها قد اضحى زرعاً من معان لمن سياتي بعده ومعانٍ وافرة من الرجوله .. وصور التصدى .. و رفض الهيمنة .. عمر المختار .. كان يحارب لأجل شعب شرد ..

وشيوخاً ونساء واطفال قتلوا كان يحارب لاجل وطن خلق لأجل الحرية .. لأجل أناساً تآكلت أجسادهم جوعاً وعطشاً .. وتيهاً في صحراء العقيلة والمقرون .. ومنفيون إلى الجزر الايطالية النائية ولم يكن هذا القمع من استعمار كافر لشيء إلا انتقاماً من حركة المقاومة التى قادها المختار ضد من احتل الأرض ورغم كل شىء كان النصر لعمر المختار و محاربيه الذين لم يخضعوأو يهادنوا أبدا .. وتظل حقيقة أن الموت لاينهى سير الرجال .. بل يخلدهم .. يرفعهم إلى حيث يستحقون .. ولهذا فأن سيرة عمر المختار ورجاله كانت أطول من عمر المستعمر ومن مفارقات التاريخ أن زعماء ذلك الاستعمار البغيض انتهوا مابين مشرد في شوارع روما .. ومشنوقاً ورأسه إلى أسفل .. .. وفقيراً يبيع أوسمته التي تلطخت بدماء الشهداء

زر الذهاب إلى الأعلى