استعباد اللأوعي

 

محسن الدندن

 

اللأوعي الجمعي الذي يعود إليه هذا المصطلح للمحلل النفسي كارل غوستاف يونغ أن هناك اللأوعي الجمعي بجانب اللأوعي الفردي الذي يربطنا بأجدادنا وبأبطال الأساطير العظيمة للحضارة البشرية

فهل هذا اللأوعي الجمعي هو الذي يوقع الشعوب للخضوع لاستبداد رجل واحد وبهذا يصبح اللاوعي استعباد أو نوع من العبودية الطوعية حسب وجهة الطبيب النمساوي سيجموند فرويد في فلسفة اللأوعي حيث وصفها بأنها صفة الشخص المجرد بشكل تام والإنسان غير واعي لما يتطلبه أو يعنيه ظرفٌ معين خاص

post

لأن ميزة الطبيعة البشرية حسب لابويسي فهي الإحساس الداخلي الحي بالحرية ولكنه لاحظ كما لاحظ من بعد روسو أن الشعوب مكبلة بالغالب بالقيود.

ومادام أفراد الرعية يستمتعون بعبوديتهم ولا يقدمون على شيء لرفضها فهذا يعني أن الرعية على علم واستجابة فهي واعية حسب تعريف علم النفس للوعي وتحول هذا الوعي إلى اللاوعي من خلال المشاعر الكبوتة ليبقى فيها للأبد لأنه يجهل هذا التناقض والتصورات المشوهة

لنجيب عن تساءل لابويسي في كتاب( مقالات العبودية الطوعية) :

كيف نستوعب أن يقوم “ملايين من البشر فيشقوا ليخدموا رجلا واحدا، وهم فخورون به ومسحورون ”

في حين أنه حيالهم ” متوحش وبلا رحمة”؟

هناك سر غامض من أسرار الطبيعة البشرية ،قد يكون عند الإقتضاء مفهوما أن يرضخ شعب للقوة تلك كانت في ما مضى حالة أثينا المقهورة من قبل ثلاثين طاغية ويسعنا أن نفهم أيضا افتتان بعض الناس برعاية بعض الأبطال الظافرين او بوعودهم ، فهيبة الزعيم المهيب،وهو الأقوى أو الأكثر حذقا تتغلب دائما على بلادة الجماهير ،ولكن”آه ياإلهي!

ماذا يمكن لذلك أن يكون ؟ وأنى لنا أن نعرف كيف يُدعى ذلك؟ وأي شر هو هذا ؟ أي فسق ،بل أي فجور رهيب؟

أن ترى عددا لا يحصى من الناس لا يطيعون فحسب بل يخنعون ؟ ولا يُساسون بل يمتهنون .أموالهم ليست لهم ،وأهلهم ليسوا لهم ،نساؤهم وأولادهم ليسوا لهم ،حتى حياتهم ليست لهم؟ إنهم يتعرضون بوحشية لأعمال السلب والفجور والعنف .لا على يد جيش ولا من قبل معسكر من البرابرة الذين على المرء التصدي لهم ،دفاعا عن دمه وحياته،وإنما على يد فرد واحد ،وليس ذلك الرجل بهرقل ولا هو بشمشون ،بل هو من أشباه الرجال،وغالبا مايكون الأكثر جبننا والمخنث في الأمة ،فهو لم يخبر رائحة بارود المعارك ،بل لا يكاد يعرف غبار نزال الخيل ولا تتوفر لديه القدرة على قيادة الرجال ،بل على تلبية مطالب أضعف إمرأة!”

فهل يكون هذا استعبادا للوعي وللاوعي الجمعي من خلال الفساد والفن الهابط وانتشار الفوضى لتبقى الشعوب بعيدة عن نظرية الطبيعة البشرية !!!!

زر الذهاب إلى الأعلى