حقيقة الدعم ومشاركة الجيوش العربية فى حرب أكتوبر ١٩٧٣م

أيمن بحر

فى لقاء مع اللواء. أ.ح. سامى محمد شلتوت.
تتكشف الغاز وأسرار حرب أكتوبر المجيدة عام ١٩٧٣م. ونسجيل لتاريخ وإحقاق للحقيقة وتوضيح دور كل دولة بالأنصاف والعدل طبقا لواقع ما تم و حدث .

إذا أردنا أن نعرف حقيقة ما يحدث الآن من تدمير للجيوش العربية وتدمير للدول العربية وما يتوقع أن يحدث مستقبلا فيجب أن نهتم بدراسة التاريخ.
دائما كانت إسرائيل تستمد أمنها من تمزق وإختلاف الدول العربية
لو عدنا إلى ما حدث فى أكتوبر ١٩٧٣م . سنعرف متى فكرت أمريكا فى تدمير الجيوش والدول العربية الذى يحدث الآن لضمان أمن إسرائيل.

فقبل إشتعال حرب أكتوبركانت العلاقات العربية / العربية فى أسوأ حالاتها .كانت فى حالة شديدة من التمزق العربى رأت فيها إسرائيل وأمريكا أروع حالة تضمن أمن إسرائيل .

وفجأة إندلعت الحرب فى السادس من أكتوبر ١٩٧٣م
وفوجئت إسرائيل وأمريكا والعالم بأكمله بجميع الدول والشعوب العربية تنسى خلافاتها وصراعاتها وتتحد جميعا لخوض الحرب ضد إسرائيل كل بما يستطيعه وكان هذا هو الضوء الأحمر لأمريكا وإسرائيل.

post

فالعرب قادرون على تناسى كل خلافاتهم والتوحد لمواجهة الخطر الصهيونى.العرب يدركون جميعا خطورة المشروع الصهيونى عليهم جميعا.

للحقيقة والتاريخ كانت القيادات الإستراتيجية الجبهات كألاتى:
١- الفريق أول / أحمد إسماعيل على وزير الحربية المصرى كان يشغل منصب القائد العام للجيوش العربية ( الجيش المصرى والجيش السورى وقوات الدعم العربى ).

٢- بينما كان يتولى منصب القائد العام للجبهة المصرية الفريق / سعد الدين الشاذلى رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية.

٣- والقائد العام للجبهة السورية اللواء / مصطفى طلاس وزير الدفاع السورى.

٭ لا يعلم الكثيرين أن الجيوش العربية شاركت فى قتال العدو الإسرائيلى/ الامريكى فى حرب أكتوبر ١٩٧٣م .صحيح أن هذه المشاركة لم ترتقى إلى المستوى الذى تحلم به الشعوب العربية
ولكن المؤكد أن كل دولة عربية شاركت بذلت أقصى ما تستطيعه فى ذلك التوقيت فرغم كل الخلافات العربية / العربية المعلن منها .والثابت فانه لا يمكن تجاهل تلك الحقيقة التى يتجاهلها الإعلام عن عمد وكأن التعاون العسكرى العربى لمواجهه الخطر الاسرائيلى الأمريكى فى حرب أكتوبر ١٩٧٣م. جريمة يجب تنبيه الشعوب العربية إليها حتى لا تفكر فى تكرارها ثانيا.

بداية أوضح على الجبهة المصرية
أنه لم يعبر قناة السويس سوى أبناء مصر فقط ولم يحارب فى سيناء سوى أبناء مصر فقط
ولم ترتوى ارض سيناء إلا بدماء أبناء مصر فقط.

وإقتصر دور الجيوش العربية على التواجد ضمن الخطة المصرية للدفاع غرب القناة ضمن الإحتياطى الإستراتيجى للجبهة المصرية.

على الجبهة السورية كان الدعم العربى هو ما أنقذ دمشق وأنقذ سوريا وروت الدماء العربية أرض سوريا وهم يدافعون عن الأمة العربية بأكملها.تحية تقدير وإحترام إلى كل الحكام العرب والى كل أبناء الشعوب العربية .

الدعم العربى للجبهة المصرية

١- الدعم الكويتى :
كتيبه مشاه كويتى أكثر من {٥٠٠} مقاتل بأسلحتهم تمركزت فى غرب القناة منذ يونيو ١٩٦٧ وشاركت فى حرب الإستنزاف وحرب أكتوبر ١٩٧٣م.

٢- الدعم الجزائرى :
سرب طائرات {١٢} طائره {ميج 21} .و سرب طائرات {سوخوى 7} وصلت الجبهة أيام (٩، ١٠ ، ١١) أكتوبر .و سرب طائرات {ميج 17}.
ولواء مدرع {مائه وعشرون دبابة}. وقد وصل الجبهة يوم (١٧) أكتوبر وتم وضعهم ضمن إحتياطى القيادة العامة فى منطقة الهايكستب شرق القاهرة وتم إشراك بعض الوحدات الجزائرية بعد وقف إطلاق النار يوم (٢٨) أكتوبر فى الخطة شامل لحصار القوات الإسرائيلية غرب القناة بينما ظلت باقى القوة الجزائرية ضمن الإحتياطى فى منطقة الهايكستب.
وقد قام الرئيس الجزائرى هوارى بومدين فور إندلاع القتال بالتوجه إلى الإتحاد السوفيتى وقابل القادة السوفييت وقدم لهم حقيبتين بكل منهما ( مائه ) مليون دولار نقداً تحت حساب إرسال كل ما تطلبه سوريا ومصر من أسلحة وذخائر ومعدات عسكرية مع تعهد الجزائر بسداد كامل الفواتير.

٣- الدعم المغربى:
لواء مشاه مغربى مكون من أكثر من {١٥٠٠} مقاتل بأسلحتهم ومعداتهم
وقد أرسل للجبهة فور إندلاع الحرب وبأوامر من جلاله ملك المغرب إستخدمت فى نقله كل وسائل النقل المتاحة للدولة المغربية بما فيها شركه الخطوط الجوية المغربية لسرعه وصولها ومشاركته فى القتال.

٤- الدعم الليبى:
أثنين سرب طائرات ميراج { واحد يقوده طيارين ليبيين والثانى يقوده طيارين مصريين }.
و لواء مدرع ليبيى حوالى {١٠٠} دبابة.

٥- الدعم الفلسطينى:
لواء صاعقه فلسطينى تابع لجيش التحرير الفلسطينى الذى تم تشكيله فى مصر فى عهد عبد الناصر من أبناء فلسطين.

٦- الدعم التونسى:
كتيبة مشاه تونسيه حوالى {٥٠٠} مقاتل بأسلحتهم ومعداتهم.

٧- الدعم السودانى :
لواء مشاه سودانى وصل غرب القناة يوم ١٧ أكتوبر .

٨- الدعم العراقى :
سرب طائرات هوكر هنتر .

٩- الدعم السعودى:
رف إثنين طائرة طائرات نقل عسكريه أمريكية من طراز {سى 130}.
أرقام الدعم المادى السعودى لمصر كبيره جداً وجزء كبير منها لم يعلن عنه وكان للدعم السياسى للمملكة أثره الكبير جداً وقد صاغه خادم الحرمين الشريفين جلاله المغفور له بإذن الله {الملك فيصل} فى كلمات قوية جداً لوزير الخارجية الأمريكى هنرى كيسنجر وهو يخبره بقراره بخفض إنتاج البترول العربى ومنع تصدير البترول العربى للدول الداعمة لإسرائيل.قائلا :
{ نحن مستعدون أن نرجع الى عصر الخيمة والجمل ولكننا لن نتخلى عن مصر}.
كانت رسالة فى منتهى الجدية والقوة وكان لها أثرها الكبير على الموقف الغربى بأكمله حيث رفضت الكثير من الدول الغربية [ألمانيا – فرنسا – اسبانيا – انجلترا – اليونان …الخ].

رفضت أن تقوم أمريكا بإرسال أى أسلحة أو ذخائر أو معدات عسكرية من القواعد الأمريكية المتواجدة بأراضيها إلى إسرائيل وكان ذلك أكبر تحدى تواجهه أمريكا من دول أوروبا ورفضت أن تفتح مجالها الجوى للجسر الجوى الامريكى إلى إسرائيل خوفاً من قطع البترول العربى عنها وكان لذلك أثره الكبير ولأول مره ترفض دول أوروبا الموافقة على الموقف الأمريكى فى الأمم المتحدة خوفا من قطع إمدادات البترول العربى عنها.

الدعم العربى للجبهة السورية:
١- الدعم العراقى:
بأوامر من الرئيس العراقى {أحمد حسن البكر} وفور إندلاع المعركة تحركت القوات العراقية على الجنزير فوراً لعدم توافر ناقلات ووصلت سوريا يوم ٩ أكتوبر وشاركت فى القتال فوراً وتمكنت من صد وإيقاف الهجوم الاسرائيلى فى إتجاه دمشق.
– فرقة حوالى {٣٠٠} دبابة.
– فرقة مشاه ميكانيكى حوالى عشرون ألف مقاتل بأسلحتهم ومعداتهم.
– سرب طائرات {ميج 21}.
– سرب طائرات {ميج 17}.

٢- الدعم الاردنى:
لواء مدرع حوالى مائة دبابة.

٣- الدعم المغربى:
لواء مدرع عدا كتيبه حوالى ثمانون دبابة.

الجبهة الإردنية:
لواء مشاه سعودى حل محل اللواء المدرع الذى أرسل إلى سوريا لحماية الحدود الأردنية مع إسرائيل.

لم تشارك قوات سبعة دول عربيه فى القتال وهى
{دولة الإمارات العربية المتحدة – دولة البحرين – سلطنه عمان – دولة قطر – الجمهورية اللبنانية -الجمهوريه العربية اليمنية – جمهوريه اليمن الديموقراطيه الشعبية }.

ليس لعدم رغبه هذه الدول فى المشاركة ولكن لأنها لم تكن تمتلك أى قدرات عسكرية تقدمها.

وجاء قرار الدول العربية بخفض أنتاجها من البترول ومنع توريد البترول العربى للدول التى تشارك إسرائيل. ليكون من أقوى الضربات التى وجهت لأمريكا وإسرائيل والغرب. ومن أقوى الأدلة على قوة ما تمتلكه الأمة العربية من قدرات تستطيع بها أن تجبر العالم بأكمله على إحترام الإرادة العربية.

عاشت الإمة العربية آبية عصية على كل غادر وسلمت بلادي من كل سؤء….

زر الذهاب إلى الأعلى