من دعاء الصالحين دعاء معروف الكرخي

أعده للنشر: عمرو حلمي

كَانَ مِنْ دُعَاءِ مَعْرُوفٍ : «لَا تَجْعَلْنَا بَيْنَ النَّاسِ مَغْرُورِينَ وَلَا بِالسِّتْرِ مَفْتُونِينَ اجْعَلْنَا مِمَّنْ يؤْمِنُ بِلِقَائِكَ وَيَرْضَى بِقَضَائِكَ وَيَقْنَعُ بِعَطَائِكَ وَيَخْشَاكَ حَقَّ خَشْيَتِكَ», “الحلية”(8/361).

 

 

نبذة عن صاحب الدعاء :

مَعْرُوْفٌ الكَرْخِيُّ أَبُو مَحْفُوْظٍ البَغْدَادِيُّ عَلَمُ الزُّهَّادِ، بَرَكَةُ العَصْرِ، أَبُو مَحْفُوْظٍ البَغْدَادِيُّ.وَاسْمُ أَبِيْهِ فَيْرُوْزٌ. رَوَى عَنِ : الرَّبِيْعِ بنِ صَبِيْحٍ، وَبَكْرِ بنِ خُنَيْسٍ، وَابْنِ السَّمَّاكِ، وَغَيْرِهِم شَيْئاً قَلِيْلاً.

post

روى َعَنْهُ : خَلَفُ بنُ هِشَامٍ ، وَزَكَرِيَّا بنُ يَحْيَى بنِ أَسَدٍ، وغيرهما.

 

 

مناقبه :

1- ذُكِرَ مَعْرُوْفٌ عِنْدَ الإِمَامِ أَحْمَدَ، فَقِيْلَ: قَصِيْرُ العِلْمِ. فَقَالَ: أَمْسِكْ، وَهَلْ يُرَادُ مِنَ العِلْمِ إِلاَّ مَا وَصَلَ إِلَيْهِ مَعْرُوْفٌ ؟

2- قَالَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ شَدَّادٍ: قَالَ لَنَا سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ: مَا فَعَلَ ذَلِكَ الحَبْرُ الَّذِي فِيْكُم بِبَغْدَادَ؟

قُلْنَا:مَنْ هُوَ؟قَالَ:أَبُو مَحْفُوْظٍ مَعْرُوْفٌ.قُلْنَا:بِخَيْرٍ. قَالَ:لاَيَزَالُ أَهْلُ تِلْكَ المَدِيْنَةِ بِخَيْرٍمَا بَقِيَ فِيْهِم.

3- قَالَ السَّرَّاجُ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍبنُ أَبِي طَالِبٍ،قَالَ:دَخَلْتُ مَسْجِدَ مَعْرُوْفٍ، فَخَرَجَ،وَقَالَ: حَيَّاكُمُ اللهُ بِالسَّلاَمِ، وَنَعِمْنَا وَإِيَّاكُم بِالأَحزَانِ. ثُمَّ أَذَّنَ، فَارْتَعَدَ، وَقَفَّ شَعرُهُ، وَانْحَنَى حَتَّى كَادَ يَسْقُطُ.

 

 

من أقَواله :

1-«إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبدٍ شَرّاً، أَغلَقَ عَنْهُ بَابَ العَمَلِ، وَفَتَحَ عَلَيْهِ بَابَ الجَدَلِ».

2- وَقَالَ أيضاً : «كَيْفَ تَتَّقِي، وَأَنْتَ لاَ تَدْرِي مَا تَتَّقِي؟ ثم قَالَ مَعْرُوْفٌ: إِذَا كُنْتَ لاَ تُحْسِنُ تَتَّقِي، أَكَلتَ الرِّبَا، وَلقِيْتَ المَرْأَةَ، فَلَمْ تَغُضَّ عَنْهَا، وَوَضَعتَ سَيْفَكَ عَلَى عَاتِقِك…، إِلَى أَنْ قَالَ: وَمَجْلِسِي هَذَا يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّقِيْهِ، فِتْنَةٌ لِلْمَتْبُوْعِ، وَذِلَّةٌ لِلتَّابِعِ».

 

3- وَعَنْهُ: «مَنْ كَابَرَ اللهَ، صَرَعَهُ، وَمَنْ نَازَعَهُ، قَمَعَهُ، وَمَنْ مَاكَرَهُ، خَدَعَهُ، وَمَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْهِ، مَنَعَهُ، وَمَنْ تَوَاضَعَ لَهُ، رَفَعَهُ، كَلاَمُ العَبْدِ فِيْمَا لاَ يَعْنِيْه خِذْلاَنٌ مِنَ اللهِ».

4- قَالَ مَعْرُوفٌ الْكَرْخِيُّ لِرَجُلٍ: «تَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ حَتَّى يَكُونَ هُوَ مُعَلِّمُكَ وَأَنِيسُكَ وَمَوْضِعُ شَكْوَاكَ وَلْيَكُنْ ذِكْرُ الْمَوْتِ جَلِيسُكَ لَا يُفَارِقَكَ وَاعْلَمْ أَنَّ الشِّفَاءَ مِنْ كَلِّ بَلَاءٍ نَزَلَ بِكِ كِتْمَانُهُ فَإِنَّ النَّاسَ لَا يَنْفَعُونَكَ وَلَا يَضُرُّونَكَ وَلَا يَمْنَعُونَكَ وَلَا يُعْطُونَكَ», مَاتَ مَعْرُوْفٌ سَنَةَ مائَتَيْنِ.

 

 

 

إلقاء الضوء على الدعاء:

«لَا تَجْعَلْنَا بَيْنَ النَّاسِ مَغْرُورِينَ وَلَا بِالسِّتْرِ مَفْتُونِينَ اجْعَلْنَا مِمَّنْ يؤْمِنُ بِلِقَائِكَ وَيَرْضَى بِقَضَائِكَ وَيَقْنَعُ بِعَطَائِكَ وَيَخْشَاكَ حَقَّ خَشْيَتِكَ» : يعني يا ربنا لا تجعلنا بين الناس مخدوعين في أنفسنا بالرياء والسمعة.

 

«وَلَا بِالسِّتْرِ مَفْتُونِينَ» يعني نفعل المعاصي ونتكل على ستر الله لنا وهذا فتنة كبرى وبلاء عظيم.

«اجْعَلْنَا مِمَّنْ يؤْمِنُ بِلِقَائِكَ» بالمحبة والعمل الصالح ففي الحديث«من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه»,«وَيَرْضَى بِقَضَائِكَ» لأن كل شيء عنده بمقدار,«وَيَقْنَعُ بِعَطَائِكَ» لأن القناعةَ كنزٌ لا يفنى, وفي الحديث«ارض بما قسمه الله لك تكن أغنى الناس»,«وَيَخْشَاكَ حَقَّ خَشْيَتِكَ», يراقب الله تعالى في السر والعلانية , فإذا خلوت بنفسك لا تقل لا يراني أحد بل قل عليَّ رقيب – هو الله سبحانه وتعالى.

 

زر الذهاب إلى الأعلى