سيدة مصرية

كتب/ياسر رفاعى

بسيطة من آلاف الوشوش الطيبة اللي بنشوفهم حوالينا تقريباً كل يوم كانت بطلة واحد من الفيديوهات الإنسانية القصيرة اللي تم تصويرها في الشارع وانتشر خلال الساعات اللي فاتت..

مذيع الشارع “أحمد رأفت” بيقابل خلال الفيديوهات دي مواطنين ماشيين في الشارع وبيسألهم أسئلة سهلة ولما بيجاوبوها بياخدوا جوايز مادية كبيرة.. الأسئلة بسيطة جداً ومش غرضها أبداً اختبار المعلومات العامة للشخص أكتر منها إنها جبر لخاطره ومساعدته..

في فيديو السيدة اللي بنتكلم عنها “رأفت” سألها عن اسم الغطاء اللي على راسها.. السيدة استغربت من سهولة السؤال لحظة وبعدها جاوبت: “خمار”!.. قال لها إجابة صحيحة إنتي كسبتي معانا وقدم لها الجايزة اللي كانت عبارة عن صندوق فيه مجموعة أوراق نقدية كتيرة.. السيدة العظيمة كان ردها على إيد “رأفت” الممدوة ليها بالفلوس وهى قلقانة: (هي دي فلوس حلال؟).. فكان رده على سؤالها بسؤال برضه: (وإيه اللي هيخليها مش حلال؟).. فردت السيدة رد من 3 كلمات لكن فيه معني عبقري: (عشان ماشقيتش بيها)..

الرد التلقائي السريع اللي جه بدون ولا ثانية تفكير من السيدة دي بيعكس نظرة أغلب المصريين لفكرة الرزق.. الشقا = فلوس حلال.. التعب والمجهود هما المصدر الوحيد إن يجيلك رزق حلال.. مش الأنتخة.. مش التكاسل.. مش القعدة وحط الإيد على الخد في إنتظار فرج مش بتتحرك ناحيته خطوة.. السيدة في نهاية الفيديو ولما “رأفت” طمنها إنها فلوس حلال أخدتها ويمكن ده زى ما هى قالت كان رزق اليتامى اللي في رقبتها بعد ما والدهم اتوفى وبقت هي مسؤولة عنهم..

المصري بيحب يشيل مسؤولية، ومش بيحس غير بطعم اللقمة والنجاح اللي بييجوا بعد عرق وشغل.. الفيديو إنساني من الدرجة الأولى وبنشوف من خلاله زاوية مختلفة في نفسنا تستحق الفخر.