(نجع بريطانيا العظمى ) لحسام العادلي يرصد الواقع

وائل الشويخ
حسام العالى ( الاديب المستشار ) كما يلقبة جمهورة ومتابعيه
هو حسام همام مصطفى العادلى ابن مركز المراغة بمحافظة سوهاج
حسام العادلي قاضى وروائى صدرت له مجموعة قصصية من قبل بعنوان “لمحات” عام 2005، ورواية “أيام الخريف”عام 2018 وعام 2021 في نجع بريطانيا العظمى عن الدار المصرية اللبنانية
من خلال مؤلفاته يطل المستشار حسام العادلي على حياة الناس من خلال عين الخيال الطلق والروح النقية، ويقوم بتدوين تلك الأحداث بأسلوب ساحر يشد القارئ بشكل عجيب، وهذه المؤلفات تنضح بالفكر العميق وتشير إلى خبرة الكاتب في الحياة وآرائه الثرية في الناس والحياة ومختلف أمورها وظواهرها. وهذا ما يسحب القارئ ليغوص وراء الكاتب في أفكاره وكلماته حتى النهاية.
رواية “نجع بريطانيا العظمي” هي الرواية الثانية للكاتب والصادرة عن الدار المصرية اللبنانية. بعد رواية “أيام الخريف”، المجموعة القصصية “لمحات”.

FB IMG 1638451214325

تدور الرواية في إطار اجتماعي مشوق يتناول أحداثًا سياسية هامة من تاريخ مصر، حيث ترصد حقبة مهمة من تاريخ مصر وهى مطلع القرن العشرين وما صاحبه من تأثيرات سياسية كبيرة ارتبطت بالحربين العالميتين الأولى والثانية وصولا إلى ثورة 23 يوليو 1952، وتأثيراتها المباشرة وغير المباشرة على الواقع المصرى في هذه الفترة، خاصة في صعيد مصر الذي تركز عليه الرواية بشكل أساسى على كل المستويات السياسية والاجتماعية والبيئية.

حسام العادلي فى رواية “نجع بريطانيا العظمى” صنع
عنوان لافت، فالنجع في الرواية هو نجع السعداوية بالصعيد، فمن أين جاء الكاتب بالعنوان؟”.
“هنا تدخل في الرواية لتكتشف أنك أمام تاريخ يمتد إلى الخلف لبدايات القرن العشرين وصراع عائلة السعداوية للفوز بالعمدية ثم خسارتها ولا ينفصل ذلك كله عن الوجود البريطاني والحرب العالمية الأولى والثانية حتى ثورة يوليو وما بعدها إلى 1956.
كل ذلك التاريخ يتهادى ويتواتر وينفجر مع زيارة زين سلسل السعداوية إلى عمه حسنين الذي صار تاجرا كبيرا في روض الفرج بعد أن صار كل شيء ينتمي إلى العهد البائد بعد يوليو.
على ناحية، السعداوية وأعداؤهم وأصدقاؤهم، وعلى الناحية الأخرى مستر هاريس الانجليزي وزوجته وابنته، يتداخلون من أبواب السياسة والجنس والقتل والحرب وغيرها بشكل مذهل. لا يختلف الصعود هنا عن هناك، ولا النهايات. ليس بتداخل الحكايات فقط، لكن بالرؤية للإنسان بين طموحه ونزواته وجرائمه فلا فرق. النجع واحد هنا أو هناك. فارق أن الكتابة جعلت المكان رايتها في كل الحكي والصور بشكل مذهل عن الجنس والخيانات والاغتصاب زالقتل والحب بلغة ابنة المكان بأشجاره ومائه ونباتاته وطميه ورماله وعاداته. لغة من يرى، لا من يحكي وهذا هو أجمل إنجاز للفن، هذا هو ما يجعلك تقرأ بانبهار ولا تتوقف.

حسام العادلى تناول في روايتة الأخيرة “نجع بريطانيا العظمى” مفهوم الدولة الوطنية، ورصد الصراع الحضاري فيما يخص الهوية المصرية حيث قام بتقديم الحكايا السردية بداخل رواياته كما هي بعين الراصد لا بعين من يصدر الأحكام وهو ما يسمى برؤية عين الصقر .
يبعثر حسام العادلي الأقصوصات والحقائق في أنحاء عمله الأدبي ثم يقوم بجمعها في إطار واحد لتعزز الفكرة الأصيلة للرواية في نهاية الأمر .
يؤكد العادلي من خلال روايته “نجع بريطانيا العظمى” أن الاحتلال الفكري والدروشة الدينية لا تقل خطورة عن الاحتلال السياسي والجغرافي من خلال إشارته لذلك بوضع العلم البريطاني فوق قبة التبرك بآفاق مدعي للولاية .

post
زر الذهاب إلى الأعلى