ورقة التوت

محمد عناني

لو ألقينا نظرة فاحصة متعمقة على الدعم الذى تقدمه الدولة فى شكل بطاقات تموينية ومعها دعم رغيف العيش والذى يهدف أساسا لدعم الفقراء ومحدودى الدخل كما هو المنشود وما نسمع لمساعدتهم على تحمل أعباء الحياة والمعيشة لوجدنا أن هذا النظام يحتاج إلى عملية تنقية وتنظيم وليس لإلغاء فهناك كثيرون لا يستحقون هذا الدعم ولا يجب أن يحصلوا عليه من الأساس ومن ثم وجب إستبعادهم مثلاً من يعملون فى الشركات القابضة للمياه والكهرباء والصرف الصحى والضرائب والمحاكم والأطباء الذين لديهم مراكز طبية وعيادات وكذا المدرسين أصحاب السناتر وملوك الدرورس الخصوصية وغيرهم كُثر ومعروفون للكافة فليس من المعقول أن يحصل من يتجاوز دخله شهريا عشرات أو مئات الألاف من الجنيهات على دعم من الدولة ولكن أن تكون نظرة الدولة هى إلغاء الدعم فهذا هو الظلم بعينه ولا يؤيده المنطق فهناك أناسٌ يئنون من الجوع والفقر وبعضهم لا يكاد يجد قوت يومه أو ما يسد رمقه بل إن تلك الطبقة تمثل الشريحة الكبرى من الموطنين الذين يعيشون على بضعة جنيهات معدودة هى راتبهم الشهرى أو معاشهم وكل مايملكون وهؤلاء واجبٌ حتمىٌ على الدولة وليس تفضلاً منها ولا مِنةً تَمُن بها عليهم أن تدعمهم وترعاهم فرضٌ عليها وليس أن تدعم الأغنياء فإذا كانت الدولة تدعم شجرة الأغنياء الأثرياء المصدرين بالمليارات ليزداد ثراؤهم أليس من الأولى دعم الفقراء البؤساء المعدمين المحتاجين بعد أن سلبنا ما فى جيوبهم الخاوية ونزعنا عنهم ثيابهم قطعة قطعة تحت مسميات وأسانيد شتى وغريبه والآن نود أن ننزع عنهم ورقة التوت التى توارى عورتهم بدعوى أنها المُعَرقِلُ الأساسى للتنمية .

زر الذهاب إلى الأعلى