فعاليات احتفالية كلية اللغة العربية بالقاهرة بنصر أكتوبر

علاء حمدي

اختتمت فعاليات احتفالية كلية اللغة العربية بالقاهرة بالذكرى الثامنة والأربعين لانتصارات أكتوبر برعاية كريمة من فضيلة الأستاذ الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، أقامت اليوم كلية اللغة العربية بالقاهرة، بالتعاون مع مؤسسة سلوى علوان للثقافة والفنون والتنمية، وفريق «أزهريون على المنهج»، احتفالية كبرى بقاعة الشيخ إبراهيم الجبالي؛ احتفاءً بانتصارات أكتوبر المجيدة في ذكراها الثامنة والأربعين.

 

حضر الاحتفالية قيادات الكلية، وأعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة، والطلاب، واستضافت عددًا من أبطال حرب أكتوبر وأسر الشهداء والمصابين.

بدأت الاحتفالية بعزف السلام الوطني لجمهورية مصر العربية، والاستماع إلى آيات من الذكر الحكيم تلاها القارئ الشيخ محمد طه عيسى، أحد خريجي الكلية، ثم عُرِضَ فيلم تسجيلي عن انتصار العاشر من رمضان/ السادس من أكتوبر، تلته كلمة ترحيبية بالضيوف ألقاها الأستاذ الدكتور علاء جانب، أستاذ الأدب والنقد بالكلية، مستشار الكلية والجامعة للنشاط الثقافي.

post

 

وقدَّم الدكتور غانم السعيد، عميد كلية اللغة العربية بالقاهرة، في بداية كلمته التهنئة إلى القوات المسلحة، بقيادة قائدها الأعلى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالذكرى الثامنة والأربعين لانتصارات أكتوبر المجيدة، موضحاً أنه يحق لكل مصري ومسلم وعربي أن يشرئب زهوًا وفخرًا بانتصار أكتوبر العظيم، الذي يُعدُّ معجزة عسكرية بكل المقاييس بعد الحرب النفسية التي شنَّها العدو بعد نكسة يونيو 67؛ حيث صوَّر للعالم كله أنه يملك أقوى حِصْن في العالم.

 

وتابع أن الأزهر الشريف كان ولايزال داعمًا لقواتنا المسلحة؛ حربًا وسِلْمًا، مُدللاً على ذلك برؤيا فضيلة الإمام الأكبر الشيخ عبد الحليم محمود، شيخ الأزهر الشريف، التي رأى فيها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- والتي كانت تشجيعًا لقيادة القوات المسلحة، وعلى رأسها الرئيس الراحل محمد أنور السادات، على خوض المعركة، وكانت كذلك بشرى مسبقة بالانتصار في الحرب قبل أن تبدأ.

 

وثمَّن العميد تضحيات أبطال حرب أكتوبر؛ قادة وضباطًا وجنودًا، وحيَّا بطولاتهم التي رفعت رأس مصر عاليًا، وأعادت لأبنائها العزة والكرامة.

وأبدت الكاتبة سلوى علوان، رئيس مؤسسة سلوى علوان الثقافية، الشريك المنظم للاحتفالية- في مستهل كلمتها- سعادَتَها بوجودها بين أساتذة كلية اللغة العربية بالقاهرة وطلابها، وقالت: «أقدِّم التهنئة لجيش مصر العظيم وقائده الأعلى؛ فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي»، مشيرة إلى أن انتصار أكتوبر المجيد لم يَكُن انتصارًا عاديًّا، بل كان انتصارًا مؤيَّدًا من الله

.

ورحَّبت «علوان» بجميع الحضور من المفكرين والأدباء والفنانين، ولا سيما أبطال حرب أكتوبر المجيدة، وتناولت بعضًا من كلمات شهود حرب أكتوبر المجيدة، وعلى رأسها كلمة الرئيس الراحل محمد أنور السادات.

وتقديراً لدورهم وتضحياتهم استضافت الاحتفالية عدداً من أبطال حرب أكتوبر، وأسر شهداء ومصابي العمليات الإرهابية، والناجي الوحيد من مذبحة رفح الثانية، الذين رووا شهاداتهم وذكرياتهم؛ فقال اللواء طيار/ سيد أبو النجا، أحد أبطال معركة مطار المنصورة: «وجَّهْنا ضربات للمطارات الجويَّة في سيناء، وسيطرنا على المجال الجوي، إلى درجة أن الإسرائيليين لم يُصدِّقوا أننا مصريون، ونضرب طائراتهم الفانتوم بطائرات ميج-21»، وسَردَ ذكرياته مع زملائه الذين استشهدوا في هذه الحرب المجيدة.

 

وشكر اللواء/ هاني زاهر، أحد أبطال الدفاع الجوي في حرب أكتوبر، جامعة الأزهر وكلية اللغة العربية بالقاهرة على الاستضافة، وقدَّم تحيَّته للجيش المصري العظيم؛ أول جيش نظامي في المنطقة وعمره ثلاثة آلاف عام، كما حيَّا مجموعة من أبطال حرب أكتوبر؛ منهم: اللواء عاطف السادات، الذي استشهد في الضربة الجويَّة الأولى، واللواء باقي زكي يوسف، رئيس فرع المركبات بالجيش الثالث الميداني أثناء حرب أكتوبر المجيدة، وصاحب فكرة استخدام ضغط المياه لإحداث ثغرات في خط بارليف، واللواء صلاح فهمي، رئيس هيئة التخطيط في غرفة العمليات.. وغيرهم.

وتابع: «أسقطنا يومي السادس والسابع من أكتوبر أربعين طائرة، وبانتهاء الأسبوع الأول من الحرب المجيدة دمَّرنا ثُلثَ قوة الدفاع الجوي الإسرائيلي».

 

ورَوَت أمُّ الشهيد الرقيب باسم عبد الله، شهيد مذبحة رفح، قصة استشهاد ابنها، وكيف وقع الخبر عليها، كما بيَّن الجندي محمد حمدي، الناجي الوحيد من مذبحة رفح الثانية، كيف نجَّاه الله تعالى بعد أن أصيب بسبع طلقات من الإرهاب الغاشم، وحاول محمد رواية ما دار في ذلك اليوم، لكنَّه حين استرجع الأحداث غلبته دموعه ولم يستطع الكلام.

وإيمانًا بقيمة الفن الهادف الذي يحمل على عاتقه رسالة الوعي والثقافة شارك في الاحتفالية الفنان هاني كمال، أحد أبطال فيلم «الطريق إلى إيلات»، الذي يُوثِّق إحدى ملاحم قواتنا المسلحة، وهو رئيس الإدارة المركزية للمؤسسات والجمعيات الأهلية بالهيئة العامة لقصور الثقافة، وكذلك شاعر الأزهر الأستاذ الدكتور علاء جانب، أستاذ الأدب والنقد بالكلية.

 

بدأ الفنان هاني كمال كلمته بشكر جامعة الأزهر والقائمين على الاحتفالية، وبيَّن أن للفن دورًا كبيرًا في إبراز بطولات متعددة لا يعلمها أغلب الناس، مشيرًا إلى أن معنى «الجُنْدية» هو أن يعمل كل شخص ما يُكلَّف به من مسئوليات، وختم بقوله: «أشعر بفخر شديد لأنني تحت مظلَّة اسمها كلية اللغة العربية».

وبدأ شاعر الأزهر الأستاذ الدكتور علاء جانب، أستاذ الأدب والنقد بالكلية، كلمته بشكر القائمين على الاحتفالية المقامة برعاية فضيلة الأستاذ الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس الجامعة، وألقى قصيدة جديدة له في حُبِّ مصر بعنوان: «لأنكِ مصر».

 

كما شهدت الاحتفالية العديد من الأغاني الوطنية والأناشيد الحماسية لعدد من طلاب الجامعة والضيوف.

واختتمت الاحتفالية بتكريم الحاضرين من أبطال حرب أكتوبر، وأسر شهداء ومصابي العمليات الإرهابية، والناجي الوحيد من مذبحة رفح الثانية، وكذلك تم تكريم القائمين على الاحتفالية والمساهمين في نجاحها.

زر الذهاب إلى الأعلى