شيطاني يزور درعا
الكاتب و الروائي إبراهيم ياسين مصر
زهرة بين حقول درعا يسافر رحيقها بين دمشق و الحمراء …..
و شيطاني ؛ بين حقول النيل يلاحق الفراشات و يقطف الندى من بتلات الأزهار و يصب النبيذ في زهرة اللوتس و يفرش الطمي عشباً و يدعو كل ليلة فراشة لتسكن زرقة ليله و كلما فرغ كأس اللوتس يصب …..
والفراشة تطلب أن تذوق نبيذه و الثمالة ترجوه أن تحيا ….
و شيطاني يرفض مل من كؤوس اللوتس و ضجر من كثرة الفراشات ..
فهرب يفتش عن حواء … أبحر شيطاني و تلون بلون النيل و تتبع الأسماك الطازجة حتي دخل مدائن فكتوريا و أدغال أفريقيا وعاد إلى الوادي يرتدي معطف النيل و اللاشيء ؛و يأسه كلون الماء لا شيء …..
و حوائي في درعا بين الحقول تلهو …. وعبر البحر الأبيض و مشط نهر السين و قبل شفتي الراين وصب في لندن و حوائي في درعا كبرت و دخلت مدائن سوريا …
سافر شيطاني إلى غابات الأمازون و أبحر في الأنهار و الروافد و الجداول الصخرية و المصبات ؛ و تحدث إلى الأناكوندا و النمر المرقط و عزف على أوتار بلبل الغابات ….
وعاد إلى الوادى يرتدي معطف النيل و اللاشيء ؛ ويأسه كلون الماء لا شيء …
و حوائي في درعا ؛ بين الواقع و الحلم تسافر …
جلس شيطاني على قناطر نيلية ينتظر فراشة من عين تخرج ….
و تتابعت الفصول و تشابكت و تعقدت حتى امتزجت فصار الربيع في فناء الخريف يداعب المطر و يتنشف بضوء الشمس ….
و شيطاني علي طاولة لا يفارقها في محرابه ، و كأس النبيذ ممزوج بزهرة الخشاش و دخان أزرق …
و حوائي في درعا تهرب من شهب حرق أجمل ما ملكت… و صلت للبحر الميت و جلست تشكو فتساقطت دمعة شكى الميت ملوحتها ….
و شيطاني ما زال يصلي في محرابه علي ستائر الليل و ضوء القمر و وضح النهار ….
وقفت كنخل بابل و نسجت من خيوط الحزن معبدها و أضاءته بوهج احتراقها …. وعاشت شامخة كمئذنة دمشقية في حضن جولان تغتسل بقطرات الندى ….
وافترشت البحر الميت وارتشفت من طبرية … و كانت تسافر عبر الشفق غيمة نحو درعا و الحمراء و المطر ينهمر فوق تلال اشتياق و سهول أحزان فنبتت ياسمينة في مساماتها و فاحت و سافرت مع النسيم إلى شوارع الحمراء … فحاصرها الغزاة فهربت و ضلت سبيلها و عبرت عكا ورفح و نزلت تخيم في حضن النيل …
و سافرت مع نسيم النيل و دخلت إلى محراب شيطاني … شم عبقها المعتق ببيلسان جسد أنثى من درعا