حزب الاتحاد اللبناني يتمني استحضار مبادئ عبد الناصر كي يعود للعرب عزتهم وكرامتهم

علاء حمدي

يحمل شهر أيلول ذكرى أليمة على الوحدويين العرب، ذكرى غياب زعيم الأمة وقائد مسيرتها نحو التحرر والنهوض المستقل جمال عبد الناصر كما فيه ذكرى الانفصال كاحد الانجازات الوحدوية في العصر الحديث.
واحد وخمسون عاما مرت على الرحيل حملت في طياتها الكثير من التراجع وعمقت مأساة الأمة لأن فلسطين لم تعد قضية العرب الأولى في العمل الرسمي العربي ما زاد في التناقضات بين العرب وأصبح الوطن العربي ساحة احتراب بين أبناء الأمة يغذيها الأعداء ليبقى الكيان الصهيوني آمنا يعمل لتحقيق حلمه التاريخي في الوقت الذي تنشغل فيه الأمة عن قضاياها الأساسية وتسلم إرادتها لغاصبيها ومع غياب عبد الناصر ومشروعه الوحدوي أصبح العرب خارج دائرة الفعل لا وزن لهم في الساحة الدولية.
لقد قاد القائد جمال عبد الناصر حركات التحرر في مختلف دول العالم، وقدم نموذجا يحتذى به في التحرر والتنمية المستقلة المرتكزة إلى عدالة اجتماعية تذوب فيه الفوارق الطبقية سلميا وتمنع تغول رأس المال على حساب قوى الإنتاج .
لقد كان رحيل القائد المعلم جرحا في جسد الأمة لم يندمل حتى اللحظة وكان لغيابه أثرا في ما آلت إليه الأوضاع العربية من تفكك في وحدة مجتمعاتها الوطنية وترك فراغ على مستوى المرجعية العربية الأمر الذي كان سببا في تمادي المشاريع الإقليمية لتمرير نظام الشرق الأوسط الجديد الذي تتقاسم فيه القوى الدولية خيرات الأمة ودورها والتحكم بها وجعلها أمة تابعة مسلوبة الإرادة والاستقلال.
إن عودة الأمة إلى احتلال موقعها على الخريطة الدولة من جديد لا يتحقف الا بعودة مصر لتقود العمل العربي بإطار عمل قاعدته العواصم العربية التاريخية من أجل استعادة مكانة الأمة ودورها الحضاري المستقل وهذا لن يتحقق إلا باستحضار مبادئ عبد الناصر لأنه يشكل شبكة الخلاص ويؤسس لدور عربي فاعل في الساحة الدولية
كما ان رحيل ناصر فتح الباب امام التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين وعقد المؤتمرات المشبوهة كالمؤتمر الاخير الذي عقد في اربيل ودعوات الابراهيمية في استخدام اسم اب الانباء لتشويه قيم الحق والعدل والحقوق الوطنية لشعب اقتلع من ارضه ويعاني التمييز العنصري في جريمة عصر كبرى
على قوى العروبة إدراك أهمية الوحدة بين قواه كي ننقذ لبنان وسوريا والعراق واليمن وليبيا ونستعيد فلسطين التي تشكل حجر الرحى في استقلال الأمة وإدراك أهمية سوريا في صيانة أمن العرب واستقرارهم.
في ذكرى الغياب ما أحوجنا لاستحضار مبادئ عبد الناصر كي يعود للعرب عزتهم وكرامتهم لتعود الحياة العربية مشرقة بغد أفضل .

زر الذهاب إلى الأعلى