في سَفَرِ الذّكريات

الشاعرة المبدعة / زينة جرادي ..

ما ان تمسك شاعرتنا المبدعة قلمها ، فيتحول بين اناملها الي ريشة فنان ،
فترسم لنا بالكلمات لوحة غاية في الابداع ،
وتصحبنا معها في سفينة الآهات ، حيث ( مدن الغياب)،
ونحن استعدادا لتلك الرحلة ، نتخلص من واقعنا ،
ونسرح في عالم من الخيال والجمال،
متعطشين ( لدفء الاماكن ودجي المساءات)..يلفنا ( ضباب الازمنة برداء الوفاء)
في ( سفر الذكريات) لم تعد شاعرتنا تلك المرأة المنسية في صقيع الانتظار،
وراحت تبوح بمشاعرها واسرارها.. وتكتب اسم حبيبها، وتعزفه اجمل الالحان،
بعد ان جمع بين العاشقين وربط بينهما ( همزة وصل ),
ونحن نعبر ( حقول العواطف )….
فتزهر شقائق النعمان، وتعانق ( زنبق الاشتياق) ،
وقد ارتسم وجه الحبيب من حولنا ، وراح يغمرنا الحنان،
ولم نعد نخشي فراقا، ولم تراودنا افكار الهجر ،
فقد استيقظ فينا الحنين ، ورجعت بنا السنين ،
لنعبر ( شاطئ الذكريات ) انتظارا لعودة الحبيب ..
من ( سفر الذكريات )
لوحة بديعة ورحلة ممتعة ،
بصحبة شاعرة مبدعة قديرة ..
د / عبد الرحمن البنا ..
*********
قصيدة / في سفر الذكربات ..
للشاعرة المبدعة / زينة جرادي ..
وعَبَرْنا شاطئَ الذِّكريات
أبحرَتْ بنا سفينةُ الآهاتِ نحو مُدُنِ الغِياب
لَفَّنَا ضبابُ الأَزْمِنَةِ بِرِداءِ الوَفاء
كِلانا مُتَعَطِّشٌ لِدِفءِ الأماكنِ ودُجى المساءات…
ألن يُزْهِرَ بعد اليومِ زَنْبَقُ الاشتياق
ألنْ تعدوَ بنا مراكبُ الهوى
في حقولِ العواطفِ بين شَقائقِ النُّعمان
رَسَمْتُ لكَ وجوهًا غَمَرَ ملامحَها الحنان
نغماتٍ حائرةً مُغَطَّاةً بِوَهْجِ الزَّمان
كَتبتُكَ بَحْرًا زرعتُ في مَراسيهِ أجملَ الألحان…
في سَفَرِ الذِّكرياتِ
لم أعُد امرأةٌ مَنْسِيَّةٌ في صقيعِ الانتظار
تُناجي ذاتِها
تَتلاشى في أعماقِها كلُّ المشاعرِ والأسرار
لم يَعُد الوقتُ رتيبًا كلَّ صَباح
ولا الأماسي منتظرةً على رصيفِ المَغيب…
في سفرِ الذّكريات
ما عاد الفِراقُ بعضَ أمانينا
وما عادت أفكارُ الهَجرِ تُضْنينا
فبيني وبينَك همزةُ وصلٍ
وبلاغةُ شوقٍ في مآقينا
ورحيقُ الشَّهدِ بعضٌ من معانينا
في سفرِ الذّكريات
أنتَ الرَّجلُ الّذي أيقظَ بي الحَنين
أعادني إلى بداياتٍ عانقَها النَّسيمُ
لك منّي غيمةٌ ونَسمةٌ ووسادةُ ذِكرى
عَلَّكَ تَرْجِعُ يومًا مِن ذاكَ الرَّحيل…
قد تكون صورة مقربة لـ ‏شخص واحد‏

زر الذهاب إلى الأعلى