جمر الكلمات

بقلم فريحة المريمى

ليبيا

 

– أتجاذب أطراف الوهم ، مُتنافرةٍ تارة ، مُتناسقةَ تارة أخرى ، أُموسق أوجاعِي على آلةِ الحُزنِ ، وهذا العمر وطناً وعلماً ونشِيداً ، يابـرقةَ تطوف بِـ أرجائِِي وتسكُنني . أكتُب الألم ، ألا أمُلك لغة أخرى أَبثُ الهواء من بين مسامِي ، أما شبعتُ عذاباً يتلوه عذاب ، أما أكتفيتُ وجعاً يُسربلنِي ، ويتلبسنُي كـ دمعِ عصي على الصمتِ ، يالتعاسة بعض القلوب النابتة على جمرِ الكلامِ .

 

post

وحين يُحاصرنِي الحزن ، ويلوي أفراحِي ، فـ يُحيلنِي تارة مُنكسرةٍ وتارات أُخرّ مُخذولة ، يسكُننِي لونَ العُتمة ، ويلوننِي صوت العذاب ، مالهذا الواقع يخذلنِي ؟!! يأخذنِي من أنينِ إلى أنينِ ، كأن الأرض تضج بِـ متاعِبِي ، كأننِي وأنا أمضِي أجرُ ورائِي أرتالاً من الهمومِ ، مامن صدرِ يتسِع لها ، والعمر قافلة حمولتِها القلق . بين أنياب الزمن القابع واقعة تفترس ، والفك جد نحيل ، أي قضم مُباغِت هذا ؟!!! أي ألتواء يُفتِت قلبِي ؟!!!

 

ويكسر ضلوع روحِي ، كم أنا مُتعبة ، مُسربلةٍ بِـ وجعِ لاينتهي ، والكلمات مسرحِي الضاج بِـ مشاهدِ العُنفِ النفسِي ، والجلد المرير للمشاعرِ ، بِـ أحداثِ حربِ مدينتي عشتُها وعايشتُها حتى الصلبّ حتى الذلِ حتى الموت حتى أغتيال العضيدَ ، هل من طاقةِ على التحمُلِ ؟!!! وأي تحمل ؟!!!.

 

مُنزِلّ هذا الألمْ ، مُنزوع الرحمةَ ، فارِع التسلُط ، نافذ الرمح ، عصي على الشفاءِ ، يالسطوةِ الأقدار ، حين تغرس أضراسها في دروبي فـ تلويني ، وتغير المسارات إلى فجاج وصحاري لاينبت فيها العشب ، ولاتدب حياة ، وأُكابِر ، والحلم أضيق من ثقبِ إبرةِ ، وأقسى من خيالِ . عطش يُحاصُرنِي ، والليل صلاة ، والصبر قليل ، جفاف يُحاصر الروح ، كأن الصحراء خُلقت لي كي أُحلق فيها هياماً ، وأغوص فيها أنتحاراً بِـ القلقِ ، والخوف ، والتفكير القاتل في الكثيرِ ، مما يملأ قلبي بِـ الآلآمِ ، ويُلجمنِي بِـ الصمتِ وأي صمت .

 

كيف لي أن أتحمل كل الأنهيارات ، وأي جدار مُعتم سألوذ به بعد أن خذلني الزمن ، وشتت سكينتِي طواف مُوجِع حول الحالة الخاصة جداً ، النازفة رعباً مُكثفاً ، وهماً مستوطناً كـ نصلِ ، وماراً بي كـ مطرِ ؟. هنا حيث يقبع في العُتمةِ حُلِمْ ، ويتقافز أرتواء ، وهناك حيث ينغرس همس ، ويَهَمَى جفنْ ، تندَاحُ رغبة صامتة في البكاءِ ، تتجلى خطوة وجَلَى ، خجِلَى للركضِ نحو الفضاء الشاسع بحثاً عن هواءِ ، بي رغبة للتنفسِ فقط . يارب هيئ لي من أمري رشداً ، وأمنحنِي السكينة المفقودة ، وأجعل قلبي قادر على التحملِ ، هائِمة في رحابِك كـ نورِ بُغتةٍ يتسلل إليَّ ثائراً ضوء الحياة ، ناشراً هدأة الزمان في قلبِي ، مانحاً ذاتي فرصة التأمُلَ بِـ ملكوتِك ، تأمُلَ يرحل بي نحو الطُهر ، يقفز بِي عند الضياء ؛ بمدينتِي البائسة لحظةِ الدفنْ .

فريحه المريمي

زر الذهاب إلى الأعلى