المستشار محمد شعلان يكتب … رسالة وعي من مصر إلى المغرب

المغرب على مفترق الطرق… جيل Z-212 بين حلم الإصلاح وكابوس الانقسام – رسالة وعي من دروس سوريا واليمن وليبيا والعراق لا تجعلوا غضبكم جسرًا للفوضى وانهاروا الوطن

 

 ما الذي يحدث في المغرب؟

يشهد المغرب منذ أيام موجة من الاحتجاجات الشعبية الواسعة قادها شباب يطلقون على أنفسهم اسم جيل Z-212 وتركزت في مدن كبرى مثل الدار البيضاء الرباط مراكش وأغادير.

بدأت الاحتجاجات سلمية لكنها شهدت في بعض المناطق أعمال عنف وتخريب تمثلت في حرق سيارات وبنوك ومواجهات مع قوات الأمن.

post

 

أسباب الحراك الشعبي

تدهور أوضاع القطاع الصحي خاصة بعد فاجعة وفاة ثماني نساء حوامل في مستشفى الحسن الثاني بأغادير بسبب نقص الرعاية والإمكانات.

تراجع مستوى التعليم وغياب العدالة الاجتماعية ما أشعل غضب الشباب الباحث عن فرص للمستقبل.

بطء الاستجابة الحكومية للإصلاحات الاجتماعية رغم إعلانها تفهم المطالب واستعدادها للحوار.

شعور الشباب بالتهميش وغياب الثقة في الطبقة السياسية.

 

الحراك يعكس أزمة اجتماعية داخلية متراكمة وليس حتى الآن مؤامرة خارجية.

 

من هم جيل Z-212؟

هم شباب مغربي من الجيل الجديد (مواليد ما بعد 2000) نشأوا في عصر الإنترنت ووسائل التواصل.

رفعوا اسم Z-212 كرمز لجيلهم وتعبيراً على أنها وطنيه لان هذا الرقم هو مفتاح المغرب .

أغلب مطالبهم اجتماعية وحقوقية تحسين التعليم والصحة محاربة الفساد العدالة في توزيع الفرص.

لا ينتمون إلى تنظيم سياسي أو أيديولوجي محدد حتى الآن.

الخطر الحقيقي

تاريخ منطقتنا يعلّمنا أن الأزمات الاجتماعية إذا أُهملت تتحول إلى صراعات وانقسامات.

هكذا بدأت المأساة في سوريا واليمن وليبيا والعراق

مطالب إصلاحية مشروعة تحوّلت إلى احتجاجات عنيفة

ثم تدخلت أطراف خارجية واستغلت الانقسام،

فانهارت الدولة وتفرّق الشعب ولا تزال تلك البلدان تدفع ثمن الفوضى حتى اليوم.

 

المغرب ما زال يملك فرصة ذهبية لتجنب هذا السيناريو إذا اختار الحوار والإصلاح بدل الصدام.

 

رسالة إلى شباب المغرب – جيل Z-212

أيها الشباب

مطالبكم في الصحة والتعليم والكرامة مشروعة وعادلة لكن احذروا أن تتحول ساحاتكم إلى وقود لفوضى تُدار من خارج الوطن.

التغيير لا يأتي بهدم الدولة بل بالحوار والضغط السلمي والعمل الوطني المشترك.

 

لا تسمحوا بتكرار مأساة سوريا واليمن وليبيا والعراق

الوطن هو البيت الأخير الذي نحتمي به جميعًا فلا تحرقوا البيت لتصلحوا سقفه.

 

نحن في مصر تعلمنا أن حماية الدولة الوطنية شرط أساسي لأي إصلاح حقيقي.

التجارب من حولنا أوضحت أن الفوضى لا تجلب عدالة ولا خبزًا ولا حرية بل خرابًا وانكسارًا وفقدان السيادة.

ندعو إخواننا في المغرب إلى التمسك بالوحدة الوطنية ونبذ العنف والضغط السلمي من أجل الإصلاح دون أن يفتحوا أبواب وطنهم للتدخلات الخارجية.

زر الذهاب إلى الأعلى