عماد النمر..يكتب.المستحيل الذي أصبح حقيقة

صلاح ومرموش... من مصر إلى القمة

صلاح ومرموش قصه يجب الوقوف امامها والتامل في خطواتها

الحلم المستحيل الذي أصبح حقيقة

مثلٌ شعبي مصريّ يُختصر فيه التعب البشري الطويل، والتشكيك في مردوده. لكنه في حكاية محمد صلاح وعمر مرموش، يأخذ معنى آخر. فالجري هنا لم يكن مجرّد سعي، بل كان طريقًا نحو المجد، وصراعًا مفتوحًا مع المستحيل… وانتصروا. صلاح.. ابن القرية الذي أصبح ملهمًا للعالم

محمد صلاح لم يخرج من أكاديميات كروية فاخرة، بل خرج من قلب الريف، من قرية نجريج البسيطة.
سافر في الحلم على طرقٍ ترابية، وركب الباصات كما يركب الحالمون طريقًا دون ضمانة، لكنه جرى بكل ما فيه جهد وعزيمة وإرادة صلبة لا تلين، ونظرة ثابتة نحو هدف النجاح والتفوق.

تألّق صلاح في بازل السويسري، ولم يحالفه النجاح مع تشيلسي، فلم يستسلم وذهب إلى فيورنتينا الإيطالي فعاد للتألق فخطفه نادي روما فأصبح نجما يشار له بالبنان، ثم حط الرحال في ليفربول الإنجليزي ، حيث تحوّل من لاعب طموح إلى أسطورة حيّة، يخطّ اسمه بأحرف ذهبية في سجلات البريميرليغ.
وهاهو المرشح الأكثر حظا للفوز بالكرة الذهبية لتكون تتويجا لمسيرة عظيمة لفخر مصر .

post

صلاح لم يكتفِ بالوصول، بل صار “أيقونة”. ليس فقط رياضيًا، بل إنسانيًا وثقافيًا.
هو المثال الحيّ على أن الحلم إذا اقترن بالعزيمة، صار حقيقة أكبر من كل الحدود.

مرموش.. صفقة تاريخية في بلاد الضباب

أما عمر مرموش، فكان نموذجا للصبر الشرس والموهبة المتصاعدة بصمت.
بدأ رحلته من وادي دجلة، ومنه إلى ألمانيا، حيث تنقل بين فولفسبورغ، سانت باولي، وشتوتغارت، قبل أن ينفجر نجمه مع آينتراخت فرانكفورت.

وفي خطوة غير متوقعة، دوّى اسمه في سماء الكرة الإنجليزية، بعدما انتقل الموسم الماضي إلى مانشستر سيتي، في صفقة هي الأغلى بين اللاعبين في البريميرليغ آنذاك.
تلك الصفقة لم تكن مجرد قيمة مالية… بل كانت اعترافًا عالميًا بأن الجري في الظلال يصنع الضوء في النهاية.

صلاح ومرموش… من مصر إلى القمة

ما يجمع بين هذين النجمين ليس فقط الجنسية المصرية، بل الروح…
كلاهما خرج من بيئة محدودة، لكنه رفض أن تكون تلك الحدود سقفًا لأحلامه.
تخطّيا الحواجز الثقافية، وواجها الحياة في أوروبا بشجاعة، وتحدّيا كل ما يمكن أن يطفئ الموهبة: الغربة، الشك، المنافسة، والإقصاء.

هما وجهان لعملة واحدة: الإيمان بالذات، والركض خلف الحلم حتى ولو بدا بعيدًا كأفق لا يُدرك.

🌟 إلى كل شاب… اجعل المثل بصيغته الجديدة طريقك

” يا ابن آدم اجرِي جري الوحوش..هتكون صلاح أو مرموش.”

لا تكن متفرجًا على نجاحات الآخرين، ولا تُحمّل الواقع كل الذنب.
إن جرَيت بعقلك وقلبك وروحك… فإن التعب لن يكون هدرًا.

قصّة صلاح ومرموش تقول لك: لا تنتظر أن يراك أحد، بل اجعل جريك هو الذي يجبر العالم على الالتفات.
ازرع في نفسك وحش الجهد، وامنحه جوع الطموح… وستأكل من تعبك، كما أكلوا.

صلاح ومرموش ليسا استثناء… بل نموذجٌ يُحتذى به فكن أنت النموذج التالي.

زر الذهاب إلى الأعلى