أ د عطية لاشين من علماء الازهر يكتب.من مستمع يقول في رسالته

سألني شخص صدقة فأعطيته ،ثم تبين عدم استحقاقه فهل أطالبه بما أخذ ؟؟.
الحمد لله رب العالمين قال في القرآن الكريم :(……وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تعلمون ).
والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم روت كتب السنة عنه (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى).
وبعد :
فإن القيام بالعبادات ،وفعل الطاعات يحتاج إلى إخلاص القائم بها ،وهو أن يبتغي بما قام به وجه الله وثوابه ،والدار الآخرة ،قال تعالى :(وما لأحد عنده من نعمة إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ).
فإذا ابتغى من عمل الطاعات هدفا آخر غير وجه الله فإن ما قام به يرد عليه ولا ثواب له عليه .
روت كتب السنة عنه صلى الله عليه وسلم بمناسبة أول من يقضى بينهم من بين الخلائق ( ……..ورجل عرفه نعمه فعرفها ،فقال له ربه :(ماذا عملت فيها ؟قال :ماتركت بابا من أبواب الخير إلا وأنفقت فيه ،فقال له ربه :(كذبت إنك ما أنفقت إلا ليقال عنك إنك جواد ،وقد قيل ).
ثم أمر به فسحب على وجهه إلى جهنم .
وبخصوص واقعة السؤال نقول :
نصدر الجواب عن هذا السؤال بقول عطاء الخراساني :إذا أعطيت لوجه الله فلا عليك ما كان عمله ،يقصد الذي أعطيته من مالك أي سواء كان برا أو فاجرا ،مستحقا أو غير مستحق فقد وقع أجر المتصدق على ربه طالما أنه أعطى لوجه الله .
وصاحب السؤال وقعت صدقته في غير مستحق لها فقد وقع أجر المتصدق على الله ،وأما غير المستحق الذي أخذ الصدقة بعد سؤاله إياها فقد باء بإثمه.
ودل على ماذكرنا مارواه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(قال رجل لأتصدقن الليلة بصدقة فخرجت ليتصدق ،فوقعت صدقته في يد زانية ،فأصبح الناس يتحدثون تصدق على زانية ،فقال اللهم لك الحمد ،على زانية ؟؟!!.ثم قال لأتصدقن الليلة بصدقة فوضعها في يد غني ،فأصبحوا يتحدثون ،تصدق على غني ،قال :اللهم لك الحمد على غني ؟؟!! …………فقال اللهم لك الحمد على زانية ،وعلى غني، وعلى سارق ،فأتي فقيل له :أما صدقتك فقد قبلت ،فأما الزانية فعلها أن تستعف بها عن الزنا ،ولعل الغني يعتبر فينفق مما أعطاه الله ،ولعل السارق أن يستعف بها عن سرقته .
فالحديث يبين قبول الصدقة التي وقعت في يد غني طالما كان المتصدق لا يعلم وقت الصدقة عليه بغناه،أما إذا كان يعلم بغنى من يتصدق عليه فهنا لا يشرع له أن يعطيه وإلا كان هذا تشجيعا له على ذلك فيضرع بذلك المستحق الحقيقي .
وأما عن مطالبتك له بصدقتك بعد أن علمت غناه فأرى عدم مطالبته بذلك ،لكي لا يحصل مالا تحمد عقباه وحسابه على الله.
والله أعلم
وصل اللهم على سيدنا محمد
وكتبه أ د عطية لاشين

زر الذهاب إلى الأعلى