من وحي خطبة الجمعة الأخيرة من شهر شوال

الدكتور عطيه لاشين من هيئه علماء وفتوى الازهر الشريف
وكانت في قريتي المعصره مركز ميت غمر دقهليه
وكان عنوان الخطبة (الرحمه) استقيت ماده الخطبة من قارئ الاذاعة المشهور فضيلةالشيخ عزت بحضور إذاعه القران الكريم استقيت مادتها مما قراه الشيخ من سورتي (الزخرف )و(الدخان) وكان مما قرأ قول الله تعالى:( ادخولوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون) فذكرني ذلك بقول الله تعالى في سوره الرعد :(جنات عدن يدخلونها ومن صلح من ابائهم وأزواجهم وذرياتهم).
وبقوله تعالى في سوره (يس) (إن أصحاب الجنه اليوم في شغل فاكهون هم وازواجهم في ظلال على الأرائك متكئون) وبقوله تعالى في سورة( غافر) (ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من ابائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم).
ثم قلت ولا يمكن ان يقال لأهل بيت يوم العرض على الله (ادخلوا الجنه انتم وأزواجكم تحبرون )إلا اذا كانت أمور البيت أسست في الدنيا على تقوى من الله ورضوان ولن تكون مؤسسة على هذا النحو إلا إذا كانت الرحمة هي السائدة بين علاقات أهل البيت رحمة من الزوج بزوجه رحمة من الأب لاولاده رحمة من الزوجة بزوجها فلا تكلفه من طلبات المعيشة الا ما يطيق ولا تثقل كاهله بما يعجز عن القيام به رحمة من الأولاد لأبويهما فبهذا يكونون جديرين بألا يفرق جمعهم الدنيوي الآخرة بل يستمر جمعهم حيث يكونون مجموعين جميعا في جنة عرضها السماوات والارض ببركه الرحمة التي كانت تظلل بيتهم الدنيوي ثم ذكرت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي تحدث فيه عن الرحمه المتبادلة بين الزوجين حينما قال صلى الله عليه وسلم :(رحم الله رجلا قام من الليل يصلي فأيقظ زوجه فأبت فنضح في وجهها الماء ،ورحم الله امرأة قامت لتصلي من الليل فأيقظت زوجها فابى فنضحت في وجهه الماء).
فعاشا ليلة في معية الله ومناجاته وعبادته والتضرع له فكانت المكافاة أن رحمهما الله في الدنيا والآخره.
وأما الآيه الثانية التي قرأها الشيخ فهي قول الله تعالى 🙁 وقيله يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون فاصفح عنهم وقل سلام).
وهذه الآية تدل على رحمة الرحمن الرحيم بخلقه مؤمنهم وكافرهم طائعهم وعاصيهم فالكل اكتنفته رحمة الله وغمرته رحمة الله فهؤلاء قوم لا يؤمنون بالله الواحد الأحد فكانوا يستحقون أن يكون جزاؤهم القتل والقتال والهلاك والفناء من على الارض لكن لأن الاههم رحمن رحيم أمر رسوله بان يصفح عنهم وأن لا يعاقبهم بكفرهم والا يؤاخذهم بذنبهم بل فاصفح عنهم وقل سلام والآخرة تنتظرهم وهناك يكون عقابهم .
ثم تلوت قول الله عز وجل الوارد في سورة الأعراف (قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ……).
وانظر إلى رحمة الرحمن الرحيم فلم يعمم العذاب بل جعله لطائفة مخصوصة تستحقه بسبب كفرهم بالله وتكذيبهم بآياته، أما لأنه رحمن رحيم عمم الرحمة فجعلها تشمل كل الكائنات وجميع المخلوقات ووسعت رحمته كل شيء.
وأما الآية الثالثة في قراءة مولانا وردت في سوره الدخان وختم بها القارئ قراءته حيث قال سبحانه 🙁 رحمة من ربك إنه هو السميع العليم ).
وختمت الخطبة عن الرحمة بحديثين واردين عن الرسول المعصوم صلى الله عليه وسلم أحدهما قوله صلى الله عليه وسلم خلق الله الرحمه مائة جزء فامسك عنده تسعا وتسعين وأنزل جزءا منها إلى الأرض ).
ثاني الحديثين قول الرسول صلى الله عليه وسلم:( لن يدخل أحدكم الجنة عمله قالوا ولا أنت يا رسول الله قال ( ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته ).
ثم شرحت الحديث الأخير شرحا مستفيضا
وذكرت في النهاية قول الله عز وجل :(أشداء على الكفار رحماء بينهم ).
ثم دعوت وقلت وأقم الصلاة