العنف ضد المرأة

مشكلة وحل

د.سحر السيد
العنف ضد المرأة غالبًا ما يُعد شكلًا من أشكال جرائم الكراهية المرتكبة ضد النساء بصفتهن إناثًا، وللعنف ضد المرأة تاريخ طويل جدًا، على الرغم من تفاوت حوادث هذا العنف وشدته بمرور الوقت وحتى اليوم، غالبًا ما يُنظر إلى هذا العنف على أنه آلية لإخضاع المرأة، سواء في المجتمع بشكل عام أو في العلاقات الشخصية، ويمثّل العنف ضد المرأة وخصوصاً العنف الجنسي والبدني مشكلة مستديمة وكبيرة وتعتبر من مشاكل الصحة العامة، وانتهاكاً لحقوق الإنسان التي تتمتع بها المرأة، وتشير التقديرات العالمية المنشورة من منظمة الصحة العالمية أن واحدة من كل 3 نساء في أنحاء العالم تتعرض في حياتها للعنف البدني أو العنف الجنسي على يد الزوج ، أو غيره سواء أصدقاء أو أقارب أو من أشخاص غريبة أو من شخص مرتبطة به بعلاقة جنسية.
فهل توجد أسباب لممارسة العنف ضد المرأة؟ إن وجود بعض الأمراض النفسية لدى الرجال مثل الاضطراب ثنائي القطب، الفصام المصحوب بجنون العظمة، وأيضًا اضطراب الوهم والشخصية المناهضة للمجتمع وشرب وإدمان الكحول من أهم العوامل التي تجعل الرجل أكثر عرضة لارتكاب جرائم جنسية عنيفة ضد النساء، وكذلك تدني مستويات التعليم، وتعرّض الأطفال لإساءة المعاملة في السابق، مشاهدة العنف الأسري، بما في ذلك المعايير المجتمعية التي تمنح الرجل امتيازات أو ترفع من قدره وتحط من قدر المرأة، الخلافات ومشاعر الاستياء بين الزوجين، صعوبات التواصل بين الشركاء، سلوكيات الذكور المتسلطة تجاه شريكاتهم، المعتقدات المتعلقة بشرف الأسرة والعفاف، المذاهب الداعية إلى تمتع الذكور بالاستحقاقات الجنسية، ضعف العقوبات القانونية المفروضة على مرتكبي العنف الجنسي، وتعدّ أوجه عدم المساواة بين الجنسين والمعايير المتعلقة بتقبل العنف ضد المرأة سبباً جذرياً لممارسة العنف ضدها، وقد يؤدي هذا العنف إلى عواقب مميتة مثل القتل أو الانتحار، وحالات حمل غير مرغوب فيها، وحالات إجهاض متعمدة، ومشاكل صحية نسائية، وعدوى أمراض منقولة جنسياً، وقد تشمل أيضاً المعاناة من الصداع ومتلازمات الألم (آلام الظهر والبطن وآلام الحوض المزمنة) واضطرابات المعدة والأمعاء ومحدودية الحركة واعتلال الصحة بشكل عام.
وللقضاء على العنف ضد المرأة لبد من تثقيف الأسرة وزيادة وعي أفرادها بأهمية القضاء على هذا العنف، ومعاقبة كلّ من يمارس العنف ضد المرأة وفقاً للقوانين والتشريعات وتعويض النساء التي تعرّضت للعنف عن الأضرار التي لحقت بهنّ، والاهتمام بقطاع التعليم لتعديل السلوكيات الاجتماعية والثقافية والتخلّص من الممارسات الخاطئة ضد المرأة، وكذلك الإبلاغ عن أيّ شكل من أشكال العنف ضد المرأة عند التعرّض له أو مشاهدته، واحترام شريكة الحياة حتى عند اختلاف الآراء والاستفسار دائماً عن احتياجاتها المادية والمعنوية، فعندما تشغل المرأة مناصب قوة ونفوذ في المؤسسات السياسية، ستؤدي إلى نقصان احتمالية تعرض النساء للعنف داخل تلك المؤسسات، ومن ناحية أخرى، إن قوة المرأة داخل المؤسسات السياسية يمكن أن يكون لها أوسع مدى في وضع السياسات والقوانين في جميع المؤسسات التي تحظر استخدام الرجال للعنف ضد المرأة ومعاقبتهن، ولمنع العنف ضد المرأة والاستجابة يجب تعزيز معايير المساواة بين الجنسين كجزء من المهارات الحياتية ومناهج التربية الجنسية الشاملة التي يتم تدريسها للشباب.

زر الذهاب إلى الأعلى