تنمية وتطوير الإنسان لبناء الأمم العظيمة

كتب .د/ عبير فاروق عبد العزيز

يعد بناء الإنسان هو الأساس لبناء الدولة، فالإنسان هو عنصر البناء الأساسي في أي مجتمع، وهو الذي يُشكِّلُ قوة الدولة وتطورها. ويجب أن يكون هناك اهتمامٌ بتنمية المهارات والقدرات، كما يجب أن يتم تعزيز التعليم، والتفكير النقدي، والإبداع، وتطوير المهارات الاجتماعية والقيادية، حيث الرعاية للصحة العقلية والجسدية، وتعزيز قيم الأخلاق والأخلاقيات، ويجب أن تكون هناك فرص عادلة للتعليم والتدريب المناسبة لسوق العمل، وفرص عمل ملائمة، ومنصات للابتكار ، وأن تكون هناك سياسات حكومية؛ لتعزز المشاركة المجتمعية، وتُحفِّز على الابتكار والاستثمار في قدرات ومواهب الشباب.
نطرق بابًا آخر لعملية تنمية الإنسان باستخدام التكنولوجيا من الناحية الإيجابية لتنمية الإنسان، حيث تلعب التكنولوجيا دورًا هامًّا في تنمية الإنسان، حيث توفر التكنولوجيا وسيلةً سريعةً للحصول على المعلومات اللازمة لتطوير المهارات والمعرفة، من خلال استخدامها بشكلٍ ذكي، ومن ثم، يستفيد الفرد من العديد من الفرص والموارد المتاحة عبر الإنترنت لتنمية ذاته، حيث إن عملية الاستثمار في تطوير قدرات الفرد وإثراء شخصيته هي الطريق لتحقيق النمو الشامل والتطور. وتعتبر تنمية الإنسان جزءًا أساسيًا من عملية التنمية الشاملة، حيث يعتبر الإنسان هو المحور الرئيسي في عملية التنمية.
إذا تم بناء الإنسان بشكلٍ صحيح، وتوفرت الفرص المناسبة لنموه وتطوره، فإنه سيكون قادرًا على المساهمة في بناء الدولة بحالها، حيث سيكون لديه الكفاءة والمهارات اللازمة للمساهمة في المجالات المختلفة، سواء كانت اقتصادية، أو سياسية، أو اجتماعية. وبالتالي، ستكون الدولة قويةً ومزدهرةً وقادرةً على مواجهة التحديات وتحقيق التقدم.
ولتحقيق تنمية الإنسان الشاملة، يجب أن يتم توفير الفرص والموارد اللازمة من أجل تطوير قدراتهم ومهاراتهم. ومن هنا، يأتي دور التعليم والتدريب في تنمية الإنسان،
إن تنمية الإنسان هي عملية مستمرة، تهدف إلى تطوير القدرات والمهارات في جميع الجوانب الحياتية، وتعزيز نمط الحياة الصحي والإيجابي. ومن خلال الاهتمام بتنمية الإنسان، يتم تحقيق التوازن والتناغم في حياة الإنسان ومجتمعه. {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} [سورة الإسراء: 70]، توضح هذه الآية من القرآن الكريم أن الله سبحانه وتعالى قد كَرَّمَ الإنسان عن طريق منحه القدرة على التفكير والتميز، وأنزل عليه نعمه، ورزقه من الطيبات. وبالتالي، فإن الإنسان مُكلّفٌ بتنمية قدراته واستثمارها بشكلٍ يحقق الخير والتقدم في حياته.

زر الذهاب إلى الأعلى