مرحلة جديدة كلياً فى الأشهر القليلة المقبلة للهواتف الذكية

 أيمن بحر 

 

تتحضر صناعة الهواتف الذكية للانتقال إلى مرحلة جديدة كلياً فى الأشهر القليلة المقبلة حيث بدأت ملامح هذا التغيير بالظهور من خلال بعض الأدوات المبهرة التى كشفت عنها شركة غوغل فى الأيام القليلة الماضية.

 

والتغيير المنتظر لا يتعلق بتصميم أو شكل الهاتف بل هو مرتبط بالقدرات التى سيتمكن الهاتف الذكى من القيام بها اعتماداً على أدوات الذكاء الاصطناعى التوليدى والتى ستحوله إلى جهاز سحرى قادر على القيام بمهام متطورة.

post

 

ويقول الرئيس التنفيذى لشركة تكنولوجيا مازن دكاش فى حديث إن عام 2024 سيشهد بداية انتقال الهواتف من مرحلة الذكاء العادى إلى مرحلة الذكاء الفائق وهذا الأمر سيتطور فى السنوات اللاحقة مشيراً إلى أن ما كشفته غوغل من خدمات مرتبطة بهذا المجال ليس سوى البداية فى مسار تحول الهواتف إلى أجهزة سحرية بفضل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى التوليدى الذى بدأ يقتحم عالم الهواتف.ويضيف دكاش أن غوغل كشفت عن ميزة محرر الصور السحرى التي سيتم دمجها فى تطبيق الصور التابع لها وهذه الميزة ستمنح المستخدمين القدرة على القيام بتعديلات كبرى فى صورهم بطريقة سهلة ودون الحاجة لخبرة سابقة فى هذا المجال فمثلاً سيتمكن المستخدم من تغيير أماكن الأشخاص والعناصر الموجودين فى الصور أو حتى إزالتهم بلمسة واحدة إضافة لإمكانية تغيير وتعديل ألوان هذه العناصر وهذه التعديلات لا يقوم بها حالياً سوى مصممى الجرافيك ولكن أدوات الذكاء الاصطناعى التوليدى ستحول مستخدمي الهواتف إلى محترفين فى هذا المجال.

 

ويكشف دكاش أن الهواتف الذكية ستقوم فى المستقبل بالرد على الرسائل الواردة تلقائياً وذلك فى حال أراد المستخدم ذلك، مشيراً إلى أن ما نتكلم عنه مختلف عن ميزة الردود الجاهزة المتوفرة حالياً فالذكاء الاصطناعي التوليدى سيمنح الهواتف القدرة على توليد النصوص بطريقة تتناسب مع سياق الحديث فإذا كان الحديث رسمي سيجيب الهاتف بشكل رسمى أما إذا كان الحديث فكاهياً فسيجيب بشكل فكاهى ما يعطى انطباعاً للشخص المتصل أنه يتحدث مع إنسان.من جهته يقول المحلل فى شؤون التكنولوجيا هشام الناطور فى حديث إن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدى هى التى تُشغّل برنامج ChatGPT الذى أذهل العالم بقدراته وبالتالى فإن انتقال هذه التكنولوجيا إلى عالم الهواتف الذكية سيكون له نفس التأثير فمثلما بات ChatGPT قادراً على توليد النصوص وإنتاج الصور والتحدث مع المستخدمين سيتمكن الهاتف من القيام بنفس هذه الأمور فى السنوات المقبلة مشيراً إلى أن البعض قد يظن أن هذا الوصف مبالغ فيه ولكن الحقيقة هي أن ما يقال ليس من الخيال العلمى بل هو ما ينتظرنا فعلاً.

 

ويضيف الناطور أن أدوات الذكاء الاصطناعى التوليدى التى كشفت عنها غوغل فى الأيام الماضية مثل أداة MusicLM ستتيح للهاتف تحويل الأوصاف النصية إلى موسيقى فى حين أن خدمة Project Tailwind وهى عبارة عن دفتر ملاحظات ستأخذ المعلومات من الطلاب وتولد لهم شروحات في شكل موضوعات أما ميزة Imagen المخصصة للشركات فستقوم بإنشاء صور تتماشى مع الأوصاف المقدمة نصياً.ويؤكد الناطور أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدى ستجعل الهاتف قادر في المستقبل على إنتاج صوت شبيه بصوت حامله بطريقة واقعية جداً فهذه التكنولوجيا قادرة على تحديد نغمة صوت المستخدم وطريقة حديثه، مشيرا إلى أن الذكاء الاصطناعي التوليدي سيقلب صناعة الهواتف حيث يبقى الخطر الأكبر من استخدام هذه التقنيات بطريقة مؤذية ولذلك سنرى تردداً من قبل الشركات بطرح هكذا ميزات قبل وضع ضوابط أمنية لها.

 

مرحلة جديدة كلياً فى الأشهر القليلة المقبلة للهواتف الذكية

زر الذهاب إلى الأعلى