د. سامح سعد يكتب … التعليم الفنى ودورة فى مواكبة التكنولوجيا الحديثة

 

قال الدكتور سامح سعد استاذ الاقتصاد السياسي والتشريعات الاقتصادية

أن  التدريب المهني  يلعب دورًا رئيسيًا في إعداد قوة عاملة ماهرة لمواكبة التكنولوجيا الحديثة، تكون قادرة على التعامل مع التغيرات السريعة وتأثيرها على طبيعة احتياجات سوق العمل المتغيرة لتطوير المهن والمهارات، وهو الأمر الذي دفع الدول وخاصة الدول المتقدمة، إلى إدخال إصلاحات جذرية في هذا القطاع من خلال دمج برامج التعليم الثانوي المهني والفني وربطها بالتعليم العالي، وربطها باحتياجات سوق العمل، وضمان استجابتهم للتغيرات العلمية والثقافية والتحولات الاجتماعية والظروف الاقتصادية الناشئة

ولقد أظهرت الدراسات أن التعليم الفني في مصر يشهد العديد من المشاكل كضعف البرامج التعليمية الفنية، مما يؤثر سلبياً على كفاءة الخرجيين من المدارس الفنية وعدم مواكبتهم وموائمتهم لمتطلبات سوق العمل، كما سيحدث فجوة بين مخرجات التعليم ومؤسسات التعليم الفني الصناعي، كما من أهم المشكلات الموجودة التي تؤثر على التعليم الفني وخريجيه هي النظرة الاجتماعية المتدنية لهذا النوع من التعليم، لأنه مرتبط بالعمل الحرفي واليدوي، ولا يزال تحسين الصورة الاجتماعية الإيجابية للتعليم والتدريب التقني والمهني يمثل تحديًا

لذلك تسعى دول العالم ومنها مصر إلى التحديث الجذري لأنظمة التعليم من حيث الأهداف والمفاهيم والأساليب والأدوات ووسائل تقييم الأداء وإعداد المعلمين وتحديث معداتهم وأنشطتهم التعليمية لمسايرة كل هذه التغييرات، ويتطلب تحويل التعليم من مسألة اجتماعية بسيطة إلى ارتباط أوثق مع توفير الشروط اللازمة لتحقيق عملية التنمية من خلال تنمية القدرات البشرية، وخلق البيئة، وتوفير القدرات، واستيعاب المعرفة والتكنولوجيا التصميمية، وكذلك إعداد الكوادر البشرية للحاجة إلى تنفيذ عملية التطوير والتنمية

post

وفي ظل التطورات العلمية والتكنولوجية التي يشهدها عالم اليوم وفي عصر اقتصاد المعرفة، يعتبر رأس المال البشري والاستثمار فيه من أهم عناصر عملية الإنتاج، والتي يجب النظر إليها من خلال مجموعة من المؤسسات ومن أهمها مؤسسات التعليم الفني وربطها باحتياجات سوق العمل

فيقع على عاتق التعليم الفني مسؤولية لعب دور حيوي وفعال في تلبية احتياجات المجتمع من القوى العاملة الماهرة للتعامل مع التقنيات الحديثة التي يمكنها التعامل مع التغيرات السريعة وتأثيرها على الحياة وسوق المهن والمهارات التي دفعت العديد من الدول المتقدمة إلى السعي لتطوير هذا القطاع من التعليم والاستثمار فيه من خلال تكملة برامج التعليم الفني والتعليم وتوفير فرص التعليم العالي لطلابها وربطهم باحتياجات سوق العمل وضمان احتياجاتهم، استجابة للتغيرات العلمية والثقافية والتحولات الاجتماعية والظروف الاقتصادية الناشئة

زر الذهاب إلى الأعلى