الرفق مفتاح القلوب

سلوى النجار

والرفق معناه :
‎ضد العنْف، وهو لين الجانب، ويقال: رَفَق بالأَمر وله وعليه يَرْفُق رِفْقًا، ومرفقًا: لان له جانبه وحسن صنيعه. واصطلاحًا: قال ابن حجر في تعريف الرِّفق: (هو لين الجانب بالقول، والفعل، والأخذ بالأسهل، وهو ضد العنف. ويقال: رَفَق بالأَمر وله وعليه يَرْفُق رِفْقًا، ومرفقًا: لان له جانبه وحسن صنيعه.
‎به وقال القاري: (هو المداراة مع الرفقاء، ولين الجانب، واللطف في أخذ الأمر بأحسن الوجوه وأفضلها
‎ ،وأصحاب الرفق قلوبهم رقيقة
لهم أرواح شفافة ،تكاد من رقتها ومن خفتها تأخذ بقلوب ولباب من حولها يُؤْنسون ويُستأنسون .
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير» رواه الإمام مسلم وهؤلاء القوم أخلصوا قلوبهم لله ، وصدقوا معه يهشون بالبشاشة لمن حولهم ، يبشرون بالخير ويستبشرون ، يحفزون الهمم ،ولايثبطون من قلت هممهم يدفعون الى الإمام ولايضعون العوائق فتهبط الهمم ، تراهم رفقاء بينهم ،رحماء ، يتعاونون ويتواصلون، ومن كل الخيرات يعطون، والى ربهم راغبون ، يقول الله تعالى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ}سورة الفتح ٢٩ انظر إيها المسلم كيف انت من هذه الصفات ، من تكون ؟وكيف تكون ؟!في بيتك مع إخوانك ،في الطريق وأنت سائر ، في مواقفك مع خلق الله ،انت من تحدد ،من تكون ؟!وبِمَ تتصف ؟!وكيف قلبك ؟! واعلم أنه من تَرَّفق بمن حوله ،نال المنى ،وتفتحت له القلوب ،والأبواب ، وتدفقت إليه الخيرات ، وذكر عند رب السموات،كيف لا وهو قد تإسى بخير خلق الله .
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنّ رسول الله ﷺ قال: ما أُعطِيَ أهلُ بيتٍ الرفقَ إلَّا نفعَهم.

صحيح الجامع
رقم: 5541
وفي الحديث: الرِّفقُ في الأُمورِ، واللِّينُ والرِّفقُ بالنَّاسِ والتَّيسيرُ عليهم، مِن جَواهِرِ الأخلاقِ الإسلاميَّةِ، وهي مِن صفاتِ الكَمالِ، واللهُ سُبحانَه وتَعالى رفيقٌ، يُحبُّ مِن عبادِه الرِّفقَ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: “ما أُعطيَ أهلُ بَيتٍ الرِّفقَ”، الرِّفقُ: وهوَ لِينُ الجانبِ بالقَولِ، والفِعلِ، والأَخذِ بالأَسهَلِ، وهوَ ضِدُّ العُنفِ، “إلَّا نَفَعَهم”، فإنَّ الرِّفقَ خيرٌ كُلُّه، والمرادُ: أي: ما تواصى أهلُ البيتِ بالرِّفقِ فيما بينَهم أو معَ غيرِهم كالجيرانِ ونحوِهم إلَّا عاد ذلك عليهم بالخيرِ في الدُّنيا والآخِرَةِ؛ ولذلِك أثْنى المُصطَفى صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على الرِّفقِ وبالَغَ فيه.
وفي الحديثِ: إرشادٌ إلى التَّحلِّي بالرِّفقِ واللِّينِ؛ لِما فيه من جَلْبِ المودَّةِ بين الناسِ
أخي المسلم أختي المسلمة من وجد في نفسه قسوة فيداويها وخير دواء لها

التوجه لله تعالى والدعاء بقلب صادق والإلحاح في الدعاء ،لإصلاح الحال والهداية إليه سبحانه .وبر الوالدين والإحسان إليهما، ومساعدة الأيتام والمسح على رؤوسهم ، وزيارة المرضى لاسيما الأقارب، والصدقات فإن الصدقة تطفيء غضب الرب ،وسبل الخيرات لاحصر لها ،فاقترب إلى ربك بأيسرها إلى قلبك .

post
زر الذهاب إلى الأعلى