غرور شرقي

تكتب عبير حسين- اسكندرية

هو رجل شرقي لا يقدر حب محبوبته له و لا يثمن لها الحلم و الصبر و التغاضي و التغافل و التغابي أحيانا إبقاء على الود و الحب و العشرة هي تمنحه كل ذلك راضية مدفوعة بحبها له و تمسكها به و في المقابل هو يتمادى في الإساءة و الإهمال و عدم التقدير و بينما كانت هي تملأ له كؤوس الرضا من مشاعرها المهملة و روحها المكسورة كان هو يستقبل كل ذلك منها كحق مكفول له و واجب مفروض عليها هكذا اعتاد الشرقي أن يحصل على الحب و فجأة يفقدها فجأة تقرر الإنسحاب إلى حيث لا عودة فجأة يفقد كل أنهار العطاء التي اعتاد منها أن ترويه بها حد الزهد و تشبعه حد الاستغناء و استكمالا لمسلسل غروره الشرقي هو يرفض أن يصدق أنها استطاعت هجرانه و أنها تستطيع الحياة بدونه يرفض أن يصدق أنها قررت الابتعاد بإرادتها فيبدأ في وضع تفاسير مغلوطه لاختفائها أولها أنها ساقطة خائنة أو أنها جنت و فقدت صوابها أو أنها تمردت و نقضت عهد العشرة أو حتى أنها اتصلت بجان جعلها تتحول لشبح لا يراه البشر هو يقبل على نفسه و على عقله أن يصدق أي تفسير مغلوط من تلك التفسيرات و لكنه يأبى أن يصدق الحقيقة الوحيدة الغير مغلوطة و هي أنه هو الذي تمادى في استغلال طيبتها و عطائها حتى استنفذ كل الفرص لديها حتى جفف منابع أنهارها فلم يعد لديها ما تسقيه و لم يبق لها بعد ذلك سوى الانسحاب و للأبد مسكين أيها الشرقي ابتليت بغرور يفقدك أجمل عطايا السماء لك و يفقدك حتى راحة الاعتراف بأنك أنت السبب فيما يحل بك من خسائر العمر التي لا تعوض

زر الذهاب إلى الأعلى