محمد عنانى.يكتب.حرية الفِكر

 

إن حرية التفكير وحرية التعبير من الأمور البديهية والمنطقية التى يجب أن ينعم بها كل البشر الأسوياء الأحرار لا إختلاف على ذلك إطلاقاً لكن هناك فرقٌ شاسعٌ بين حرية التفكير والتعبير وحرية الهدم والتدمير وما يحدث الآن لا علاقة له على الإطلاق بحرية الفكر والرأى والتعبير بل هو الهدم والتدمير لقيمنا وأخلاقنا وحضارتنا وعاداتنا الأصيلة والتى ينبع معظمها من جوهر الأديان . وما إنتشر وعم وساد ببلادنا هذه الأيام ومنذ سنوات من سهولة للقتل والخطف والإغتصاب وانتشار الدعارة والفجور والإنحلال الأخلاقى والمخدرات بشتى الأنواع والمسميات لهو خير دليل على ذلك وكأنه أسلوب ممنهج يقوم به حفنة من شواذ مجتمعاتنا أمثال هذا الممثل المغمور المخمور( ولا أود ذكر إسمه حتى لا ألوث شرف كلماتى ) والذى صعد فجأة من هوة سحيقة بين عشية وضحاها ليكون القدوة والمثل للتافهين من أمثاله من الشواذ فدمر أجيالاً كاملةً بما ينشره من قيم البلطة والقتل والمخدرات ومن خلاله عرف عوام الناس وخاصة الشباب ما يتم تداوله من أنواع شتى وجديدة من المخدرات وهو يتباهى بذلك ويستعرض أمواله التى جمعها من دماء السفاء أمثاله وطائرته وسياراته ويعتقد أنه قارون زمانه ولا يتعظ يضاف إلى ذلك ما يُبَث ويُنشَر من مسلسلات وأفلام هابطة لمنتجين ومخرجين أيضا شواذ نشأوا وترعرعوا فى كنف الرزيلة وأحضانها فنشروا قيمهم الرديئة المقيتة الساقطة من خلال أفلامهم ومسلسلاتهم التى لا تحوى سوى العرى والخيانة والدعارة وشتى أنواع الإنحلال القيمى والأخلاقى .

وما نرجوه من القائمين على أمر الثقافة فى بلادنا وولاة أمرنا وأسوة بما يقومون به من محاربة للتطرف الفكرى والدينى وما يتم سنه من تشريعات وقوانين باترة وإجراءات رادعة أن يتم ذلك أيضاً تجاه الإنحراف القيمى والإنحلال الأخلاقى ودعكم من المنتفعين والمرتزقة وأصحاب السبوبة المدافعين عن هذا الإنحطاط القيمى والأخلاقى بدعوى حرية التفكير والرأى والتعبير فما هو إلا الهدم والتدمير .

زر الذهاب إلى الأعلى