“كوني قوية”

مريم عماد

كانت تريد ان تظهر كم هي قوية وناجحة مثلها مثل الجميع ..كانت تنظر إلي العالم بنظرة الحيوية والنشاط ولم تبالي بأي صوت ورغم ان أصوات من حولها كافيين ان يسقطوا دولة بأكملها وكانت تتمني الخير للجميع

إلي ان فشلت في أول مرة في حياتها ولم تفهم لماذا ؟! فافعلت كل ما في وسعها ..هل الحظ لم ينصفها ام لم يكن مكتوب لها ان تنجح تلك المرة ؟! ..صوتا ما في بداخلها يخبرها بأن لا تكمل ..اتت بعد عدة محاولات منها للمواجهة لم تستطع ان تعيد الصعاب والذكريات علي نفسها مجددا صارت تهرب كالاطفال لم تصدق ما حدث إلي ان أصطدمت بواقعها ورايت نفسها غريبة وسط الجميع ضاق العالم امام عينها ..محاصرة في مكان ما لا تعلم كيف او متي وضعت هنا

ولكنها استعادت قواها بالقدر الذي يجعلها تكمل …ولكن كل الحق مازال أحساس العجز ياكل في روحها كل يوم !

وسقطت مجددا !!! .. وعاد اليها ذلك الاحساس السخيف وذكريات ظهرت من جديد فلم تستطع فعل أي شئ سوي تفريغ ما بداخلها بالبكاء ..ارادت الانهيار ولم تستطيع فيتحتم عليها في ذاك الوقت ..تمنيت التوقف لتستريح فخافت من ان تقف في النصف فيدهسها القطار السريع فلم يرحم احد

post

اخذت وقتا طويلا في التعافي لأنها بدات تخرج ما بدخلها متاخرا حيث لم تجد احد يفهمهاو…استوعبت به كم الاخطاء التي حدثت !

كم كانت ساذجة في عدة مرات ! .. كم كان البشر والقدر والظروف والمجتمع كلهم معا يعاندنها في نفس التوقيت ؟! ..انها بطلة لأنها تحملت الكثير والكثير دون ان تهرب

ولكنها دفعت ثمن كل هذا فأصبحت شخصا أخر ربما أقوي بكثير ولكنه يخفي في داخله خوف من أتفه الأشياء ..يدوس علي قلبه واحساسه بكل برود العالم يختار بوعي مبالغ فيه ..

فحتي مع مرور الأيام صديقي القارئ يظل الماضي محفورا بداخلنا يؤثر في كل خطوة نتخذها ..ندفع ثمن اختياراتنا عدة مرات

ارجوك أن تتأني قبل خطوة في حياتك ..وان لا تجعلك صدمات الماضي والألأمها تجعلك وحشا في صورة أنسان بدون مشاعر وبلا روح ..

اتمني منك أن تتصالح مع ماضيك في أسرع وقت وان لا تهرب منه أجلا ام عاجلا سيواجهك في حاضرك

زر الذهاب إلى الأعلى