الأمية والسبيل إلى القضاء عليها

متابعه/بركات الضمراني
تنبع أهميّة العلم من مقولة (إنّ العلم نور)، فهو يُوسّع آفاق ومدارك صاحبه، ويزيد من ثقافته، ويُطوّر معلوماته، ويمنحه قوة المعرفة، فالعلم لا يقتصر على نوع واحد من العلوم، إنّما هو مُختلف أشكال المعارف والمعلومات، غير أنّ العديد من المُجتمعات في الوقت الحاضر تُعاني من الجهل أو ما يُعرَف بالأميّة
وهذا ما تطرقت إليه الباحثة الإجتماعية بجمعيه حمايه لحقوق الانسان أ/ أمل الشاورى
الأميّة تعد من ظواهر المجتمع السلبيّة التي تتفشى في غالبية أقطار بلدان العالم وخاصة في دول العالم النامي، وتعرف بأنها عجز الشخص عن الكتابة والقراءة.
فما هى الأمية , ما أنواعها و ما السبيل إلى تجنبها والقضاء عليه ؟
# مصطلح الأمية بشكل عام هو…. ((عدم القدرة على معرفة أساسيات القراءة والكتابة بأي لغة من لغات العالم)). وهذا يعتبر التعريف البسيط لمصطلح الأمية،ولكن وفى الآونة الأخيرة ومع التطور التكنولوجي توسع مفهوم الأميّة، فلم تعد الأميّة تُطلق على الشخص غير المتعلّم للقراءة والكتابة فحسب، بل صارت تشمل أجزاءً أخرى من الثقافة ومجالات العلوم المختلفة وغيرها . # أنواع الأمية :…………… هناك العديد من أنواع الأمية التي لا ترتبط بالقراءة والكتابة فحسب , ولكن تعتبر عدم القدرة على القراءة والكتابة أو توظيف مهارات القراءة والكتابة هى الأساس لأى أمية. فهناك أمّي لا يقرأ ولا يكتب وهناك أمّي يقرأ ويكتب ولكنه غير متعلّم بشكلٍ كافٍ لمواكبة التطوّرالحديث، حيث يتم استخدام مصطلح الأمية في بعض الأحيان لوصف الشخص الذي يجهل أساسيات فن معين أو مجال معرفي معين، وتنقسم الأميّة بمفهومها الواسع للكثير من الأنواع منها على سبيل المثال لا الحصر….
•الأمية الهجائية : ويقصد بها عدم القدرة على توظيف مهارات القراءة والكتابة •الأمية الأيدولوجية : وهى عدم القدرة على تحقيق روابط وعلاقات بين الأفراد نتيجة عدم المعرفة بهم •الأمية البيئية : وتعنى جهل الفرد بأهمية البيئة ومواردها المختلفة وعدم قدرته على التعامل مع البيئة والمحافظة عليها بل والتصرف غير الواعي مع البيئة مما يتسبب في مشكلات بيئية تؤثر على الفرد والمجتمع •الأمية الحضارية : وهى مرتبطة بالتعقيد الحضاري والتقدم في آن واحد حيث أنه و مع تقدم المجتمعات وتطور وسائل التكنولوجيا أصبح مفهوم الأمية يُعرف بأنه كل سلوك يتعارض طبيعةً ووجوداً مع نظام الحضارة المعاصر ومع أسلوب إنتاجها ومع نمط الارتقاء بها ومع فلسفتها السياسية والاجتماعية # ولكن يمكن حصر الأمية في ثلاثة أنواع رئيسة مهمة :…………
( 1- الأمية الثقافية -2- الأمية الوظيفية 😚 الأمية الأخلاقية )
# وهناك الأمية الحديثة ” الأمية الرقمية ” … وهى عدم القدرة على التعامل مع تكنولوجيا العصر الحديث ” برامج وأجهزة ” وهذا ما سوف نتطرق له فى موضوعنا القادم إن شاء الله
# أولا الأمية الثقافية:
هناك العديد ممن امضوا تعليمهم الجامعي لكنهم مع ذلك يتم وصفهم بالأميين الثقافيين، حيث أن الأمية الثقافية لا تتمثل في معرفة القراءة والكتابة بل هي الأمية الناتجة عن عدم الاطلاع والقراءة أو بمعنى أشمل تعني جهل المرء بالبناء المعرفي التاريخي في مختلف المجالات أى الإفتقار إلى الثقافة العامة. هؤلاء الناس يعانون من عدم المرونة الفكرية وتتسم آراءهم بالسطحية والابتذال نتيجة لعدم ثقافتهم
# ثانيا الأمية الوظيفية : وتعني عدم قدرة المرء على أداء المهام المعقدة في العمل رغم امتلاكه القدرات الأساسية من القراءة والكتابة وعجزَه عن استعمال الأدوات التكنولوجية، وعدم قدرته عن إجراء بعض العمليات المتعلقة بعمله بشكل جيد ، وتعد الأمية الوظيفية واحدة من أشهر أنواع الأمية، حيث أن وصف الشخص بأنه أمي وظيفي يعني إنه يعلم أساسيات القراءة والكتابة البسيطة جداً دون إلمام بالقواعد العامة للغة, هؤلاء الأشخاص ليست لديهم القدرة على القيام ببعض المهمات البسيطة مثل قراءة محتوى جريدة أو استكمال استمارات العمل أو حتى القدرة عل فهم بعض إشارات المرور
# ثالثا الأمية الأخلاقية :
يشير مصطلح الأمية الأخلاقية إلى الافتقاد إلى الوعي الأخلاقي. سواء كان ذلك في السلوكيات أو العلاقات الإنسانية أو التفاعل مع الأخرين. تتسم هذه الشخصيات التي تعاني من الأمية الأخلاقية بالانحلال الأخلاقي والسلوكيات الهمجية ,وهذا نتيجة للكثير من الأحداث التي جعلت المجتمعات تميل لتصوّر العلم كشيء منفصل عن الأخلاق وجعله مجرّدًا حتى عن مبادئ الأجيال السابقة، فقد تم التأثير على المستوى الأخلاقي للمخرجات التعليمية، وصار خروج الفئة الشبابية إلى الواقع وهم يجهلون الكثير من الأسس الأخلاقية التقليدية # الأسباب التي تؤدي للأمية:……………….. تشتمل الأسباب التي تؤدي إلى الأمية على بعض العوامل الاجتماعية والثقافية والاقتصادية وفيما يلي بعض الأسباب الأكثر شيوعاً للأمية:
• التنشئة الاجتماعية في ظل آباء غير متعلمين أو لديهم قدر بسيط من التعليم.
• عدم الاهتمام بالقراءة أو التحفيز على أهمية القراءة في المنزل أحد أهم الأسباب التي تؤدي للأمية.
• الأداء الدراسي السيء أو الهروب من الدراسة أو عدم استكمال التعليم.
• الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي تتمثل في فقر بعض الأسر.
• الصعوبات في التعلم مثل عسر القراءة أو المشاكل النفسية مثل العزلة.
• في أغلب الأحيان تنبع الأمية لدى الأفراد من أسباب مختلفة ومترابطة بشكل عام، هذه الأسباب تخلق معًا سلسلة من الحواجز التي لا يمكن التغلب عليها.
# آثار محو الأمية :………………………… تخلّق برامج محو الأمية الكثير من الآثار الإيجابية على الصعيد الشخصي، والمحلي، والدولي,فالشخص الذي يعرف القراء والكتابة هو شخص قادر على إحداث فرق في حياته وفي المجتمع الذي ينتمي له، بعكس الشخص الأميّ الذي لا يعرف القراءة والكتابة، فهو أشبه بالمنعزل عن العالم الخارجي، وربما يسوء الأمر أكثر من ذلك ليصبح ضحية إستغلال لجهة معيّنة، وفيما يأتي بعض من الآثار الإيجابية لمحو الأمية
• تساهم محو الأمية في تحسين مستويات النموّ الاقتصادي للدولة.
• تساهم في الحدّ من الفقر, وتحسين مستوى المعيشة , والحد من النمو السكانى.
• تعزيز مشاركة الأفراد وانخراطهم في المجتمع.
• تزيد من فرص الحياة أمام الأفراد، ومن قدرة الفرد على الإبداع، والتواصل مع العالم الخارجي، والتفاهم، وغيرها من الأمور.
• تقلل من معدلات الجريمة.
• تساهم في تعزيز وترسيخ الديمقراطية؛ وذلك من خلال زيادة المشاركة المدنية في العملية السياسية.
• تساهم في الحدّ من الأمراض المزمنة مثل مرض نقص المناعة، وذلك لقدرة الشخص على الاطلاع على المعلومات التي تتناول هذه الأمور. • تساهم في تعزيز التنوّع الثقافي.
• تساهم في زيادة الثقة بالنفس، وتقدير واحترام الإنسان لنفسه، وهذا على الصعيد الشخصي.
• تساهم فى تحقيق التنمية المستدامة , والسلام , والديمقراطية
• ترسيخ المساواه بين الجنسيين
• لأشخاص الذين يمتلكون مهارة القراء والكتابة قادرون على قراءة الصحف والمجلات وفهم إشارات الطرق والقدرة على ملء الإستمارات ولا يكونوا عرض للإستعلال
# السبيل إلى القضاء على الأمية :……………
• إنشاء قاعدة بيانات قومية لرصد حالات الأمية ومن تمت محو أميته.
• عمل حملات توعوية تدعو إلى محاربة الأمية وتتحدث عن أهمية العلم في كافة وسائل الإعلام وخاصة في التلفزيون؛ لأنه متابع من مجموعة كبيرة من أفراد المجتمع
• تكاثف واتحاد كافة القطاعات والمؤسسات الواقعة في الدولة من أجل محاربة الأمية، ووضع القوانيين التي تخفف ترك وهروب الطلاب من التعليم والتوجه للعمل
• تطوير برامج محو الأمية بما يتوافق مع النوع والفئات العمرية والمناطق الجغرافية.
• تفعيل دور الجامعات في جهود محو الأمية.
• بناء مراكز خاصة لمحو الأمية، حيث يجب على كل دولة حصر نسبة الامية فيها، وبناءً على الإحصائيات تشييد المراكز التعليمية في المناطق التي تعاني من الأمية
• تفعيل الشراكة والتكامل بين مؤسسات الدولة وتنظيمات المجتمع المدني لمواجهة الأمية.
• قيام المعلم بأعمال تطوعية” تحت إشراف وزارة التربية والتعليم ووفق خطة ممنهجة ومدروسة ” فى محو أمية غير المتعلمين، ومساعدتهم بالتخلص من مشكلاتهم التي تقع بينهم وبين التعليم
• فرض التعليم الإلزامي الذي ينتهي عند التعليم الأساسي، وعقد دورات تعليمية للأميين وكبار السن
• نشر الوعي الثقافي بين كافة أبناء المجتمع، وإجراء البحوث العلمية التي تقف على أسباب ونتائج الأمية
• تقديم الحوافز المعنوية والمادية للمتحررين من الأمية الصغار والكبار, وكذلك إمكانية الربط بين شروط محو الأمية وبرامج الحماية الاجتماعية المقدمة لمحدودى الدخل
• إعداد برامج مُتخصّصة يتمّ من خلالها تدريب المُعلّمين لاكتساب المهارات المهنيّة والتربويّة اللازمة.
• القضاء على العادات والتّقاليد التي تحول دون الحصول على فرص التّعليم المُتاحة.
• إشراك الهيئات الاجتماعيّة.
• إعادة صياغة مناهج لتعليم الكبار تتناسب مع اهتماماتهم.
• العمل على استحداث أنواع أخرى من التّعليم غير النظاميّ

زر الذهاب إلى الأعلى