حقوقي «بوتين» تجبر ولن يتراجع عن قتل المدنين للوصول إلى مبتغاه الإجرامي

 

كتبت: نسمه تشطة

قال”نبيل رئيس منظمة الحق الدولية لحقوق الإنسان ، والباحث في الشأن العربي ، والعلاقات الدولية، في بيان صحفي صادر عنه اليوم «الثلاثاء» للصحف والمواقع الإخبارية إن الإعلان عن طلب روسيا مساعدة إقتصادية، وعسكرية من الصين لإستمرار شن الحرب في أوكرانيا، والإلتفاف على العقوبات الغربية، ونفت موسكو، وبكين تصنف الخبر ضمن الأكاذيب، وواشنطن تُحذر، نحن نرىّ هذا سواء كان صحيحاً من عدمه يدل على فشل “بوتين” الذريع في تقديراتة تجاه المقاومة الأوكرانية، وإنه ورط الجيش في وحل أوكرانيا وبدأ يستنجد بالآخرين.

وأضاف”أبوالياسين” أن تبني روسيا مؤخراً لقانون عقابي حول أخبار الحرب الزائفة هو خطوة مقلقة من قبل الحكومة لإسكات، وعصب أعين شعب بأكمله، وكانت تحركات “بوتين” قبل الحرب ضد عمالقة التكنولوجيا الأمريكيين تؤكد على تمهيد الطريق لقمع حرية التعبير،
وبعد 10 أيام على العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، أعلنت الهيئة المسؤولة عن تنظيم الإتصالات في روسيا، حجب موقعي فيسبوك وتويتر، وذلك رداً على ما قالت إنها قيود تمنع الوصول لوسائل إعلام رسمية عبر المنصتين.

مضيفاً؛ أن المسئولين الروس توجهوا إلى منزل الرئيس التنفيذي لشركة Google في موسكو في وقت سابق لإصدار إنذار بتهديده، لحذف تطبيق أثار حفيظة الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” في غضون 24 ساعة أو نقله إلى السجن، وكانت المواجهات المقلقة ، التي لم يتم الكشف عنها من قبل ، وجزءاً من حملة أوسع كثفها بوتين العام الماضي لتقويض مصادر المعارضة الداخلية، وهي تحركات تساعده الآن في الحفاظ على قبضته على السلطة، وسط رد فعل عالمي عنيف على غزو أوكرانيا.

post

كما أضاف؛ أنه وفي عام واحد ، سُجن خصمه السياسي “أليكسي نافالني” بعد أن فشلت محاولة تسميمه وقتله، ودفع المنافذ الإخبارية المستقلة إلى حافة الإنقراض، ودبر سيطرة الكرملين على ما يعادل فيسبوك الروسي، وأصدروا أوامر “تصفية” لغالبية المنظمات الحقوقية،
وسط هذا الهجوم الداخلي، وتحرك “بوتين” أيضاً لجلب شركات التكنولوجيا الأجنبية إلى الخلف، ونشرت موسكو أجهزة جديدة تسمح لها بالحط منها، أو حتى منع وصول الروس إلى Facebook و Twitter ، وفرضت غرامات بلغ مجموعها 120 مليون دولار على الشركات المتهمة بتحدي رقابة الكرملين.

متواصلاً؛ وبرغم من كل القيود التي أقرها “الكرملين” لم تمنع إنتقاد الروسيين الحرب الغير مبرره فقد أصبح الإنتقاد علني ونادراً حيثُ إنتقد طيار روسي يعمل في شركة “بوبيدا” تابعة لشركة الخطوط الجوية الروسية “إيروفلوت”، وفاجئ الركاب بالحديث عن حرب بلاده على أوكرانيا، عبر الإذاعة الداخلية لطائرتهُ خلال رحلة جوية في مقطع فيديو متداول وصفه مدونون بأنه إنتقاد علني نادر الحدوث بسبب عواقبه الوخيمة، وتحدث الطيار باللغة الروسية ثم الإنجليزية ودعا إلى إنهاء فوري للحرب قائلًا؛ إن الحرب في أوكرانيا جريمة، وأعتقد أن المواطنين العقلاء، سيتفقون معي وسيبذلون قصارى جهدهم لوقف ذلك، وسط تصفيق المسافرين.

وأشار”أبوالياسين” إلى إقتحام الصحفية”مارينا أوفسيانيكوفا”، محررة القناة الأولى التي خاطرت بوظيفتها، وبحريتها لإعلام الشعب الروسي بحقيقة الفوضى المميتة التي يشنها الرئيس “فلاديمير بوتين” على جيرانهم في أوكرانيا، وعندما قدمت مذيعة الأخبار “إيكاترينا أندريفا” قصة في برنامج Vremya، أو “الوقت”، الذي يتم بثه لعقود على القناة الأولى الروسية التي تديرها الدولة ، ظهرت إمرأة أخرى خلفها فجأة، وهي المحرره”أوفسيانيكوفا”
وتحمل في يدها لافتة ورقية مكتوب عليها “أوقفوا الحرب! لا للحرب!”، وصاحت المحرره لا تصدقوا الدعاية إنهم يكذبون عليكم، وهي متأكدة من أن الأشخاص الذين يشاهدون البث في المنازل يمكنهم قراءة الكلمات المكتوبه على اللافتة ويسمعونها جيداً.

مشيراً؛ إلى قبل إحتجاجها على الهواء، سجلت “Ovsyannikova”مقطع فيديو في ذلك مسبقاً، وتحدثت ضد الحرب، وأعربت عن أسفها لنشر “دعاية الكرملين”وقالت” أوفسيانيكوفا”ما يحدث في أوكرانيا الآن جريمة ضد الإنسانية، وروسيا هي الدولة المعتدية، ومسؤولية هذا العدوان تقع على ضمير رجل واحد وهذا الرجل هو “فلاديمير بوتين”، ثم إنقطعت الكاميرا عندما بدأ بث المقطع المسجّل، وفي غضون دقائق من إحتجاجها ، كانت قيد الإعتقال في مركز الشرطة المحلي.

وفي إشارة إلى؛ أن لها أباً أوكرانياً، وأم روسية لم يكنا أعداء أبداً، وقالت؛ إن القلادة التي كانت ترتديها بألوان العلمين الروسي، والأوكراني كانت رمزاً لحاجة موسكو إلى وقف “هذه الحرب بين الأشقاء، وأضافت: لسوء الحظ ، عملت في السنوات القليلة الماضية في القناة الأولى، وعملت في دعاية الكرملين، وأشعر بالخجل الشديد من هذا الآن، وأشعر بالخجل لأنني تركت الناس يقولون الأكاذيب على شاشة التلفزيون ، وأشعر بالخجل لأنني سمحت للشعب الروسي أن يتحول إلى زومبي،
في إشارة منها إلى؛ الغزو الروسي لأراضي شبه جزيرة القرم الأوكرانية في عام 2014 ثم الأراضي الشرقية في أوكرانيا ، بالإضافة إلى تسميم الكرملين لزعيم المعارضة أليكسي نافالني في عام 2020، مضيفه: لقد شاهدنا بصمت هذا النظام اللا إنساني.

متواصلة: الآن إبتعد العالم كله عنا، وغدت روسيا الآن دولة منبوذة إقتصادياً، ومالياً، وشعبياً عالمياً نتيجة لجنون العظمة المصاب بها “بوتين” ولن تغسل الأجيال العشرة القادمة من أحفادنا عار هذه الحرب بين الأشقاء،
ونحن الروس الذين يفكرون، بذكاء، فقط في مقدرتنا أن نوقف كل هذا الجنون، إذهبوا إلى الإحتجاجات، لا تخافوا من أي شيء، لا يمكنهم سجننا جميعاً، حسبما قالت، وكان
إحتجاج “أوفسيانيكوفا” التلفزيوني هو أحد أكثر الإحتجاجات شهرة في روسيا منذ الغزو الروسي على أوكرانيا، وسعت السلطات إلى فرض رقابة صارمة على وسائل الإعلام الإخبارية ، وحظر بعض منصات وسائل التواصل الاجتماعي، وجعل إنتقاد الجيش الروسي جريمة جنائية، وهي الجريمة التي قال بعض “الحقوقيين” إن “أوفسيانيكوفا” ستُتهم بإرتكابها، والعقوبة القصوى لهذه الجريمة هي السجن 15 سنة.

ولفت” أبوالياسين” إلى أنه تم حظر كل من Facebook و Instagram و Twitter في روسيا الآن ، بينما يُحظر على وسائل الإعلام الإخبارية وصف الحرب بأي شيء بخلاف إستخدام مصطلح بوتين المفضل، “عملية عسكرية خاصة”، ومع ذلك لا تزال هناك إحتجاجات تحد في جميع أنحاء روسيا، وإن كانت تلك الإحتجاجات التي يتم قمعها بسرعة.

لافتاً؛ إلى ما قالته مجموعة مراقبة الإحتجاج OVD-Info إنها سجلت إعتقالات لما لا يقل عن 15653 شخصاً في 151 مدينة روسية منذ بدء الحرب، وأظهر مقطع فيديو في روسيا يوم “الأحد” الماضي قوات الأمن، وهي تنقض لإعتقال إمرأة بعد ثوانٍ من رفعها لافتة صغيرة كتب عليها ببساطة “كلمتين”.

ووصف محللون غربيون “بوتين” بالمتجبر في الأرض «عاتٍ، ليس في قلبه رأفة ولا رحمة»، وكانت سوريا أفضل مسرح مجاني لتدريب قواتة العسكرية عليها، مستندين بإعتراف وزير الدفاع الروسي في وقت سابق جربنا أكثر من ٣٥٠ سلاحاً جديداً في سوريا، أو بإختصار تدرب الدب الروسي على الارض السورية، وجرب ترسانته على إشلاء السوريين، واليوم يستخدمها على الارض الأوكرانية على أشلاء الأوكرانيين، دائماً الشعوب تدفع الثمن.

وأكد”أبوالياسين” على أن “بوتين”تَيَقَّنَ بأن الحرب خاسرة، وأنه يحارب العالم كلة وليس أوكرانيا فقط، وأن ما قام به عدوان صريح “حرب إختيارية” ونهايتهُ أصبحت وشيكة لذلك يحاول إستفزاز حلف الناتو بالهجوم
الصاروخي على مركز تدريب عسكري يتبع للناتو الذي أسفر عن مقتل 35 شخصاً، وإصابة 134 آخرين، ليجر العالم إلى حرب عالمية ثالثة فضلاً عن ‬⁩ تدمير مدينة ⁧‫ماريوبول‬⁩، وقتل الألاف من أهلها، في ظل تحذيرات ⁧‫الصليب الأحمر‬⁩ من “أسوأ سيناريو” للمدينة، ومستشار عمدة مدينة ماريوبول‬⁩ الأوكرانية الذي حذر من أن عدد القتلى في المدينة قد يصل إلى 20 ألفا وأنّ دفن الموتى جار في الساحات والشوارع.

مؤكداً: أن إخفاقات “بوتين” الذي كان يأمل في الهيمنة على أوكرانيا دون قتال، ولقد فشل، وكان يأمل في كسر التصميم الأوروبي، وإضعاف التحالف عبر الأطلسي، ولقد فشل، وإن القوات الروسية ستُهزم لأن المقاتلين الأوكرانيين سيقاومون ببسالة حتى آخر نفس، ومشكلة الروس في أوكرانيا أنهم لن يستطيعوا الإستمرار في السيطرة على المناطق التي إحتلوها، وسيضطرون إلى الإنسحاب تحت رصاص المقاومة، ويبدو أنه بعد 20 يوماً من الحرب على المدن، والأقاليم الأوكرانية فشلت روسيا في حسم المعركة، وأخفقت بذلك سياسة الحرب السريعة، والخاطفة، وتحقيق نتائجها في وقت قياسي.

وختم”أبوالياسين”بيانه الصحفي حيث قال؛ أتذكرون الطفل السوري الجريح نتيجة القذف الروسي العشوائي الذي قال قبل وفاتهُ بلحظات وهو يحتضر بأنه سيخبر الله بكل شيئ ؟ منذ أن أخبر الله وسمع الله نجواه لم تتزن الدنيا، ولم تعد كما كانت، ضجت كلماتهُ مواقع التواصل وقلوب، ومشاعر الملايين حول العالم ، وتزامناً مع تخوّف العالم من وباء كورونا المنتشر، والذي حصد أرواح الكثيرين، كلمات طفل ضحية من ضحايا”بوتين” الذي توفي قبل ست سنوات.

زر الذهاب إلى الأعلى