الدكروري يكتب عن أبو أيوب الأنصاري في بدر

محمـــد الدكـــروري

لقد ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في السنة النبوية أنه كان أبو أيوب الأنصاري من الصحابة الذين شهدوا غزوة بدر، فقد روي عنه أنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بالمدينة ” إني أخبرت عن عير أبي سفيان أنها مقبلة فهل لكم أن نخرج قبل هذه العير لعل الله يغنمناها؟ فقلنا “نعم” فخرج وخرجنا فلما سرنا يوما أو يومين قال لنا “ما ترون في القوم فإنهم قد أخبروا بمخرجكم ” فقلنا “لا والله ما لنا طاقة بقتال القوم ولكنا أردنا العير” ثم قال” ترون في قتال القوم؟ فقلنا مثل ذلك، فقام المقداد بن عمرو فقال “إنا لا نقول لك يا رسول الله كما قال قوم موسى لموسى ” اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ” قال فتمنينا معشر الأنصار لو أنا قلنا مثل ما قال المقداد أحب إلينا من أن يكون لنا مال عظيم.

 

فأنزل الله عز وجل على رسوله “كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون” وحدث عبد الله بن عباس رضى الله عنهما فقال خرج أبو بكر الصديق رضى الله عنه في الهاجرة، ويعني نصف النهار في شدة الحر، فرآه عمر بن الخطاب رضى الله عنه، فقال يا أبا بكر ما أخرجك هذه الساعة؟ قال ما أخرجني إلا ما أجد من شدة الجوع، فقال عمر وأنا والله ما أخرجني غير ذلك، فبينما هما كذلك إذ خرج عليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال “ما أخرجكما هذه الساعة؟” قالا والله ما أخرجنا إلا ما نجده في بطوننا من شدة الجوع فقال النبي صلى الله عليه وسلم “وأنا والذي نفسي بيده ما أخرجني غير ذلك، قوما معي فانطلقوا فأتوا باب أبي أيوب الأنصاري رضى الله عنه ”

 

post

وكان أبو أيوب يدخر لرسول الله صلى الله عليه وسلم كل يوم طعاما، فإذا لم يأتي أطعمه لأهله، فلما بلغوا الباب خرجت إليهم أم أيوب، وقالت مرحبا بنبي الله ومن معه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أين أبو أيوب؟” فسمع أبو أيوب صوت النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يعمل في نخل قريب له فأقبل يسرع وهو يقول مرحبا برسول الله وبمن معه، ثم قال يا رسول الله ليس هذا بالوقت الذي كنت تجيء فيه فقال “صدقت” ثم انطلق أبو أيوب إلى نخيله فقطع منه عذقا فيه تمر ورطب وبسر، وقال يا رسول الله كل من هذا وسأذبح لك أيضا، فقال “إن ذبحت فلا تذبحن ذات لبن” وقدم الطعام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ منه رسول الله قطعة من لحم الجدي ووضعها في رغيف.

 

وقال “يا أبا أيوب بادر بهذه القطعة إلى فاطمة الزهراء فإنها لم تصب مثل هذا منذ أيام” فلما أكلوا وشبعوا قال النبي صلى الله عليه وسلم” خبز ولحم وتمر وبسر ورطب” ودمعت عيناه، ثم قال “والذي نفسي بيده هذا هو النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة” وبعد الطعام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي أيوب “ائتنا غدا” وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يصنع له أحد معروفا إلا أحب أن يجازيه فلما كان الغد ذهب أبو أيوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأهداه جارية صغيرة تخدمه وقال له “استوصي بها خيرا” وعاد أبو أيوب إلى زوجته ومعه الجارية وقال لزوجته هذه هدية من رسول الله صلى الله عليه وسلم لنا ولقد أوصانا بها خيرا وأن نكرمها فقالت أم أيوب وكيف تصنع بها خيرا؟ لتنفذ وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال أفضل شيء أن نعتقها ابتغاء وجه الله وقد كان.

زر الذهاب إلى الأعلى