نصائح للآباء لعدم تعرض الاطفال للاكتئاب الرياضي  

نشوى شطا

الاكتئاب الرياضي للأطفال والمراهقين مشكلة نفسية خطيرة تسبب شعورًا دائمًا بالحزن وفقدان الاهتمام بالأنشطة خصوصا الرياضية، وهو ناتج عن عدم تحقيقهم لما يطمحون له رياضيا وهذه المشكلة تؤثر في طريقة تفكير المراهق وشعوره وسلوكه، ويمكن أن تسبب مشكلات عاطفية ووظيفية وجسدية، وعلى الرغم من إمكانية الإصابة بالاكتئاب في أي مرحلة عمرية، فإن الأعراض قد تختلف بين المراهقين والكبار.

 

وهنا يشير مستشار الدعم النفسي د.عبدالله أحمد أن رغبة بعض الاباء في نجاحهم في رسالتهم في تربية أولادهم و جعلهم الافضل قد يجعل بعضهم يخطئون في طريقة التعامل مع ابناءهم، بعض الاباء يعتقدون ان التربية هي رسم صورة لحياة الطفل و رسم مستقبله في اذهانهم منذ ولادته و العمل على الوصول لهذا الهدف، ويشير في حديثه هذا المقال موجه للآباء لانهم المحرك الأول لأبنائهم الرياضيين في هذه المرحلة العمرية.

 

post

ويضيف د.عبدالله أحمد ضغط الاباء على ابنائهم الرياضيين سواء بطريقة مباشرة او غير مباشرة يؤدى الى تحويل الاطفال الى اشخاص محطمين نفسيا نتيجة أنهم لا يستطيعون في كثير من الأحيان تحقيق الإنجازات الرياضية التي يتمناها ابائهم منهم وهنا تبدأ المشاكل الي يعاني الكثير من الرياضيين منها وهي إما تدخل أولياء الأمور في اللعبة الرياضية واستخدام نفوذهم واستجابة إدارات الأندية لهم لمشاركة أبنائهم للعب في فرقهم وهم لا يستحقون المشاركة وتظهر هنا مشكلة أخرى وهي ظلم للاعب اخر متميز سيحرم من اللعب على حساب لاعب لمجرد الواسطة ويدخل هذا اللاعب بعد تميزه أيضا في مرحلة الاكتئاب الرياضي لشعوره بالإحباط وعدم العدل والمساواة وتصبح الرياضة سبب في اكتئابه وتغيير سلوكه وهي مشكلة يعاني منها الكثير من الرياضيين وذويهم ، واذكركم ” فالمدرب ضمير واللاعب امانة واذا مات الضمير ضاعت الأمانة “.

 

ويؤكد استشاري العلاقات الاسرية والتربوية اجبار الاباء ابنائهم على الالتحاق بلعبة رياضية معينة او اصدار قرار خاص بحياة ابنهم يؤكد للطفل أنه غير مؤهل حتى باتخاذ قرارته وليس له الحق في التعبير عن احتياجاته ورغباته، والمشكلة تزداد أكثر عندما يبدأ الابن الدخول في مرحلة المراهقة تلك المرحلة الصعبة على الطفل، مرحلة يشعر بداخله بمشاعر كثيرة متضاربة، يشعر أنه كبر ولا بد أن يعتمد على نفسه ولكنه مازال غير قادر على الاعتماد على نفسه فعليا، وتزداد المأساة عندما تبدأ الاباء في مقارنة أبنائهم مع غيرهم من زملائهم ( اشمعنا فلان أحسن منك ) جملة ممكن تقتل بيها ابنك وتخليه يسيب الرياضة وهنا الكارثة التي تزيد من المشكلة ودخول الرياضي في مراحل اكتئاب اصعب ..

 

ويطرح هنا دكتور عبدالله مجموعة نصائح لعدم المقارنة لو انت مؤمن ان ربنا بيدي كل واحد ٢٤ قیراط و كل واحد على قد تعبه مش هتسأل ولا هتفكر في السؤال ده من الأساس خليك عارف

-انت بتقارن مواصفات بمواصفات تانية خالص.

– انت بتقارن تعب غير تعب تاني خالص.

– انت بتقارن دماغ و تفکیر غیر دماغ و تفكير تاني خالص

– انت بتقارن نية و تربية بنية و تربية تانية خالص.

– انت بتقارن ظروف غير ظروف تانية خالص.

– انت بتقارن اصرار و عزيمة غير اصرار وعزيمة تانية خالص.

– انت بتقارن الظاهر الى انتي شايفه بس متعرفش ربنا مخبيله ايه.

– انت بتقارن في الرياضة و متعرفش ربنا واخد منه في حاجة تانية قد ايه و مديهولك انت وهو الى بيحسدك كمان عليها.

– انت بتقارن %١ ب %١ و متعرفش ال۹۹% الى عنده ايه ريح نفسك و ارتاح و متقارنش عشان المقارنة ولا عمرها هتبقى صح ولا عمرها هتفيدك بالعكس دى هتضرك.

– عايز تقارن ؟ قارن نفسك القديمة بالجديدة والعب على غلطاتك و ساعتها هتبقى أحسن واحد في الدنيا.

 

وينصح دكتور عبدالله أحمد ما يحتاجه الرياضي من أبويه هو تشجيعه وتعليمه من خلال احترام طبيعته مع إعطائه الحرية الكافية ليعبر عن نفسه و يكتشف ما حوله ليبدأ تكوين خبراته و تنمو ثقته بنفسه و يكبر لديه إحساس أنه يستطيع و قادر، خلق الله كل طفل بميزة مختلفة فهو في الاصل مميز، دور الاباء هو تنمية ما هو مميز به وليس تغيير الطفل ليصبح نسخة ناجحة اخرى او نسخة من الشكل الناجح في أذهان الاباء، لا يوجد معيار اخر للنجاح سوى السعي والتميز وكل شخص هو في الاصل مميز. مجرد محاولة تنمية ما يميز طفلك هو ما سيجعله ناجح في المستقبل وواثقا بنفسه.

– اهتم بتربية ابنك وتوعيته وإعداده نفسيا وتربويا ثم بعد ذلك ابحث عن نتائجه في التدريب، نجاح الاباء في رسالتهم لا تقاس ببطولات الرياضي في ناديه ولكن تقاس بنجاحهم في تربية رياضي سوى واثق بنفسه.

– ساعدوا اطفالكم على ان يتربوا واثقين بأنهم قادرين على اتخاذ قراراتهم بأنفسهم وصنع نجاحاتهم

– ساعد في توعية ابنك عن دوره في التمرين والتزامه واحترامه لمدربه والثقة فيه واحترام زملائه وتشجيعهم.

– توعيته ان البطولة ليست الاهتمام الاول والاخير وأن البطل ليس بالميدالية وانما بالتزامه وتضحياته بوقته ومجهوده من أجل مستوى أفضل لنفسه ولفريقه.

واخيرا لا تتحدث مع ابنك عن التمرين أو مقارنته بزميله في التمرين أو عن نتيجته في البطولة القادمة أو عن الفنيات ومستواه المهاري، اترك التدريب للمدرب واهتم بالتربية السليمة.

 

ويختتم دكتور عبدالله أحمد مستشار الدعم النفسي الرياضي حديثه أن اللاعبين في هذه المرحلة يجب الاهتمام بالعامل النفسي لهم جنبا إلى جنب مع الجانب الرياضي والبدني لتوفير لهم مناخ صحي مناسب للتهيئة للفوز والحصول على الألقاب ويسهم المدرب النفسي الرياضي في زيادة مستوى الدافعية نحو تحقيق إنجاز أفضل وذلك من خلال مراعاة حاجات الرياضيين ورغباتهم والتذكير بالمكاسب المهمة والشهرة التي يمكن أن يحصلوا عليها عند تحقيق الإنجازات العالية وهذا الهدف الاسمى للدعم النفسي الرياضي.

زر الذهاب إلى الأعلى