بالصور … إحتفالية اليوم العربى لمحو الأمية

تحت رعاية وبحضور معالي الأستاذ الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني وبرئاسة الأستاذ الدكتور محمد يحيى ناصف رئيس الهيئة العامة لتعليم الكبار إنطلقت اليوم الإثنين الموافق ٩ يناير ٢٠٢٣ إحتفالية اليوم العربي لمحو الأمية بمقر الهيئة العامة لتعليم الكبار.

 

و يشكل اليوم العربي لمحو الأمية مناسبة لإبراز الانخراط القوي للدول العربية في حراك عالمي لاجتثاث آفة لا تزال تثقل كاهل المنطقة العربية، وتعيق مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية بمعظم دولها.

 

بدأت الاحتفالية بعزف السلام الوطني لجمهورية مصر العربية وقراءة ما تيسر من القرآن الكريم.

post

وتأتي احتفالية هيئة تعليم الكبار لليوم العربي لهذا العام تحت ُعنوان: “قضايا الُمناخ والبيئة كمدخل في تعليم الكبار في الوطن العربي”، استجابة لتوصيات المؤتمر الدولي للمناخ COP27 المنعقد مؤخرًا في شرم الشيخ.

وفي كلمة الأستاذ الدكتور معالي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني رضا حجازي أوضح سيادته أن اتباع المدخل التنموي والتمكيني في محو الأمية يتلخص في أن يشارك الميسر مع الدارس في إعداد المادة التعليمية، لأن الأمي ليس جاهلا ولكن لديه خبرة يجب أن نبني عليها وذلك استنادا لمقولة العالم باولو فريري: “الكبير لديه المدلول وينقصه الرمز فيجب أن ننسج علي مالديه من مدلول حتي نعلمه الرمز” أي أن كل دارس يتعلم وفق خبراته وسرعته في التعلم وبذلك نستطيع أن نتغلب علي مشكلة احجام الدارسين عن القراءة والكتابة والارتداد إلي الأمية.

أكد معالي الوزير أن ملف الأمية من الملفات الهامة، وأنها تعد من أخطر المشكلات التي تعترض مسيرة البناء والتنمية والتقدم، ليس في مصر وحدها، بل في وطننا العربي والعالم أجمع؛ فالأمية الهجائية مظهر سلبي في حدود المفهوم التعليمي، كما أن هناك علاقة بين إرتفاع نسبة التعليم بين السكان كبارًا وصغارًا وبين التقدم بمعناه الشامل، مشيرًا إلى أنه من أجل ذلك اتخذ المجتمع الدولي يوم الثامن من سبتمبر يومًا لمحو الأمية.

 

أوضح معالي ا. د رضا حجاز وزير التعليم أن مصر تحتفل بهذا اليوم متخذة شعارًا له تحت عنوان: “قضايا المناخ والبيئة كمدخل لتعليم الكبار في الوطن العربي”، ويأتي هذا تزامنًا مع استضافة مصر مؤتمر قمة المناخ، والمعروف أيضًا باسم 27 COP، هو مؤتمر الأمم المتحدة السابعة والعشرين للتغير المناخي والذي عقد في الفترة من ٦ حتى ۱۸ نوفمبر ۲۰۲۲ في مدينة شرم الشيخ، وبالتزامن – أيضًا – مع إطلاق القيادة السياسية مبادرة (أتحضر للأخضر) التي تأتي في إطار الاستراتيجية القومية للتنمية المستدامة” مصر ۲۰۳۰ “، وتستهدف تغيير السلوكيات، ونشر الوعي البيئي.

 

كما أكد الوزير أن قضية الأمية قضية مجتمعية، وحل هذه القضية يتم بمشاركة وتضافر جميع الجهود من أبناء المجتمع، مشيرًا إلى أن الوزارة تهتم حاليًا بمدخل التعلم ومدى مستوى التحصيل، مشيرًا إلى أن الوزارة استحدثت في الهيكل الجديد الإدارة المركزية للتسرب من التعليم ومحو الأمية.

وذكر الوزير أنه وفقًا لما تشير إليه الإحصاءات والنسب مما وجد أن الأمية أنثوية ريفية، وقد بلغت نسبة الأمية في مصر حتى نهاية 2022 بحسب الإحصاءات الرسمية ووفقًا للتقرير الإحصائي للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء لعام 2016 حيث بلغت نسبة الأمية في الفئة العمرية 15 سنة فأكثر، في الذكور (40%) بينما بلغت النسبة في الإناث (60%) وبيانها كالتالي: ذكور (23.2 %) ، والإناث (34.6 %) بإجمالي (29.0 %) وبحسب مركز معلومات الهيئة العامة لتعليم الكبار حتى 2022/12/31 فإن النسب تشير إلى أن نسبة الأمية في الفئة العمرية 15 سنة فأكثر، كالتالي: ذكور (19.4%)، والإناث (28.3 %) بإجمالي (23.8 %).

وأوضح الوزير أنه لابد من أن تتم خطوات المنهجية السريعة من خلال الحوار والمناقشة حول قضية معينة، من خلال إستخدام مثير من مثيرات الحوار مثل الصور – الأمثال – القصص… وغيرها)، واتباع المدخل التنموي والتميني في محو الأمية، ويتلخص ذلك في أن يشارك الميسر مع الدارس في إعداد المادة التعليمية؛ لأن الأمي ليس جاهلاً، ولكن لديه خبرة يجب أن نبني عليها، وهذا ما أكده العالم باولو فريري الكبير لديه المدلول، وينقصه الرمز فيجب أن ننسج على ما لديه من مدلول؛ حتى نعلمه الرمز “، أي أن كل دارس يتعلم وفق خبراته، وسرعته في التعلم، وبذلك نستطيع أن نتغلب على مشكلة إحجام الدارسين عن القراءة والكتابة، وكذا الارتداد إلى الأمية.

 

في نهاية كلمته توجه الوزير بعدد من الرسائل – يقترح العمل عليها خلال الفترة القادمة – من أجل مواطن متحرر من الأمية، قادر على العيش والمشاركة في تنمية ذاته ومجتمعه، وتشمل ما يلي: تبني المدخل التنموي والتمكيني في تعليم وتعلم الكبار، ومحاولة تعليم الدارس حرفة بجوار تعليم القراءة والكتابة، ولأن الأمية أنثوية ريفية، فيجب التركيز على الإناث عصب التنمية في مجتمعاتنا العربية، خاصة في القرى والنجوع، والريف بشكل عام، بجانب الاعتماد على التكنولوجيا في ملف تعليم الكبار كمطلب من مطالب العصر في ظل الثورة الصناعية الخامسة، بالإضافة إلى الإتجاه نحو المحافظة على البيئة من التلوث والتعرف على قضايا المناخ، وغرس مفاهيم المواطنة والانتماء؛ للحد من العنف والإرهاب والتطرف.

وفي كلمة الأستاذ الدكتور محمد يحيى ناصف تقدم سيادته بخالص الشكر والتقدير #لمعالي الأستاذ الدكتور/ رضا حجازي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني

وأ.د / سلامة داوود رئيس جامعة الأزهر نائبا عن فضيلة الامام الأكبر شيخ الأزهر

وسيادة اللواء / وليد حماقي قائد قوات الدفاع الشعبي والعسكري

والأستاذ / وليد عثمان منسق عام العقد العربي لمحو الأمية جامعة الدول العربية نائبا عن أ.د/ فراج العجمي الوزير المفوض مدير ادارة التربية والتعليم بجامعة الدول العربية

وأ.د / علي أبو سنة رئيس جهاز شئون البيئة

وأ.د / جيهان كمال مساعد معالي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني

ومعالي السادة ممثلي القوات المسلحة ووزارة الداخلية

ومعالي السادة ممثلي جامعة الدول العربية، والحكومة، والأحزاب السياسية، ومنظمات المجتمع المدني #والسيدات والسادة الحضور

 

أكد سيادته علي إمتنانه وشكره لمعالي أ.د / رضا حجازي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني على ما يقدمه للهيئة من دعم ولما لا ؟ وهو أبرز قاداتها، وحريص كل الحرص أن تؤدي دورها في التعليم غير النظامي وتحقيق مفهوم التعلم المستمر مدى الحياة.لقد شرفنا وأسعدنا معالي الوزير بالرعاية والحضور رغم تعدد المهام وكثرة الأعباء، فلقد حرص معاليه على حضور احتفالية اليوم العربي لمحو الأمية هذا العام والذي يأتي تحت عنوان ” قضايا المناخ والبيئة كمدخل في تعليم وتعلم الكبار في الوطن العربي” .

 

أشار ناصف إلي أن هذه الاحتفالية تهدف إلى:

رفع الوعى لدى الدارسين الكبار والمجتمع بقضايا المناخ والمحافظة على البيئة والنظم الصحية البيئية خاصة في ظل المخاطر المتنامية جراء الثورات الصناعية المتعاقبة والتي أسفرت عن تزايد درجة حرارة الأرض، وارتفاع معدلات الانبعاثات الكربونية الضارة، وغياب مفهوم العدالة المناخية بهدف صنع مستقبل أفضل لأجيال قادمة لم تكن يوما ما سببًا من أسباب هذا التلوث.

تدارس الاستراتيجيات الحديثة في مجال القضاء على الأمية والتي تؤكد على تبني استراتيجية التواصل بين الأجيال، ومحو الأمية الأسرية ومحو الأمية الوظيفية، والاهتمام بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر لإكساب الدراسين الكبار المهارات الحياتية، فمحو الأمية الهجائية لا يكفي لتحقيق التنمية الشخصية بأبعادها المعرفية والمهارية والوجدانية، بعد التحويلات والتوسعات الحديثة التي طرأت على مفهوم تعلم الكبار ليسع الكثير من أنماط التعلم.

تعرف البرامج الجديدة، التي تحرص على الارتقاء بالجوانب الاجتماعية والاقتصادية والبيئية لحياة المواطن المصري والعربي.

تبني المبادرات الفعالة والتطوعية التي أكدت عليها القيادة السياسية والتي من شأنها التشبيك والشراكة بين كافة قطاعات المجتمع في الوطن العربي، بهدف التخلص من هذا الكابوس فالمستقبل يبدأ بالقضاء على الأمية الهجائية.

معالي الوزير …. الجمع الكريم:

كما أشار سيادته إلي الأضرار الإجتماعية للأمية والتي تتمثل في:

زيادة من معدلات الفقر غياب مساحات الإبداع والتجديد Innovation في المجتمع، فالأمية تُجبر صاحبها على تبني طرائق غير متوقعة وخيارات غير غير مدروسة أو محسوبة في معالجة التحديات اليومية التي تواجهه.

إرتفاع معدلات البطالة في المجتمع، في عالم أصبح لا يعترف إلى بالجدارات والكفاءات، في عالم أصبح يقوم على التنافسية واقتصاد المعرفة.

ضعف قدرات الأفراد في المجتمع على فهم مجريات الأمور والأحداث الاجتماعية من حولهم، أو شعورهم بما يسمى بالاضطراب الاجتماعي social disorder.

إرتفاع معدلات الإصابة بالأمراض وانخفاض جودة الحياة.

ضعف قدرات الشخص الأمي على القيام بالمشاركة السياسية النشطة والفعالة والواعية، لذا فهي قضية أمن قومي تتعلق بناء الشخصية العربية المعاصرة.

ضعف قدرات الفرد الأمي على الشعور بالاستقلالية في اتخاذ قراراته الحياتية، وضعف الروابط الاجتماعية.

جهل الشخص الأمي بالحقوق والواجبات والمسئوليات مما ينجم عن ذلك الكثير من المشكلات الاجتماعية مثل: الزواج المبكر وختان الإناث وغياب القدرة على تنظيم الأسرة….الخ.

كما تطرق سيادته إلي الأضرار الإقتصادية للأمية موضحا انها تتمثل في:

انخفاض معدلات النمو الاقتصادي للدول، فالأمية تكلف الاقتصاد العالمي ما يقارب [5,1] تريليون دولار سنويًا طبقًا لتقرير اليونسكو [2022].

غياب الرؤية المستقبلية للشخص الأمي، وضعف قدراته على تطبيق مفهوم ريادة الأعمال، إلى جانب ضعف قدراته الإنتاجية إذا تم مقارنتها بالشخص المتعلم.

ضعف قدرات الشخص الأمي على وضع ميزانية للأسرة وتبني فقه الأولويات في الإنفاق.

كما استعرض الأضرار البيئية للأمية والتي تتجسد في:

غياب وعي الأمي بأنماط الحياة الأكثر صداقة للبيئة.

ضعف قدراته على فهم التحولات المناخية الهائلة والكوارث البيئية، وامتلاك المهارات الخضراء التي ستنعكس في سلوكياته واتجاهاته.

أكد ناصف علي أن القضاء على الأمية أو الحد منها يكون بمثابة جواز السفر الوحيد للتحرر من الجهل والفقر والمرض والبطالة وتحقيق التمكين الاقتصادي، والاجتماعي، والسياسي من خلال إحداث تغيرات الاجتماعية واقتصادية وبيئة إيجابية في كل أنماط حياتنا، وهذا ما نسعى إليه كهيئة هو التعاون والتضافر والتشبيك مع جميع الجهات الشريكة.

واستعرض الدكتور محمد ناصف إنجازات الهيئة في تراجع نسبة الأمية الملحوظ والتي انخفضت لتصل إلى 24.2% لتصبح على مشارف الإنتهاء منها كما حددتها خطة الدولة المصرية باعتبارها قضية أمن قومي، وكذلك تقديم عرض الخضرية مدخلاً لتعليم وتعلم الكبار لتحقيق واستدامة التنمية في الوطن العربي وكيف يمكن استثمار ذلك في تعليم وتعلم الكبار على مستوى السياسات والبرامج.

 

وفي كلمة للدكتور فرج العجمي مدير إدارة التربية بجامعة الدول العربية، التي ألقاها نيابة عنه، ا#وليد عثمان منسق عام العقد العربي لمحو الأمية بجامعة الدول العربية: “إن دولنا العربية ليست بمعزل عما يدور حولها من الاهتمام بقضايا تعليم الكبار بل هي شريك أساسي في تحقيق الهدف العالمي المعنى بالقضاء على الأمية، وقد شهد العالم عقد عدة مؤتمرات تناولت أفضل السبل للقضاء على الأمية لا سيما في ظل الظروف الصحية المتمثلة في جائحة كورونا، بالإضافة إلى الحروب والنزاعات المسلحة التي تشهدها المنطقة العربية، مشيرًا إلى أن إطار عمل مؤتمر مراكش وهي أحد هذه المؤتمرات التي تطرح الرؤى المستقبلية التي تسهم في تحقيق أهداف التعلم مدى الحياة للكبار، وقد جاءت أهداف العقد العربي لمحو الأمية سباقة ومتسقة مع ما يدعو إليه العالم من إعادة التفكير والبحث عن آليات جديدة لتعليم وتعلم الكبار.

زر الذهاب إلى الأعلى