احمد عدوي يكتب …الحب في حياتنا

احمد عدوي
الحب الصادق يكون نابع من القلب إلى القلب، يعبر عن نقاء الشخص وصدق مشاعره ويُصدقه الطرفين إلى أن يباركه الأهل والأصدقاء والأحباب وصولًا بالزواج، وخلال هذه المجموعة لـ خواطر عن الحب الصادق تجد عبارات تصف طريقة الحب التي تعيشها مع الشريك.الحب: كالبحر حين تكون على شاطئه يقذفك بأمواجه بكرم فائق يستدرجك بلونه وصفائه وروعته ولكن حين تلقي بنفسك بين أحضانه لتبحث عن درره يغدر بك ويقذفك في أعماقه، ثم يقذف بك وأنت فاقد لإحساسك.

الحب: هو الذي ينقل الإنسان إلى تلك الواحات الضائعة.. واحات الطهارة والنظارة والشعر والموسيقى لكي يستمتع بعذوبة تلك الذكريات الجميلة التائهة في بيداء الروتين اليومي الفظيع وكأنما هي جنات من الجمال والبراءة والصفاء في وسط صحراء الكذب والتصنع والكبرياء.الحب: تجربة وجودية عميقة تنتزع الإنسان من وحدته القاسية الباردة لكي تقدم له حرارة الحياة المشتركة الدافئة.

الحب: فضيلة الفضائل.. به نعلو بأنفسنا عن العبث والتهريج والابتذال العاطفي.. ونحمي عقولنا من الضياع والتبعثر الفكري.

الحب: لا يُقال له سحابة صيف وتزول.. الحب لا نصفه بفصل من الفصول الأربعة.

الحب: تجربة إنسانية معقدة.. وهو أخطر وأهم حدث يمر في حياة الإنسان لأنه يمس صميم شخصيته وجوهره ووجوده.. فيجعله يشعر وكأنه وُلد من جديد
.حين تبقى تلك الذكرى حيّة في صلب حياتنا بعد مرور زمن طويل، فيجب الحذر من مشاعر الحنين التي تبقى محصورة في داخلنا وتؤثر على مسار حياتنا الراهنة… والمرأة هنا أكثر عرضةً للدخول في دوّامة من الصراع العاطفي التدريجي،

post

ولا تتمكن من الخروج منها بسهولة فتكثر التجارب العاطفية من هذا النوع ولا يستغرب الخبراء لمدى أهمية الحب الأول، كونه يشكّل أول اكتشاف بالنسبة إلى أي شخص، فيترك أثراً عميقاً في الدماغ ليضع الفرد أول شخص يحبّه في ‘قالب’ مثالي ويسعى طوال حياته إلى إيجاد شخص آخر يتميّز بالصفات «المثالية» عينها،

لكن قد تتحول عملية البحث هذه إلى هوس حقيقي ويصبح الحب الكبير عامل ضرر خطير حتى انه يُفسد حياة البعض مدى العمر، فيبقى الشخص عالقاً في ماضيه ويرفض المضيّ قدماً ومقابلة أشخاص آخرين فيجب الاقتناع باحتمال ظهور حبّ جديد شرط استقباله ونسيان الماضي،

ولا ضرورة لدفن هذا الحب الأول إلى الأبد، لكن يشكّل «الحداد» على تلك العلاقة عملية نفسية طبيعية، فأول ما يجب فعله هو العمل على تصحيح الذات والتخيّلات وتصرفات الهوس عبر الاعتراف بأن ذلك الحب الأول لم يكن مثالياً فعلاً، ولا ضرورة لنسيانه كلياً بل الاقتناع بأنه جزء من الماضي

زر الذهاب إلى الأعلى